فرحًا مع الفرحين
(رو 15:12)
ألقى الشيوعيّون كاهنًا أورثوذكسيًّا من كنيسة رومانيا في السبعين من عمره في السجن. مات ابنه في الحبس، وحُكم على ابنته بالسجن عشرين سنة، وأُجبر أحفاده على الأكل من القمامة. مع كلّ هذا كان هذا الكاهن يحيّ الجميع كلّ صباح ومساء قائلاً: "افرحوا كلّ حين".
وذات يوم سأله أحد السجناء: "كيف تقول، دائمًا، "افرحوا" أنت الذي واجهت كلّ هذه المآسي الفظيعة؟" فأجاب: "الفرح هو شيء سهل جدًّا، إذ يكفي أن تعيش حدث القيامة في حياتك لتحسّ فيه قويًّا، ولذلك لا يمكنك إلاّ أن تفرح مع الفرحين. إنّ فرح القيامة يجعلك تفرح مع كلّ إنسان، وسيمدّك، دومًا، بأسباب تسبّب لك الفرح الغامر:
** أنا أجلس في السجن فرحًا، لأنّ هناك الكثيرين أحرار.
** لا أستطيع أن أذهب إلى الكنيسة، لكنّني أفرح بكلّ أولئك الذين يمكنهم الذهاب إليها.
** لا أستطيع أن أتناول جسد الربّ ودمه، لكنّني أفرح لكلّ الذين يستطيعون ذلك.
** لا أستطيع قراءة الإنجيل المقدّس أو أيّ كتاب روحيّ آخر، لكنّني أفرح لأولئك الذين يمكنهم ذلك.
** لا أستطيع رؤية الزهور. فطوال هذه السنوات نحن لم نرَ، قطّ، أيّ شجرة أو زهرة. فقد كنّا في سجن سرّيّ تحت الأرض، فلم نعاين الشمس أو القمر أو النجوم طوال هذه السنوات. لم نرَ، قطّ، أيّ لون سوى جدران الزنزانة الرماديّة اللون، وملابسنا الموحّدة، لكنّنا نعرف أنّ العالم الجميل موجود: عالم الفراشات المتعدّدة الألوان، وقوس قزح... لذلك أنا أفرح لأولئك الذين يمكنهم رؤية قوس قزح، ورؤية الفراشات المتعدّدة الألوان. في السجن كانت الرائحة كريهة إلى أقصى حدّ، ولكن يوجد آخرون ينتشر حولهم عطر الأزهار. لا أستطيع رؤية أطفالي، ولكنّ أناسًا آخرين يمكنهم ذلك. فالذي يستطيع أن يفرح مع كلّ أولئك الذين يفرحون، يمكنه أن يكون مسرورًا دائمًا. وهذا هو فرح القيامة".
يا فرحي المسيح قام
اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطع