هـل ستنفــذ الشوكولاتــــة يومــــا مــــا؟

هـل ستنفــذ الشوكولاتــــة يومــــا مــــا؟

تمثل الشوكولاتة بأنواعها ونكهاتها المختلفة هوسا غذائيا لا يمكن لكثيرين الاستغناء عنها ، فهي تحتل جزءا كبيرا من عاداتنا الغذائية سواء اليومية أو في المناسبات المتعددة ، حيث أصبحت عنصرا متوجدا فيها .ولكن هل يمكن ان تتخيل عزيزي القارئ أن العالم سيخلو من هذه المادة اللذيذة عن قرب. فمجرد التفكير بذلك يثير مخاوف الكثيرين من عشاقها ، ولكن هذه هي الحقيقة وهذا ما حذرت منه كبرى شركات الشوكولاتة العالمية.
فقد اعلنت شركة «Mars « و Barry Callebaut مؤخرا ان العالم سيواجه شيئا فشيئا نقصان حادا في هذه المادة ويرجع ذلك إلى سببين الأول تراجع انتاج الكاكاو عالمياً ، أما الثاني هو الزيادة الكبيرة في حجم الاتسهلاك العالمي.
وتبدو مشكلة تلبية احتياجات من الكاكاو هي الاكبر منذ خمسين عام، ويبدي مالكو هذه الشركات تخوفهم حيث ان العالم استهلك العام الماضي كمية أكثر من انتاجه ب 70 ألف طن. وبحلول عام 2020 ، يحذر صانعو الشوكولاتة من إمكانية تضخم الرقم إلى مليون طن ، أي أكثر من 14 ضعفا، وبحلول عام 2030 يعتقدون أن العجز يمكن أن يصل إلى 2 مليون طن . وتكمن المشكلة من جهتين، الأولى: للطقس الجاف وتأثيره على زراعة الكاكاو وخاصة في مناطق غرب افريقيا وبالتحديد ساحل العاج وغانا حيث يتم هناك إنتاج أكثر من 70 % من كمية الكاكاو في العالم ” ، أما المشكلة الثانية فتتمثل في انتشار مرض فطرى يعرف بال “frosty pod”، حيث يقدر بحسب احصائيات منظمة الكاكاو العالمية أنه قضى على 30 إلى 40 % من الإنتاج ، كما ان الكثيرين من المزارعين توجهوا لزراعة محاصيل أكثر ربحا مثل الذرة وغيرها. أما عن الاستهلاك، فإن زيادة الطلب عليها من دول عديدة وخاصة الصين أبرز اشكالها، إذ بدأت تتطور أذواق شعوبها على غرار شعوب الدول الغربية في ما يتعلق بالميل إلى تناول الشوكولاته هو أمر مثير للقلق على وجه الخصوص، فهم يقومون بشراء المزيد والمزيد من الشوكولاتة كل عام، ومع ذلك يستهلك للفرد الصيني الواحد حوالى 5% من متوسط ما يأكله الفرد فى غرب أوروبا، وهناك ارتفاع فى شعبية الشوكولاتة الداكنة، التى تحتوى على كاكاو أكثر من لوح الشوكولاتة التقليدى ” اللوح التقليدى يحتوى على نسبة 10% كاكاو بينما الداكن يحتوى على نسبة قد تصل لأكثر من 70%”»
لهذه الأسباب، ارتفعت أسعار الكاكاو لأكثر من 60% منذ 2012، عندما بدأ الناس فى أكل المزيد من الشوكولاتة، أكثر مما يمكن للعالم أن ينتج، و اضطر صناع الشوكولاته فى المقابل للتكيف برفع أسعار ألواح الشوكولاتة الخاصة بهم، وكانت شركة “Hershey’s” هي الأولى، ثم اتبعتها الشركات الأخرى.
ولمحاولة حل هذه المشكلة يحاول القائمون مواجهة عدم التوازن المتزايد بين كمية الشوكولاتة التى يريدها العالم والكمية التى يستطيع المزارعون انتاجها، من خلال قيام مجموعة من الباحثين الزراعيين فى وسط أفريقيا بتطوير أشجار لتنتج سبعة أضعاف الحبوب التى يستطيع شجر الكاكاو التقليدى انتاجه، ومع ذلك فإن تلك الزيادة في الكفاءة قد تؤثر على الطعم. كما ان تلك الجهود فى طريقها لجعل الشوكولاتة رخيصة ووفيرة،فهي بدون قصد قد تجعلها بلا طعم مثل كثير من الفاكهة والخضراوات والتي فقدت طعمها الاصلي ، فقد تحولت من منتج مليء بالنكهة إلى اخرى عادية الطعم.اي ان حل هذه المشكلة سيؤثر على نوعية وجودة انواع الشوكولاته اللذيذة.
ولكن وعلى الرغم من الانخفاض الذي ستشهده هذه الانواع الجديدة منها إلا ان هذا بالتأكيد لن يعطي رضا لعشاقها والذين اعتادوا تذوق الاميز والاشهى من قطع محبوبتهم السمراء هذه.
ومن ناحية أخرى يتوقع الخبراء ان يسبب تفشي فيروس ايبولا ارتفاعا واضحا في اسعار الشوكولاته، بحيث يهدد هذا الفيروس كبرى مزارع الكاكاو في ساحل العاج والتي تمتلكها اضخم شركات الشوكولاتة مثل «نستلة « و مارس وهيرشي، المجاورة لغينيا وليبيريا واللتين تعدان من اكثر الدول التي يتفشى فيها المرض.حيث من المحتمل ان ترتفع بنسبة 20% بسبب هذا المرض.