الشجرة
كان يا ماكان في أطفالٌ فقراء، بائسين جداً، لم يكن بإمكانهم لا شراء شجرة عيد الميلاد ولا تزيينها. جلسوا في ليلة العيد أمام نافذة بيتهم الذي يشبه
الكوخ، والغصة مخنوقة في حلوقهم، والدمعة محبوسة في مآقيهم تكاد تنهمر. الكآبة تعصر قلوبهم، والحزن الشديد يلفّ كيانهم.
- "كيف نحتفل بعيد الميلاد .. ماذا نقدّم لطفل المغارة؟" كانوا يظنون أن الشجرة وزينتها هما العيد، هما التعبير عن الفرح بقدوم الطفل يسوع، هما الهدية له!..
- "إننا فقراء! لا هدية عندنا!.. ولا عيد!.. سوف يأتي يسوع.. ماذا نقدّم له؟.. كيف نفرح به ونفرحه؟"..
- "ما العمل؟"..
كعادة الفقراء في الشدّة، ركعوا يصلّون بشدّة.. ويبكون بشدّة.. يوجد أمام بيتهم شجرة كبيرة. فجأةً!.. نزل عليها سرب من العصافير الملّونة الجميلة وعششت في أغصانها، وأخذت ترقص وتغني.
لقد كانت تبحث عن مكانً آمن تحتمي به فرأت أن شجرة الأولاد هي أنسب بيت لهذه الليلة. لقد صارت الشجرة جميلة جداً جداً!.. فرح الأولاد بالشجرة والزينة الملّونة التي تطير وتغني وترقص..
مُسحت دموعهم.. ها هي هديتهم للطفل يسوع.. ها هو عيدهم. بقي الأطفال طوال ليلة الميلاد أمام الشجرة. والعصافير أيضاً بقيت أمامهم تغني وترقص وتتنقل بين الأغصان. وعند الصباح، طارت العصافير، وعادت الشجرة إلى حالتها السابقة، ولكن فرح العيد استمرّ في الأولاد طويلاً.