نريد كنيسة تستطيع أن تخرج من معابدها الحجرية
لتدخل في المعبد الأوسع وتعبد الله بالروح والحق
نريد كنيسة يسوع المسيح
من هي كنيسة يسوع المسيح ؟
انها الكنيسة التي كما مؤسسها لا تخاف أن تشهد للحق أينما وجد الحق ،
ولا تخاف أن تساق الى الذبح كشاة ، يوم تستدعي كرامة الشخص البشري
أن نصون حق الانسان في الحياة بشهادتنا حتى الاستشهاد .
وما الذي تستدعيه كرامة الانسان في خضم هذا الصراع المتواصل ؟
تستدعي أن نرفض حتى الموت أن يخدع الأبرياء لأي حجة كانت ،
وطنية أم حقوقية أم اصلاحية أم دينية .
تستدعي أن نثور ولا يوقف ثورتنا شيء أمام محاصرة من لا يتلقون من السياسة سوى مآسيها ،
أمام قطع اللقمة عن أفواههم وقتل أطفالهم ، لأي حجة كانت ، أمنية أم سياسية أم وطنية .
نريد كنيسة أوسع من قوميات السياسيين ، دينها وحدودها واقتصادها وسياستها وادارتها
هو الانسان لأنه وحده صورة الله ،
بينما لم نحصد طوال قرون من السيا سيين ونظرياتهم ومحاولاتهم سوى آلاف الحروب
وملايين القتلى والمعاقين والمشردين .
نريد كنيسة لا تفهم الوطن سياجا وأسلاكا شائكة ،
بل انسانا يزدهر وينمو ،
ولا حدود خارجية أو داخلية تحجمه .
نريد كنيسة تستطيع أن تخرج من معابدها الحجرية لتدخل في المعبد الأوسع
وتعبد الله بالروح والحق ، الروح الذي يشعل الثورة الحقيقية لأجل الحرية ،
والحق الذي لا يموت لو غطته أو حاولت خنقه مليارات التصريحات المخادعة .
نريد كنيسة لا تخاف أن تخسر سوى يسوع ،
وتعلم جيدا أن خسارة أي انسان مادية كانت أم معنوية هي جرح آخر في جسد يسوع ،
وتشويه لوجهه المتألق .
نريد كنيسة لا حجر لها تسند رأسها اليه كما معلمها ،
ولا تطمئن للمستقبل لأنها تملك حسابات في مصارف أو عقارات أو رجالا في موقع المسؤولية ،
نريدها لا ترتاح قبل أن تلفظ النفس الأخير على كتف يسوع فوق الصليب ، لأجل الانسان ،
لأنها تعلم أن موتها هو بداية حياتها في القيامة وبداية لتدفق حياة الله في الانسان .
نريد كنيسة تستطيع أن تفضح في أي وقت المتلاعبين بأسعار العملة ، والمتآمرين على رغيف الفقراء ، المرتشين والراشين ، المحتالين على الأنظمة العامة ،
والمستهترين بالقيم الروحية .
نريد كنيسة تستطيع أن تخرج من الطائفية الضيقة الى الايمان الواسع ،
طقوسها تجسيد حي متجدد لذبيحة يسوع ، وصلواتها صرخات توبة واسترحام وبنوة وشكر ،
وقداساتها لقاءات جماعية شفافة توحد الانسان صميميا بالله وبالآخرين وبالكون .
نريد كنيسة لا تسكت على نظام اقتصادي يحمي المحتكرين ويزيد في ثرواتهم دون
أن يحسب موقعا لدموع الفقراء وعرقهم ودمائهم .
نريدها أن تنادي وتعمل وتثور لأجل اقتصاد محوره الانسان ، كل انسان وكل الانسان .
نريد كنيسة تكون صوت الذين مزقت خناجر الدكتاتوريات حناجرهم ،
وحيث تمنع الحرية عن انسان ، تكون هي حرية هذا الانسان وتوقه وشوقه ونضاله ،
ولا تطمئن لحياة الا وقد تحققت حرية العبيد الجدد .
نريد كنيسة ترفض اعلاما مفسدا فاسدا لا مكان فيه سوى للتجارة والربح والعهر الفاحش ،
وتبني اعلاما انسانيا قيمه تجسيد لكلام يسوع ومواقفه .
نريد كنيسة تقف بثبات في وجه العنف ، أي عنف ، ولا تساوم في استعماله لا دفاعا عن النفس
ولا احقاقا لحق ، نريد أن تزرع الحق في وجه الأرض بصوت يسوع ، بجسد يسوع ، بدم يسوع ،
بروح يسوع .
نريد كنيسة لا تخاف الذين في أصواتهم ثورة ، وهي يجب أن تكون قادرة على احتضان الناس كل الناس ، ولا تستعمل سلطتها الا كما يسوع ليلة آلامه .
نريد كنيسة مؤمنة بيسوع لا حارسة لتقاليد فقدت معناها أو ناطورة على الشباب خوفا من الهرطقة
أو التغيير . نريدها أن تفهم أن يسوع وحده يبقى دون أن يدافع عنه أحد ، والباقي الى سقوط .
نريد كنيسة لا تحجم الايمان لكي يتوافق مع منطق الفلسفة ، بل تفتح للعقل مجال النمو والتطور
لكي يصل الى أعماق مداه .
وأخيرا نريد كنيسة محبة لا تترك مقهورا في هذه الدنيا الا وتعتبر أن قضيته قضيتها ومعاناته معاناتها ،
ولا تقبل بمنطق التوازنات والأحلاف ومقولات العالم الثالث والدول النامية .
نريدها كنيسة بلا حدود ، بحجم يسوع ، بفكر يسوع ، بأعمال يسوع ، بموت يسوع ،
منتصرة كما يسوع في قيامته.