ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي
ثار راهب علي أخيه الراهب وقذفه بكلمة جارحة
وإذ اختلى بنفسه فى حديقة الدير هدأت أعصابه و بدأ يفكر بإتزان :
" كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم الان وأعتذر لاخى " .
بالفعل عاد الراهب إلي أخيه ، وفي خجل شديد قال له
" أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي ! "
قبل اخيه إعتذاره بحب
لكن عاد الراهب ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه
وإذ لم يسترح قلبه لما فعله التقي بأبيه الروحى واعترف بما ارتكبه ، قائلا له:
" أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي "
قال له أبوه الروحي :
"إن أردت أن تستريح إملأ سلة بريش الطيور
واعبر علي كل قلالى الرهبان ، وضع ريشة أمام كل قلاية " .
في طاعة كاملة نفذ الراهب ما قيل له
ثم عاد إلي أبيه الروحي وقد ارتاحت نفسه قليلا
نتيجة لصلوات الاب الروحى له فى غيابه
فقال له ابوه الروحى "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب" .
عاد الراهب ليجمع الريش
فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام ابواب القلالى
فعاد حزينا ... عندئذ قال له ابوه الروحى :
"كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك .
ما أسهل أن تفعل هذا ؟!
و لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلي فمك لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها !
فذهب الاب الراهب وقد تعلم درسا عمليا عن الاحتراس فى الكلام
و اهميه الصمت فى كثير من الاحيان
وتعلم ان يفكر فى كل كلمه يقولها قبل ان يتنطق بها لسانه .
لهذا ففي كل صباح إذ نرفع قلوبنا لله نصرخ مع المرتل :
"ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي "
وايضأ اتذكر قول البابا شنودة
حينما قال فى احد العظات
" ان الكلمه التى تخرج من فمك تحسب عليك مهما قدمت عنها اعتذارا "
ضع يارب حارسا لفمي وبابا حصينا لشفتي
منقووول