كان القديس الانبا انطونيوس يوماً جالساً في قلايتِهِ
فأتى عليه بغتةً روحُ صغرِ نفسٍ ومللٌ وحيرةٌ عظيمةٌ
وضاق صدرُه، فبدأ يشكو إلى اللهِ ويقول:
«يا ربُّ إني أحبُ أن أخلصَ لكن الأفكارَ لا تتركني، فماذا أصنعُ»؟
وقام من موضِعِه وانتقل إلى مكانٍ آخرَ وجلس.
وإذا برجلٍ جالسٍ أمامه وعليه اسطوانةٌ ومتوشحٌ بزنارِ صليبٍ مثال الإسكيم
وعلى رأسِهِ كوكلس (أي قلنسوة) شبهُ الخوذةِ، وكان جالساً يُضفِّرُ الخوصَ.
وإذا بذلك الرجل يتوقف عن عملِهِ ويقفُ ليصلي.
وبعد ذلك جلس يُضفِّرُ الخوصَ ثم قام مرةً ثانيةً ليصلي
ثم جلس ليشتغلَ في ضفرِ الخوصِ، وهكذا ...
أما ذلك الرجل فقد كان ملاكَ اللهِ أُرسِلَ لعزاءِ القديسِ وتقويتِهِ
إذ قال لأنطونيوس:
«اعمل هكذا وأنت تستريح»
ومن ذلك الوقتِ اتَّخذ أنطونيوس لنفسِهِ ذلك الزي الذي هو شكلُ الرهبنةِ
وصار يُصلي ثم يشتغلُ في ضفرِ الخوصِ
وبذلك لم يَعُد المللُ يضايقه بشدةٍ.
فاستراح بقوةِ الربِ يسوع له المجد.