منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 15155
نقاط : 19773
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ Empty
مُساهمةموضوع: 1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟   1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 05, 2014 2:19 pm

1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ 10410387_531571883645819_4676173424187382975_n


1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟

2- يأتي عوني من عند الربِّ صانعِ السماء والأرض.

3- لا يدعْ قدَمَك تزلّ. لا ينعس حافظك.

4- لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل.

5- الربُّ هو حافظك، الربُّ سترٌ لك عن يمينك.

6- لن تضربك الشمس بِحرِّها نهاراً ولا القمر بنوره ليلاً.

7- يقيك الربُّ من كلِّ شيءٍ. يقي نفْسك.

8- الربُّ يحفظ ذهابك وإيابك، من الآن وإلى الأبد.

“يقي الربُّ نفْسَك”! هذه واحدةٌ من عبارات المزمور تلخِّص آياته، التي تشدِّد بأجمعها على أمرين، أولاً على عناية الله وعينِه الساهرة، وثانياً على رفع العينين إليه في الشدّة. إنه مزمور رعايةِ الله ونباهةِ الإنسان. بهذا يحفظ الربُّ نفسنا وحياتنا ويخلِّصها. نتأمَّل أولاً بالله المعتني، وثانياً بموقف الإنسان، أخيراً هل يبدّل نظرُ الله إلينا نظرتَنا إلى الدنيا؟
صفات الله المعتني، في هذا المزمور هي ثلاث:
أولاً، هو إله الخليقة، الإله الخالق، “صانعُ السماء والأرض”(2). نؤمن بمحبته في الخلق، وبقدرته على كل الخليقة، التي يرعانا فيها.
ثانياً، هو إله التاريخ، فهو”حافظ إسرائيل”. وإن كان إلهَ الخليقة كلِّها والبشرية جمعاء، إلا أنه يبني تاريخاً خاصاً مع الشعب الذي يحبه ويتبعه. ليس الله إلهاً بعيداً بل هو مرافقٌ، يخلق مع كنيسته تاريخاً مشتركاً من العمل والشهادة والخدمة في العالم. إنه أقرب من إلهٍ خالقٍ وحسب، فكما هو أنه معتنٍ بالخليقة ونظامها هو معتنٍ بالكنيسة ومسيرتها.
ثالثاً، هو إلهٌ شخصيٌّ لي: “لا ينعسُ حافظك” إنه أقرب من قائد جماعة، إنه معتنٍ بي شخصياً، فكما يرافق الجماعة ككلّ يرافق كلَّ شخصٍ فيها. عنايته واسعةٌ شاملةٌ الجميع وخاصةٌ بكلِّ واحدٍ منا!
شمولية عناية الله، هي الموضوع الثاني في المزمور. فكما يعتني تدرُّجاً، بالخليقة، بالكنيسة، وبكلِّ إنسان. هكذا يعتني بكلِّ شيءٍ وكلَّ لحظةٍ بهذا الإنسان. فهو؛
أولاً: يعتني بأمور الإنسان كلِّها، “لن تضربك الشمس… ولا القمر…”(6). يحفظ الإنسانَ من كل أنواع الشرور والأمراض والصعوبات. وهذه كانت أهمَّ مصادر الأمراض، حرُّ النهار وضربة القمر في الليل.
ثانياً: يعتني بالإنسان كلَّ لحظةٍ: فهو “يحفظ ذهابك (إلى العمل) وإيابك (منه)” أي يعتني بك طيلة النهار منذ خروجك إلى العمل حتى عودتك للراحة.
ثالثاً: يحبُّ الإنسانَ في منظور الأبدية وليس لمجرَّد هذه الحياة الوقتية. يعتني بي لما هنا ويهيئ لما هناك. لذلك “يحفظ نفسك” على وجه التحديد. يحفظ الله الإنسان “الآن وإلى الأبد” (8)
عناية الله إذاً هي، بالخليقة، وبالشعب، وبالفرد. وتشمل عنايتُه كلَّ أمور حياتي وكلَّ لحظةٍ فيها، لا بل إلى الأبد! هل هناك أيُّ نقصٍ في العناية؟ هل هناك أكمل من عنايةٍ كهذه وأعظم منها؟ تحاول آيات المزمور أن تنقل إلينا عظمة عناية الله وديمومتها شموليتها… إنها فعلاً تستحقّ التعجب، إنها واسعةٌ وكاملة لدرجةٍ مدهشة! عينُ الله تسهر علينا وعلى كلِّ شيءٍ وفي كلِّ شيءٍ وكلَّ آن! ما أروعها! وما أعظم الحب الذي فيها!
ما هو جواب الإنسان على عنايةٍ كهذه؟ وما موقفه منها؟ هل هي كافيةٌ لكي نتَّكل عليه كـ”اتكاليين”! ما دام الله يعتني بكلِّ شيءٍ وكلَّ حين، يمكننا ألا نعمل أيَّ شيءٍ وكلَّ حين! تضرّ هذه الآيات الأُذُنَ الكسولة. لقد استخدم الشيطان هذه الآيات في تجربته للمسيح على الجبل “ألقِ بنفسك… فإنه يحفظك ولا يدعُ رِجْلك تصطدم بحجر”. فأجابه يسوع، هذا ليس اتكالاً على الله بل احتقارٌ له، وتجربة!. ما هو الجواب الذي يطلبه المرنِّم في هذا المزمور؟ ما دام الله معتنياً كبيراً فهل نصير نحن اتكاليين كثيراً؟ أم هناك رؤيةٌ أخرى تدفعنا إليها هذه العين الإلهية الساهرة؟!
نظرُ الله إلينا، كلَّ حينٍ وفي كلِّ شيءٍ يبدّل نظرتنا في الحياة.
يلخّص جوابَ الإنسان قولُ المرنِّم من بداية المزمور: أرفع عينيَّ إلى الجبال وأنتظر من هناك معونة الرب!”. ماذا يرى المرنِّم عندما يرفع نظره نحو الجبال؟
· الجبل هو مكان الرعب والاختباء زمنَ الاضطهاد. هرب إليه داود مراتٍ عديدةً من وجه طالبيه. لذلك يقول في المزمور في لحظة قوة: “كيف تقولون لنفسي اهربي إلى الجبال؟”
· الجبل هو مكان العجرفة البشرية، إذ ترتفع الجبال وتنخفض البقاع، ويُرفع جبل صهيون…
· الجبل هو حِملٌ ثقيل لا يتحرك، إلا إذا كان لنا إيمانٌ “بمقدار حبة خردل”. فهو صورةٌ لصعوبات الحياة الثقيلة التي لا يمكننا تحريك شيءٍ منها.
· الجبل هو مكان اللقاء مع الله، مكان سماعِ كلمته، حيث كلّم الله موسى وأعطاه الوصايا، وكلَّم يسوع الجموع وأعطاهم في الموعظة شريعتَه الجديدة مقابل وصايا موسى. الجبل مكان ملاقاة الله، مكان تجلّيه، مكان الرفعة، مكان التسامي، مكان الصلاة،… مكان حضور الله ورمز عنايته التي تحيط أورشليم بالجبال من حولها.
الجبل هو هو؛ نحن كيف ننظر إليه؟ هل نظرةُ الله إلينا بعنايةٍ كالتي يصفها المزمور توجِّه نظرتنا إلى الجبال؟ ماذا نظر هذا المرنِّم، المفعم بالشكر والإيمان بعناية الله، عندما رفع نظره نحو الجبال؟ صعوباتٍ، خوفاً، ترفُّعاً،… لقد رأى معونةَ الله الآتية، لأنه كان يؤمن بها كثيراً، رأى فيه مكانَ حضور الله وليس حضور التجربة.
لا تسقط شعرةٌ من رؤوسكم إلا بعلم الآب، عينُ الله تنظر حتى الشعرة الساقطة من الرأس، فكيف بالأحرى الجبال!! ما دامت عينُ الله ناظرةً إلى هذه الجبال، ماذا ننظر فيها نحن، إلا عنايته ومكان حضوره، وزمن تاريخٍ مشتركٍ معه؟ أحداث الحياة هي هي، لكنَّ نظرة الناس إليها ومواقفهم تجاهها ليست عند الأول كما هي عند الآخر. نظرةُ من يشعر بعناية الله للأمور ليست كنظرة من لا يشعر بها!.
“سراج الجسد (الوجود) هو العين. فمتى كانت عينك بسيطةً (نظرتك للأمور سليمة) فجسدك كله يكون نيّراً. ومتى كانت شريرةً فجسدك يكون مظلماً”.
من أين ياتي عوني؟ هذا هو السؤال الأساسيّ الذي يجيب عليه المزمور. تعترض حياتَنا صعابٌ عديدة. بعضها كالقشة نعمل منها، لِصِغَرِ نفوسنا، جبلاً. بعضها جبلٌ حقيقي، لكن لن تحركه إلا حبةُ خردل الإيمان. من أين أطلب عوني، أمام أية ضيقة؟
هذا هو الحوار الدقيق والأهم في الحياة. حوارٌ يحمِّلنا مسؤولية خيارنا. اختار المرنِّم وقال: “يأتي عوني من عند الربِّ صانعِ السماء والأرض”. قد نجيب نحن أحياناً: يأتي عوننا من “حنكةٍ” فينا، أو نطلبه من آخرين، أو نشترط تحريكَ الجبل أو رفعَ الشدائد، أو… وبين كل هذه النظرات للحلول وللجبال، هناك خيارٌ أن نرى في كلِّ حدثٍ، وتجربةٍ، وشدةٍ، وبحبوحةٍ، وفي كل شيء، عنايةَ الله. يترقَّب الله، الذي يسمح بوجود الجبال، طريقةَ معالجتنا للأمور. هنا تكمن القيمة الروحية للأحداث. هل سنختار حلولاً من عند الله؟ من الكتاب المقدس؟ من الاقتداء بالمسيح؟ من الاقتداء بالقديسين؟ كيف ننظر؟ كيف نفكِّر؟ كيف نقرِّر؟ كمن يشعرون بعناية الله ويحيون في حضرته، أم لا سمح الله، كمن تغيب حضرته عنهم؟
نظرةُ الله الساهرة تخلق فينا نظرتَنا المسيحية الطاهرة. عينُ الله المُحِبَّة تخلِّص في جسدنا عينَنا “البسيطة”. علينا أن نحاور كلَّ فكرٍ ونواجه كلَّ موقفٍ بنباهة. تعني “النباهة” أن نختار بمسؤوليةٍ مواقف الكتاب المقدس ويسوع والقديسين. كما اختار يسوع آياتِ الكتاب ليجيب على حبائل الشرير في التجربة على الجبل. نظرةُ الله إلينا (عنايته) ونظرتنا (مواقفنا) مترابطتان. من أين يأتي عوني؟ لنصلِّ هذا المزمور ونصلّيه… لكي تنطبع فينا كلماتُه “تأتي معونتي من عند الربّ”. من هناك أختار موقفي ومن هناك أحدِّد نظرتي.
وأخيراً، يشير المزمور بشكلٍ عجيبٍ إلى حلِّ معضلةٍ شائعة: كيف يمكنني معرفة مشيئة الله؟ هل أعرف كيف أتكل على الله؟ هل عيني سليمة ليصير جسدي وقراري نوراً؟ يشدّدنا المزمور ويقول: “لا يدعُ قدمَك تزلّ”. هناك مساعدٌ لا يدع رِجْلَنا تزلُّ عندما لا نستطيع بمفردنا. “ليس حسناً أن يكون الإنسان وحده، بل نصنع له معيناً …”. إنه “المشير العجيب”، إنه عمانوئيل، الذي ترك كلمَتَه مكانه، وانطلق وأرسل الروح، الذي سيقودنا إلى كامل الحقيقة. إنه الروح الناطق بالأنبياء، أي بالآباء والمرشدين الروحيين. “لايدع…” عبارةٌ معزّية، تقوّي، لسنا وحدنا، هناك مدرِّبٌ، هذا الملك المعزّي القائد- الروح القدس، وإنْ غبيَ علينا سماع صوته مباشرةً لجأنا إلى صوته في الأنبياء. استرشاد من هو أكثر خبرةً منا، ومن هم أكثر عشرةً مع الروح منا، هو أمرٌ ضروريٌّ يضمن أن تكون نظرتنا للأمور مبنيّةً على أنَّ الله ناظرٌ إلينا. إنه المرشد والشفيع والمصلِّي والمتضرِّع لنا لدى الله، لكي لا تزلَّ أقدامنا.
من أين أطلب عوني؟ من عند الربِّ المعتني. الربُّ الساهر علينا يجعلنا ساهرين. نظرة الله إلينا تنقّي نظرتنا إلى الجبال. أنقياء القلوب يعاينون الله، ويعاينون كالله، ويعاينون بعيني الله. آمين.(المطران بولس يازجي )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
joulia
المدير العام
المدير العام
joulia


عدد المساهمات : 11984
نقاط : 15820
تاريخ التسجيل : 11/10/2014
الموقع : لبنان

1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: 1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟   1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 05, 2014 3:10 pm

موضوع رائع و قيّم
اختي  رغدة
بارك الرب تعب يديك


1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ 1002773387
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 15155
نقاط : 19773
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: 1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟   1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 10, 2014 8:17 am

 1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟ Img_1352593854_520
شكرا لكم اسعدني مروركم واعجابكم 


بالموضوع زادني سعادة 


واشعرني بأني قدمت شيئا نال الاعجاب 


فشكرا لكم ولا حرمني الله من طلتكم 


وربي يسعدكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
1- أرفع عينيَّ إلى الجبال. من أين يأتي عوني؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أرفع عيني إلى الجبال
» يا ربّ، لست مستحقّة أن أرفع نظري إلى السماء
» رفعت عيني الى الجبال
» زوادة اليوم: فن تسلّق الجبال
» من أين يأتي الأمل ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: القسم الروحى :: العظات والمحاضرات-
انتقل الى: