عشر خطوات أساسية نحو
النــضـــــــــج المســـــيـــــــــــحي
المسيحي القوي
"وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. واما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم". (يوحنا 14: 16-17).
"واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". (يوحنا 14: 26).
"ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي". (يوحنا 15: 26)
"لكني اقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق. لأنه اذا لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن ان ذهبت أرسله اليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. اما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. واما على بر فلأني ذاهب الى أبي ولا ترونني ايضا. واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين". (يوحنا 7:16-11).
"ان لي أمورا كثيرة لأقول لكم. ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن. واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم". (يوحنا 12:16-14).
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض". (اعمال 1: .
"ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح". (أفسس 5: 18).
ستنالون قوة
بقم بيل برايت
هل خطر ببالك يوما بأن في الحياة المسيحية أفضل مما تحياه الآن؟
قال يسوع: "لقد أتيت لتكون لهم (أي لك ولي ولجميع المسيحيين) حياة وليكون لهم أفضل". ومع ذلك، فان كنت مسيحيا عاديا فانك تقول: لا شك، أنه يوجيد شيء أقضل في حياتي. انني احاول أن أشهد، ولكن لا أحد يحفل بما اقوله، ولست أجد سوى الشكوك والمخاوف والمفشلات والانهزام. بالتأكيد، لا بد أن للحياة المسيحية صورة أفضل من هذا ولكنني لا أجد السبيل الى تلك ا لصورة.
وانني أرغب، لتشجيعك، ان احدثك عن بعض من كانت اختباراتهم مماثلة لاختباراتك الى أن اكتشفوا سر الله للنصرة والقوة.
كتبت هذا المقال للأعضاء العاملين في الحملة الجامعية للمسيح و لآلاف من الطلاب ممن نعمل بينهم في الجامعات الأمريكية. ونظرا لاهتمام الحملة الجامعية بالكرازة وجدنا من الضرورة ان يمتلىء بالروح القدس كل اعضاء هيئة الحملة الجامعية وقادة الطلاب ممن نعمل معهم، هذا اذا كنا نسعى حقا من أجل خدمة فعالة للمسيح في الجامعات.
وبصفتي مدير الحملة الجامعية للمسيح، كان لي امتياز التحدث الى آلاف الطلاب في كل سنة في حوالي خمسين جامعة. وفي احدى المرات تكلمت الى فريق مسؤول من قادة المسيحيين في جامعة برنستون عن أهمية الشهادة للمسيح في الجامعة. وفي نهاية رسالتي جاءني شاب مكرس والاهمام الشديد باد عليه لافتقاره الى "الثمار" في شهادته. قال: لقد حاولت أن أشهد ولكن لم أحصل على نتيجة. انني اقضي فترة خلوة روحية كل يوم واقرأ الكتاب المقدس وأصلي واستظهر الآيات الكتابية واحضر كل اجتماع مسيحي يعقد في الجامعة. ومع كل هذا لم أتمكن من أن أربح شخصا للمسيح، ثم سألني: ما الخطأ في؟
ان هذه القصة هي مثال لكثيرين جاؤا طلبا للاستشارة في جامعة بعد جامعة. والعلمانيون والرعاة على حد سواء، يسألون اسئلة، ويقولون مثل هذه العبارات: "ما الخطأ في حياتي؟"-"ان اختباري المسيحي سطحي وغير فعال"-"انني خجول اتردد في اخبار الآخرين عن المسيح"-"انني اشعر بالحرج في اطلاع الآخرين على اختباري المسيحي"-"سيسخر الآخرون مني أو يظنون انني شاذ"-"ان حياتي ليست خاضعة للمسيح"-"لدي خطط لحياتي واخشى ان يبدلها الله"-"ليست لدي قوة داخلية حين ابشر".
جاء وقت في اختباري في خدمتي المسيحية، حثثت فيه المسيحيين ان يشهدوا وان يحيوا القداسة للمسيح، ولكن النتائج كانت مخيبة للامل بحيث انني بدأت بتكريس معظم وقتي وطاقاتي للتبشير فظهرت بركة الله مع مزيد من الثمار.. على كل، بينما كانت السنون تمر، ساعدني الروح القدس لارى الطاقة المحتملة العظيمة الكامنة في المسيحيين الفاترين، إذا ما تم إيقاظهم واعدادهم لخدمة المسيح. وانني مقتنع الان بأن المسيحي الفاتر الجسدي، يمكن ان يتحول الى شاهد نشيط اذا اخضع ارادته للمسيح وامتلأ بالروح القدس. ومرة، بعد مرة، يضع الله أمامي التباين العظيم ما بين كنيسة المسيح اليوم وكنيسته في القرن الاول.
ما هو الفرق؟ ما هي الوصفة الغريبة التي تجعل شخصا يختلف عن الاخر في حين ان كليهما مسيحي؟ أهو مقدار التكريس؟ يقول بعض اللاهوتيين: نعم، ومع ذلك فهناك قلوب كثيرة جائعة في ارجاء هذه البلاد بل وفي العالم، تصرخ الى الله مكرسة نفسها للرب يوما بعد اخر، ولكنها تظل عاجزة مهزومة. لماذا؟ ألم يقل لنا في متى 5: 6 "طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون"؟
ألم يقتبس يوحنا، التلميذ المحبوب، عن المسيح في رسالته الاولى 1: 5-7، قوله بأن الله نور وليس فيه ظلمة البتة، واننا ان سلكنا في "النور"، فلنا شركة مع الآب والابن؟
لا داعي لان يعيش المسيحي في فقر روحي وهناك آلاف من المواعيد في كلمة الله. وهذه المواعيد هي من نصيب كل مسيحي يفي بشروطها. وتشتمل هذه المواعيد على: تأكيد محبة الله (يوحنا 3: 16)، بشروطها، وتشتمل هذه المواعيد على: تأكيد محبة الله (يوحنا 3: 16)، الحياة الابدية (رومية 6: 23)، غفران الخطية (1 يوحنا 1: 9)، المؤونة المادية (فيلبي 4: 19)، قيادة خطوات المرء (مزمور 37: 23)، سر الصلاة الناجحة (يوحنا 5 1: 7) الوعد بحياة أفضل (يوحنا 10: 10)، وعد الله بتكريم الحياة المقدسة (2 أي16: 9) وان كل ما يعمل يعمل لخيرنا (رومية 8: 28) انقاذنا من التجربة (1 كورنثوس 10: 13) الانتصار على الخوف (1 يوحنا 4: 18) وآلاف سواها.
يعد الكتاب المقدس كل مسيحي بفيض من المحبة والفرح والسلام والايمان وغيرها من البركات، فما هو الخطأ؟ قال مؤخرا الدكتور بيلي جراهم في اذاعة تليفزيونية بأن 90% على الاقل من المسيحيين، يعيشون حياة مسيحية مهزومة. وقد ردد غيره ممن تتيح لهم اتصالاتهم قياس النبض الروحي، عبارات مماثلة. ومن المحتمل، يا عزيزي ان تكون واحدا من هؤلاء. وقد تكون مثل ذلك الشاب الذي جاءني في جامعة برنستون. قد يكون لك قلبا ملتهبا نحو الله: تقرأ الكتاب المقدس بأمانة وتصلي، وتشهد، وتعمل بنشاط في كنيستك ومع ذلك، فأنت تخوض، سنة بعد أخرى، معركة خاسرة. تأتي التجارب، فلا تقاوم بقوة كافية فتسقط وتستسلم وتنهزم. انت تواصل السير شهورا طويلة بنشاط في بالوعة اليأس مع "المسيحي" في كتاب سياحة المسيحي لمؤلفه بنيان، ثم تحضر خلوة روحية فتنتعثس وتنمو وتحيا الحياة المسيحية المنتصرة، ولكن لا يكون ذلك الا لفترة قصيرة ثم تنحدر ثانية الى بالوعة اليأس. ارتفاع، سقوط، انتصارات، وانهزامات! كما جاء في رومية 7: 13-24 الى أن تصرخ مع بولس في ع 24: "ويحي انا الانسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت؟".
وهكذا كان الامر بالنسبة لذلك الشاب الذي اشرت اليه عندما جاء للحديث معي ذلك اليوم. بكل لطف، بدأت اباحثه واجس حقيقة الامر للاجابة عن مشكلته. كان من الواضح أنه شاب جاد، اراد أن يرضي الله، واراد بكل اخلاص، ان يعرف اصدقاؤه بمخلصه العجيب. وكما بينت سابقا، فانه بحسب سلوكه ونشاطاته المسيحية كان نموذجا للمسيحي.
وعد المسيح في يوحنا 14: 26، و 16: 13، بأن الروح القدس سيعلمنا كل الأشياء ويقتادنا الى الحق. فعندما جلسنا معا اقتادنا الروح الى بعض الفقرات الهامة من الكتاب المقدس التي، حين طالب بها بالايمان، انفتح باب قلبه للنصرة، والفرح الذي لا يوصف. وابتدأ منذ ذلك الحين، يختبر حياة مثمرة في المسيح لم يعرفها من قبل.
تركني فرحا وبقلب مفتوح. لقد عرف ذلك الشاب ان شيئا ما قد حدث في حياته-كان انسانا جديدا- لم يعد خائفا وعاجزا، ومقهورا، اصبحت لديه الان القوة، والجرأة والايمان والثقة بالله. اكتشف ان مواعيد المسيح هي له: "هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس". (متى 4: 19) و"بهذا يتمجد أبي ان تأتوا بثمر كثير". (يوحنا 15: و "ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي". (يوحنا 15: 16). تخبرنا كلمة الله بأن يسوع "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم". (متى 13: 58)، وانه "بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي يأتي الى الله يؤمن بأنه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه" (عبرإنيين 11: 6). وصلى معي طالبا من الله ان يرشده قائلا: "يا ربي، من هو أول شخص تريدني ان اشهد له؟" وبالكاد استطاع ان ينتظر ليرى ماذا كان الله مزمعا ان يفعل بواسطته.
وبينما كان قاصدا الى حجرته، اذا بالشخص الذي قاد فيلبس الى الرجل الحبشي كما هو مدون في اعمال 8: 26-39، يقوده الى زميل له كان قد شهد له مرات عديدة من قبل دون فائدة. الا ان شهادته هذه المرة كانت ذات نتيجة مختلفة. كان الله قد اعد قلب صديقه كما اعد قلب الحبشي وسرعان ما احنيا رأسيهما في صلاة وقبل زميله المسيح ربا ومخلصا. لا تستطيع الكلمات ان تصف الفرح الذي ملأ قلبه بعد ذلك لم يستطع النوم لانفعاله الشديد. وعندما استيقظ في الصباح التالي كانت صلاته المتشوقة:"من هو الشخص الثاني اليوم يا ربي؟" و وضع الرب زميلا اخر على قلبه. وحين تحدث الله تجاوب هذا ايضا وكأنه اجتذب بيد خفية. وليس هذا الامر بالشيء الغريب لأن كلمة الله تقول لنا: "لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الآب". (يوحنا 6: 44). واقتاد في اليوم التالي زميلا ثالثا للمسيح، وكذلك في اليوم الذي بعده، وتبع ذلك آخرون. لقد تغيرت حياته وامتلأ بالقوة بشكل عظيم والله يستخدمه كل يوم حتى انه يفكر الان وانا اكتب هذه السطور أن يكرس حياته بالكامل للخدمة.
عندما نقول أن حديثا تم بين الله وانسان ما يجب ان نفهم بأن الله لا يتكلم بصوت مسموع، ولكن بصوت روحه المنخفض اللطيف. ولذلك لا يستطيع الا المؤمن الخاضع والحساس والمملوء بالروح ان يتحادث مع الله.
إن المجال لا يتيح لي أن أروي لكم كل القصص المماثلة عن أناس رأيتهم يتقوون بالله ويصيرون شهودا نافعين للمسيح، قصص الانهزام التي تحولت إلى نصر، ولكنني ارغب ان اطلعكم على حالات نموذجية اخرى قليلة.
شاب آخر كانت حياته المسيحية غير مثمرة حتى منتصف سنته الدراسية الاخيرة في الجامعة. وذات يوم، بينما كنا نصلي معا حدثت المعجزة. فبعد ان غادر حجرتي اتجه نحو قاعة مبنى اتحاد الطلبة ولمح تلميذا لم يكن يعرفه يقرأ شيئا ما على لوحة الاعلانات. واحس بدافع من الرب يدفعه ليتحدث اليه عن المسيح واندهش وهو يرى ان الشاب لم يكن مهتما فقط بل كان يبحث عن واحد يرشده الى الكيفية التي يصبح فيها مسيحيا. وفي خلال ثلاثين دقيقة صليا معا ودعا الشاب المسيح ليكون ربه ومخلصه، ومضى كلاهما في طريقه فرحا. وفي الاسابيع الباقية من الفصل الاخير قاد الى المسيح عشرات من الطلاب زملائه، ثلاثة منهم ربحهم في آخر اسبوع له في دراسته الجامعية.
وهناك ايضا خادم شاب درس في إحدى كليات اللاهوت في امريكا وحاز على شهادة البكالوريوس والماجستير واحس برغبة لربح النفوس، حاول كثيرا دون جدوى أو ثمر. وذات يوم اتصل بي تليفونيا و سألني اذا كان في امكانه ان يأتي لزيارتي. فتحدثنا معا وصلينا. ومضى بقوة جديدة، بروح الترقب والفرح وحدثتنا التقارير المتتالية عن الانتصار والثمر الذي ملأ حياته بعد ذلك.
جاءني شاب آخر خجول جدا وأخذ يحدثني عن محبته للمسيح واهتمامه بالنفوس الضالة، الا أن خجله جعله دائما يفشل في ربح نفس واحدة للمسيح: وحدثت معجزة اخرى، وتملك اله القوة والنصرة والمحبة والايمان على حياته.
والنتائج؟ كان الثمر كثيرا حتى أنه لم يكن يصدق امكانية حدوثه وامتلأ قلبه بفرح لا ينطق به ومجيد، وحل محل الخوف والانهزام الجرأة والشجاعة والاشعاع وا لنصر ة.
وشاب آخر اسمه جماي وهو شاهد امين، يلتزم بخدمة الرب، ومثمر اكثر من سواه بكثير. جاء، وسمع، وآمن، وقبل. لم تعد الشهادة واجبا بل فرحا. وقال "ان اختباري اشبه ما يكون بالتحرر من السجن".
ولقد كان هناك دائما عبر القرون اتباع للمسيح عاديون لم يحدث لهم او بواسطتهم شيء مثير. ثم حدث لهم شيء كا حدث لبطرس والتلاميذ فاصبحوا رجالا ونساء لله مملوئين قوة. وتحول الانهزام الى نصرة، اختفى الشك والجدل. وحل محلهما الثقة والفرح والايمان. هؤلاء هم الذين "فتنوا المسكونة" (اعمال 13: 6) بطرس الخائف الذي انكر يسوع ثلاث مرات أمام جارية، اصبح يوم الخمسين شخصا آخر وعظ فآمن بواسطته ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف بالمسيح، و انضموا الى الكنيسة. لقد امتلك التلاميذ الاوائل صفة حياة جديدة غريبة. حياة قوة غيرت قلب الامبراطورية الرومانية الشريرة في اثناء القرن الاول، والتي بحسب التقاليد ادت بكل واحد من التلاميذ الاثني عشر الى قبر الاستشهاد باستثناء يوحنا الذي مات في المنفى في جزيرة بطمس.
نعم هذه القوة ابتدأت في يوم الخمسين، فأدت الى تغيير حياتهم مثل أولئك الذين ذكرتهم وملايين غيرهم عبر القرون تحولوا الى مؤمنين اقوياء يشهدون بقوة الروح القدس.
ماذا تعرف عن الروح القدس؟ بمعنى آخر، ماذا يعني الروح القدس لك شخصيا؟
وعد يسوع في مأموريته للرسل بأن الروح القدس يعطينا قوة لنصبح شهودا له. "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية، والسامرة، والى اقصى الارض". (اعمال 1: .
وغرض هذا الحديث ان نشرح "كيف نمتلىء بالروح القدس" من زاوية علاقة هذا الموضوع بتحقيق مأمورية مخلصنا العظمى. لذلك، لن نستأثر بالوقت والمجال هنا لنطيل البحث في الحقائق العديدة الاخرى المتعلقة بدور الروح القدس الذي يلعبه في حياة كل مؤمن الا بمقدار ما يساهم ذلك بموضوعنا الرئيسي.
دعنا نتأمل باختصار ببعض تلك الحقائق الروحية بعلاقتها بالامتلاء با لروح.
1- من هو الروح القدس؟
انه الأقنوم الثالث من الثالوث الاقدس: الآب والابن والروح القدس. انه ليس شبحا غامضا، ولا قوة غير مرئية. انه اقنوم مساو من جميع النواحي، الآب و الابن. صفات الله كلها منسوبة اليه. وله معرفة غير محدودة. (1كو 2: 11)، وارادة غير محدودة (1كو 12: 11)، ومشاعر غير محدودة (رومية 15: 30).
يصف الدكتور أدوين أور الروح القدس بقوله: "انه القائد الأعلى لجيش المسيح. وهو رب الحصاد، وسيد النهضات والخدمات التبشيرية والارسالية. بدون موافقته كل تخطيط مصيره الفشل. ويجب علينا، كمسيحيين ان نجعل كل خططنا واهدافنا توافق مع خطط واهداف الروح القدس لإنعاش الكنيسة وتبشير العالم.
أول إشارة الى الروح القدس وردت في تكوين 1: 2. ويلاحظ أثره في كل العهد القديم ولكنه يصبح اكثر جلاء في حياة ربنا وخدمته. واخيرا، بعد صعود مخلصنا ليكون عن يمين الآب، أي مكان القوة، أرسل الروح القدس ليكون "معزيا" (يوحنا 14: 26, 15: 26)0 ان اللفظة اليونانية للكلمة يعزي هي "براقليط" ومعناها "الشخص المدعو لمرافقة" المسيحي كرفيق وصديق- وايضا الشخص الذي يبث الطاقة "ويشدد" "ويقوي" المؤمن بالمسيح.
روح الله 1 كورنثوس 3: 16
روح الحياة رومية 8: 2
روح الأ يمان 2 كورنثوس 4: 13
روح الحق يوحنا 13:16
روح النعمة عبرانيين 10 :29
روح القداسة رومية 1 :4
روح القوة 2 تيموثاوس 1: 7
2- لماذا جاء الروح القدس؟
لقد جاء الروح القدس ليشهد للرب يسوع المسيح ويمجده. (يوحنا 16:
13-14). (وكما جاء يسوع ليرفع ويعلن الآب، كذلك أرسل الروح القدس ليرفع ويمجد الابن يسوع المسيح).
وبالتالي فاننا كلما جعلنا الروح القدس يتحكم في حياتنا زدنا حبا للرب يسوع المسيح وخدمته، وزدنا لمحبته وحضوره الدائم، لأننا حين نمتلىء بالروح القدس فاننا نمتلىء بيسوع المسيح. وحين يسيطر علينا الروح القدس يسيطر علينا يسوع المسيح، وهكذا حين نمتلىء بالروح القدس والرب يسوع المسيح فان قوة اعظم من قوتنا تنطلق فينا وبواسطتنا من أجل خدمة ناجحة وحياة منتصرة.
3- ما هي علاقة الروح القدس بنا كمسيحيين؟
(المسيحي هو كل من قبل يسوع المسيح في حياته ربا مخلصا بحسب ما جاء في يوحنا 1: 12، يوحنا 3: 5، كورنتوس 5: 17).
عند الولادة الروحية
ا- يجدد الروح القدس الناس. (يوحنا 3: 5)
ب- يأتي الروح القدس ليسكن في حياة كل شخص(1 كو 3: 16).
ج- يؤكد لنا الروح القدس اننا اولاد الله. (رومية 8: 16).
د- يختم الروح القدس كل مسيحي للمسيح (أفسس 4: 3، 1: 13).
هـ- الروح القدس هو كفيل او ضامن الميراث الذي سيرثه كل مسيحي في يوم ما (2 كورنثوس 5: 5).
و- يعمد الروح القدس كل مسيحي الى جسد المسيح (1 كورنثوس 2: 13، غلا طية 3: 27، ر ومية 6: 3، 4).
في لحظة الميلاد الروحي، يتجدد المسيحي، ويسكن، ويختم، ويضمن، ويعمد، ويملأ بالروح القدس. ان عملية التجديد، والسكن، والختم، والضمان، والتعميد الى جسد المسيح بالروح القدس هي علاقة مقامية وقد يرافقها، أو لا يرافقها، اختبار شعوري.
ان هذه الحقائق، على أية حال، تعرف المسيحي بالحقيقة المثيرة الا وهي اتحاده بالمسيح "انتم في وانا فيكم" (يوحنا 14: 20). نحن نستبدل قوته بضعفنا وقداسته وقوته بحالتنا الخاطئة و انهزامنا.
ونتيجة للعلاقة الجديدة بالمسيح، يصبح لدى كل مؤمن امكانية الشهادة بقوة والعيشة المنتصرة على الخطية. هذه القوة الكامنة، اي حياة يسوع المسيح في كل مؤمن، تطلق بالايمان حين يسلم المسيحي قيادته الى الروح القدس. ومن حيث ان عمل الروح القدس هو تمجيد المسيح. فلدى يسوع المسيح الان فرصة مطلقة ليعمل في المؤمن وبواسطته لتتميم ارادته الكاملة.
ز- يملأ الروح القدس كل مسيحي يرغب في الخدمة.
على كل مسيحي ان يمتلىء بالروح القدس ليتقوى ويصبح شاهدا اكثر فعالية للمسيح "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض" (اعمال 1: . ان كل اشارة كتابية الى الامتلاء بالروح، في كلا العهدين القديم والجديد، تمت بالصلة الى القوة من أجل الخدمة والشهادة.
ان الامتلاء بالروح القدس قد يكون مصحوبا برد فعل هادىء يؤكد القوة الجديدة أو اختار اكثر وضوحا وانفعالا.
ان دراسة عميقة ل 1 كورنثيوس 12 تعلمنا ان كل المسيحيين هم اعضاء في جسد المسيح. وكما أن الاجزاء المتعددة من الجسد البشري لها وظائف مختلفة كذلك اعضاء جسد المسيح لديهم مسؤوليات مختلفة في ملكوته. يجب على كل مسيحي ان لا يحتقر موهبة غيره.
كذلك يجب عليه ان لا يسعى لتقليد آخر في "اختبارالامتلاء" او عطية الروح القدس وعليه ايضا أن يترك تعيين المواهب، والطريقة التي تعلن بها الى الروح القدس".
(ومع ذلك، فبحسب 1 كورنثوس 13، فان جميع هذه المواهب لا تفيد كثيرا ما لم يكن حافزها المحبة).
ينصحنا الله في افسس 5: 17-20 "من أجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح. مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح و اغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الآب".
يشير الرسول بولس الى ان المسيحي الممتلىء بالروح يعرف ارادة الله وقد يعطي الانطباع انه متهلل روحيا بسبب الفرح والاشراق, والجرأة والشجاعة التي غالبا ما يظهرها. وايضا كما تشير هذه الآيات ان المسيحي الممتلىء بالروح يسبح الله باستمرار في قلبه ويشكره على كل شيء. ويدرك بطريقة ما، انه لا يستطيع، بحالته الجسدية، ان يكون ما عليه وما لديه الا بنعمة الله.
ابتداء من يوم الخمسين واستمرارا عبر القرون، كان عمل الله دائما ينجز بواسطة رجال امتلئوا بالروح القدس مثل بطرس وبولس وكل الرسل.
وفي أوقات لاحقة كان هناك رجال كجون وسلي ويوناثان ادواردز وتشارلز فني، ودوايت ل. مودي، وتشارلز سبرجن. وج. كمبل مورجان، ور. ا. توري، والعديد سواهم من القادة المسيحيين الاحياء الان، ممن امتلئوا بالروح القدس واستخدموا استخداما عظيما للدفع بقضية المسيح وملكوته الى الامام (فان الامتلاء بالروح القدس لا يقتصر على القادة المسيحيين بل هو متوافر لكل المسيحيين الذين يفون بالشروط الالهية).
اسمع ماذا يقول بعض رجال الله هؤلاء، سفراء المسيح، عن أهمية امتلاء كل مسيحي بالروح القدس:
"على الناس ان يسعوا بكل قلوبهم ليمتلئوا بروح الله. فبدون الامتلاء بالروح من المستحيل ان يحيا اي فرد مسيحي (او كنيسة مسيحية) ويعمل حسب رغبة الله". (اندرو موري).
ان المسيحيين مذنبين لعدم امتلائهم بالروح القدس كذنب الخطاة لانهم لا يتوبون. بل ان ذنبهم اكبر لأن لديهم نورا اكثر، لذا فهم الأكثر ذنبا" (تشارلز فني).
ان الحياة الممتلئة بالروح، الحياة التي تتيح المجال للامتلء به بحيث يتدفق باستمرار، هي الحياة الوحيدة التي تقدر ان تسر الله".. (نورمان ب. هاريسون).
"ان القصد العظيم من الامتلاء بالروح القدس هو نيل القوة للقيام بالخدمة. ان افضل المسيحيين الذين اعرفهم واكثرهم استخداما هم رجال شهدوا لاختبار اعمق في الامتلاء بالروح القدس". (ج. ادوين اور).
"اعتقد انه من المستحيل لأي مسيحي ان يكون فعالا في حياته او في خدمته ما لم يمتلىء بالروح القدس الذي هو تدبير الله الوحيد للحصول على القوة". (هنرييتا مييرز).
"اقرأ سيرة رجال الله وستكتشف ان كل واحد منهم سعى وحصل على هبة القوة من الاعالي. ان موعظة ممسوحة تلقى تساوي الف موعظة متولدة عن طاقة الجسد". (دكتور ازوالد ج. سميث).
وأود، مرة أخرى، عند هذه النقطة، ان أوضح بصورة خاصة ان الروح القدس يسكن فعلا في كل مؤمن وان موهبة القوة الخاصة التي ترافق الامتلاء بالروح القدس لا تقتصر على القادة المسيحيين فقط. وليس لكل مسيحي حق الامتلاء بالروح القدس فقط، ولكن نقرأ في أفسس 5: 18 ان كل مسيحي يحث على الامتلاء بالروح. لذا، اذا كان المسيحي غير ممتلىء بالروح فانه يعصى امر الله ويخطىء اليه. زد على ذلك، بما ان الله يأمرنا بكلمته لكي نمتلىء بالروح، فمن الضروري ان نكون على ثقة بأن لديه القوة ليملأنا في اللحظة عينها التي ندعوه فيها ليفعل ذلك.
دعني أؤكد لك انه بحسب مواعيد كلمة الله ونتيجة الملاحظات والاختبارات الشخصية ان يسوع هو اكثر شوقا جدا ليعطينا محبته وغفرانه وقوته لنقوم بالخدمة ونحيا حياة الانتصار على الخطية اكثر مما نتوق نحن للاخذ. ان يسوع اكثر منا شوقا ليملأنا بالروح القدس.
اذا، لماذا يعيش عدد كبير من المسيحيين حياة الهزيمة؟ لماذا هناك عدد ضئيل فقط من المسيحيين يشهدون بفعالية المسيح؟ لماذا لا يوجد الا قلة من المسيحيين الذين يعيشون حياة ممتلئة بالروح القدس؟ يقودنا هذا السؤال الى الخطوة التالية الهامة في الاستعداد للامتلاء بالروح القدس.
4- ما هي الحياة "الممتلئة بالروح"؟
ان الحياة الممتلئة بالروح هي الحياة الممتلئة بالمسيح. والمسيحي الممتلىء بالروح هو بحسب رومية 6: 11 "حسب نفسه ميتا عن الخطية ولكنه حي لله بالمسيح يسوع ربنا". ان المسيح جالس الان على العرش. هو رب. وجاء الروح القدس ليرفعه ويمجده. فيجب على المسيحي، قبل ان يتمكن من الامتلاء بالروح، ان يموت عن ذاته. وحين يفعل فان الرب يسوع المسيح الذي لديه الان سلطة مطلقة على حياته، يبدأ في التعبير عن محبته بواسطته. فالذي "اعطي كل سلطان في السماء وعلى الارض" والذي "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا"، يستطيع الان ان يدبر عن ذلك السلطان بواسطة المسيحي الممتلىء بالروح. والذي جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك يبدأ الان بطلب الهالكين بواسطة المسيحي. انه يوجه خطاه نحو اولئك الهالكين والمحتاجين ويشرع في استخدام شفتيه ليتحدث عن محبته. ان قلبه العطوف العظيم يصبح ظاهرا في الحياة الممتلئة بالروح. وفعلا، فان المسيحي يتنازل عن حياته لكي يحصل على حياة المسيح، وعن عجزه وانهزامه للحصول على قوة ليسوع المسيح وانتصاره. هذا ما اسماه المرسل العظيم هدسون تيلر "الحياة المستبدلة". حين يكون المسيحي ممتلئا بالروح القدس فانه يكون ممتلئا بيسوع المسيح. فلا يعود الفكر بالمسيح كمن يساعده على القيام بواجب "مسيحي" ما، بل بالحري يقوم يسوع المسيح بالعمل بواسطة المسيحي. "هو لا يريدنا ان نعمل من أجله، انما يريدنا ان ندعه يقوم بعمله بواسطتنا". هذا هو الاختار المجيد الذي عرفه بولس الرسول حين قال: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في". بهذا يصبح جسد المسيحي جسد المسيح نفسه الذي يستخدمه حسب ارادته. يصبح العقل عقله ليفكر به كما يريد، وتغدو ارادته تحت سيطرة ارادته، وكذلك الشخصية كلها، والوقت والمواهب كلها تصبح له.
و يستطرد الرسول المحبوب ليقول: "فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لأجلي". ايمان من؟ إيمان ابن الله، ايمان الذي احبنا وبذل حياته من اجلنا، الذي "اعطي كل سلطان في السماء وعلى الأرض". فكر بالأمر. هل يمكنك أن تستوعب ما يعنيه؟ إن امكنك الامر واخضعت ارادتك لله وللروح القدس، واعترفت أن يسوع المسيح هو حياتك لحظة بعد لحظة، فأنت في طريقك إلى مغامرة عظيمة. وسيشرع الرب يسوع المسيح باجتذاب العديد من الضالين لنفسه بواسطة حياتك المكرسة الممتلئة بالروح.
{-- يتبع -- }