أحد الأجداد القديسين
هكذا تدعو الكنيسة الأرثوذكسية هذا الأحد الثاني السابق لعيد الميلاد.
في الحادي عشر من شهر كانون الأول، اذا وافق وقوعه في يوم أحد،
والّا ففي أول أحدٍ يليه تُقيم الكنيسة الأرثوذكسية تذكار من تُسمّيهم أجداد الرب يسوع
(بحسب الجسد) تهيئةً لميلاده بالجسد، وهم الذين تقول عنهم كتبنا الليتورجية إنهم
"كانوا قبل الشريعة وفي الشريعة".
ونُسمّيهم أيضا آباء.
تشمل سلسلتهم أعرق الآباء كآدم وهابيل وشيت،
كما تشمل أدناهم، في الزمن، إلى الرب يسوع كزخريا الكاهن ويوحنا المعمدان.
بينهم إبراهيم وإسحق ويعقوب وآلُهُم من بيت إسرائيل،
وبينهم شهودٌ من الأمم كملكيصادق وأيوب.
إنهم، بكلمة، كل الذين شهدوا لله ومسيحه منذ آدم.
هؤلاء نكرّمهم لأسبابٍ شتى ولو تركّزت جميعها حول مسيح الرب:
+ بعضهم لأنه خدم السيد بأمانة.
+ بعضهم لأنه عبد السيد برأيٍ مستقيم.
+ بعضهم لأنه صنع بقدرة الله قوّات.
+ بعضهم لأنه كان رَسماً للمسيح.
+ بعضهم لأنه سبق فرسَمَ سر الثالوث وتجسُّد المسيح
+ بعضهم أتى منَّه المسيح الرب بالجسد.
+ وبعضهم لأنه نال مواعد.
وإذا كان الرب الإله قد وعد إبراهيم وإسحق ويعقوب
بمخلّص يخرج من صُلّبِهم، فإنه بالآباء الغرباء عن رعوية إسرائيل
"خطبَ البيعة التي من الأمم".
من هنا أن قصد الله كان، منذ البدء، أن يجمع الكلّ، يهوداً وأمميين، إلى واحد.
هذا سبق فرسَمه وأعدّ له بشهود كثيرين من كل أمةٍ في الأرض.
لقد ترك الله، على حد قول الرسول بولس، جميع الأمم يسلكون في طرقهم،
لكنه "لم يترك نفسه بلا شاهد"
( أعمال الرسل 14: 16-17).
أما وقد جاء المسيح المخلص فإنه
"جعل الإثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط، أي العداوة...
لكي يخلق الإثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً ...." "أفسس 2: 14-15).
لهذا السبب تدعو رسالة اليوم إلى خلع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد
"حيث ليس يونانيٌ ولا يهوديٌ ... لا بربريٌ ولا اسكيثي ... بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع" (كولوسي 3).