ان أخاً من الرهبانِ كان يسير بتوانٍ كثير
هذا وُجِدَ على فراشِ الموتِ وهو في النزعِ الأخير بدون جزعٍ من الموتِ.
بل كانت نفسُه عند انتقالهِ في فرحٍ كاملٍ وسرورٍ شاملٍ.
وكان الآباءُ وقتئذ جلوساً حوله
لأنه كانت العادةُ في الديرِ أن يجتمعَ الرهبانُ كلُّهم أثناء موتِ أحدهم ليشاهدوه
فقال أحدُ الشيوخِ للأخِ الذي يموت:
«يا أخانا، نحن نعلم أنك أجزتَ عمركَ بكلِّ توانٍ وتفريط، فمن أين لك
هذا الفرحُ والسرور وعدمُ الهمِّ في هذه الساعةِ؟
فإننا بالحقيقةِ لا نعلمُ السرَّ
ولكن بقوةِ الله ربنا تقوَّ واجلس وأخبرنا عن أمرِك العجيب هذا
ليعرفَ كلٌّ منا عظائمَ اللهِ».
وللوقت تقوَّى وجلس، وقال:
«نعم يا آبائي المكرَّمين، فإني أجزتُ عمري كلَّه بالتواني والنوم
إلا أنه في هذه الساعةِ
أن أحضرَ لي الملائكةُ كتابَ أعمالي التي عملتُها منذ أن ترهبتُ
وقالوا لي: أتعرف هذا؟
قلتُ: نعم، هذا هو عملي، وأنا أعرفه
ولكن من وقتِ أن صِرتُ راهباً ما دِنتُ أحداً من الناسِ قط، ولا نميتُ قط
ولا رقدتُ وفي قلبي حقدٌ على أحدٍ، ولا غضبتُ البتة
وأنا أرجو أن يَكْمُل فيَّ قولُ الرب يسوع المسيح القائل:
لا تدينوا لكي لا تدانوا، اتركوا يُترك لكم.
فلما قلتُ هذا القولَ، تمزَّق للوقتِ كتابُ خطاياي بسبب إتمامِ هذه الوصية الصغيرة».
وإذ فرغ من هذا الكلام أسلم الروحَ.
فانتفع الإخوةُ بذلك وسبَّحوا الله.