لماذا أتى يسوع إلى الأرض؟
أنّ الأسباب التي دعت المسيح إلى المجيء إلى الأرض كانت أسباباً هامة بحيث اقتضت مثل تلك التضحية، ونحن نقرأ في رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي : «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذا وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب».
المسيح جاء ليشهد للحق
جاء يسوع إلى العالم ليشهد لحقائق الله الأبدية . وقد ولد في هذا العالم لينشئ مملكة روحية، الأمر الذي أتمّه وتثبّت في الحقائق الإلهية المسجلة في الكتاب المقدس، لذلك فإنّ كل إنسان يستمع إلى تلك الحقائق ويحبها فإنه أيضاً يطيع الله. فبالحق وحده يستطيع المسيح أن يؤثر في عقول البشر.
قال يسوع: «وتعرفون الحق والحق يحرركم» . من هذا نرى أنّ الحق الآتي من الله فقط هو ما يحرر الإنسان من خطاياه، وكما جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية: أنّه ما من إنسان متحرر من الخطيئة إلا الذي أطاع من القلب صورة التعليم الصحيح الذي أعطاه المسيح للناس .
ومما يجدر ذكره أنّ عبودية الخطيئة هي أكبر قوة مدمرة في العالم وأنّ التحرر من تلك العبودية هو من أعظم النعم التي يمكن أن توهب للإنسان.
المسيح جاء ليجلب النور الروحي
جاء المسيح بوصفه نوراً ليبدّد الظلمات الروحية السائدة في العالم . فلقد كان الناس يقومون بواجباتهم اليومية غير مبالين بالله وبوصاياه. وكانوا يظنون أنهم في مأمن إذا هم لم يرتكبوا الخطايا مثل الزنا والقتل وظلم الآخرين والتسلط عليهم. ولكن يسوع جاء إلى العالم ليقنع أبناء الخطيئة بالبر والتقوى، ومن خلال هذا النور أمكن الناسَ أن يعرفوا خطاياهم كما أمكنهم معرفة علاج الله الشافي من هذه الخطايا، لأنه كما أنّ الشمس ونورها واضحان وضروريان لهذا العالم كذلك فإنّ يسوع هو واضح وضروري للعالم الروحي والأبدي.
المسيح جاء ليعطي الإنسان حياة أفضل وأوفر
جاء المسيح ليتمكّن كل الناس من أن يعيشوا حياة أفضل وأوفر . حياة أفضل وأوفر بالنعم الروحية التي تتكون منها الحياة الأبدية، وأعطاهم الوافر من النعم والسلام والمحبة والحياة والخلاص.
المسيح جاء ليكمّل ناموس العهد القديم وليعطي ناموس العهد الجديد
إنّ موت يسوع على الصليب قد أكمل ناموس العهد القديم كذلك فإنّه أزال ذلك الناموس وأبطل مفعوله في اللحظة التي سُمّر فيها على الصليب . فحينما تمّ صلب يسوع المسيح أُعفي الإنسان من التزاماته تجاه الناموس القديم الذي لم تعد إطاعته تجدي أي نفع وأي بركة.
المسيح جاء ليفتدي الكنيسة ويشتريها
لقد اشترى المسيح بدمه تلك المؤسسة الروحية الوحيدة الموجودة في هذا العالم، ألا وهي الكنيسة ، ونحن إذا ما أردنا أن نشتري شيئاً ما، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أمرين هامين: الأول منهما حاجتنا لما نريد ابتياعه أي مشتراه والثاني الثمن الذي سندفعه لشراء ذلك الشيء، وبناءً على هذا المنطق فإنّه لو لم تكن هناك حاجة إلى الكنيسة ولو أنها لم تكن ضرورية لخلاص البشر لما قاسى المسيح عذاب الموت من أجلها، ولما دفع دمه وبذل نفسه وحياته ثمناً لها . ما كان ليدفع لشراء الكنيسة مثل هذا الثمن العظيم لو لم يكن للكنيسة تلك الأهمية الكبرى التي علقها عليها.
المسيح جاء ليُخلّص الضالين
لقد وعد الله بني إسرائيل أنّه سيأتي وقت يقطع فيه عهداً جديداً، وهذا العهد يعكس وعد الله بأنّه سيغفر خطايا الناس ولا يذكرها . وتحقيقاً لذلك نقرأ في إنجيل متى أنّه عندما خاطب ملاك الله يوسف الذي كان على وشك الاقتران بمريم قال له: «فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلص شعبه من خطاياهم».
يسوع المسيح هو الحل الوحيد
يمكن اعتبار ديانات العالم مجموعة من المحاولات الهادفة إلى توفير أجوبة عن الأسئلة الأساسية: من أنا؟، من أين جئت؟، إلى أين أنا ذاهب؟، لماذا؟... وهكذا دواليك. لما فكر بوذا مثلاً في الوجود البشري صعقه على الأخص شمول الألم وارتأى أنّ في وسعنا الإفلات من الألم بسلوك سبيل وسط: ألاّ نكون مفرطين في الانضباط، وألاّ نكون عديمي الانضباط، ألاّ نضحك كثيراً وألاّ نغرق في سيول من الدموع. ولنأخذ مثلاً الأجوبة التي قدّمها كارل ماركس لحل مشكلات الحياة الناشئة من نظام الطبقات: «فإن تخلّصنا من طبقية المجتمع، يبدأ الظلم عندئذ بالزوال تدريجياً».أمّا في المسيحية، فالأجوبة عن الأسئلة الأساسية تأتينا من طريق إعلان الله لذاته عموماً في الكتاب المقدس وخصوصاً في يسوع المسيح