قصة جميلة جداً :
كانت هواية رجلا غنيا وابنه جمع الأعمال الفنية الأصلية النادرة.
وكانت مجموعتهم تحتوي على كل شيء، من 'بيكاسو' حتى 'مايكل أنجلو'.
وكانا كثيرا ما يجلسان معاً يستمتعان بمجموعتهم الفنية العظيمة.
حتى اندلعت حرب فيتنام وذهب الابن إليها. كان الابن شجاعا جدا
ومات في معركة بينما كان ينقذ شخصا آخر.
علم الوالد بما حدث فحزن حزنا شديدا من أجل موت ابنه الوحيد.
وبعد شهر تقريبا وقبيل الكريسماس مباشرة، إذا بمن يقرع الباب.
ولما فتح الباب إذا بشاب يمسك بيده لفافة كبيرة يقول "سيدي، أنت لا تعرفني
ولكنني أنا الجندي الذي قدم ابنك حياته من أجلي.
لقد أنقذ حياة كثيرين في ذاك اليوم. وبينما كان يحملني أنا لمكان آمن
إذا بشظية تصيبه فى القلب مباشرة، فمات في الحال.
وقد كان كثيرا ما يحكي عنك يا سيدي وعن حبك للفن".
ثم أمسك الشاب باللفافة الكبيرة التي معه وقال
"أنا أعلم أن هذا ليس شيئا عظيما. لأنني في الحقيقة لست فنانا كبيرا
ولكنني أعتقد أن ابنك كان سيرغب أن تكون لك هذه".
فتح الوالد اللفة فإذا بها صورة لابنه رسمها هذا الشاب.
عندما نظرالوالد للصورة حتى فاضت عيناه بالدموع. شكر الوالد الشاب من أجل اللوحة
وعرض عليه أن يدفع ثمنا مجزيا لها.
فقال الشاب "أنا لن أقدر أبدا أن ادفع ثمن الذي فعله ابنك من أجلي، وهذه اللوحة هي هدية".
علق الوالد لوحة ابنه فوق المدفأة، وفي كل مرة يأتي فيها زوار لمنزله
كان يريهم لوحة ابنه قبل أن يريهم أي من اللوحات الأصلية العظيمة التى يقتنيها.
بعد بضعة شهور مات الرجل الغني.
وكان هناك مزاد كبير لبيع مجموعته الفنية النادرة. إجتمع في المزاد كثير من الشخصيات البارزة والغنية
وكان الجميع في لهفة لرؤية اللوحات الأصلية النادرة، وهم يمنون أنفسهم بالحصول
على بعض منها لضمها لمجموعاتهم الفنية.
على المنصة وُضعت لوحة الابن، وقرع الدلال مطرقته وابتدأ جلسة المزاد بلوحة الابن
وراح يقول "من سيأخذ هذه الصورة ؟".
فإذا بالصمت يعم القاعة. بعد ذلك إذا بصوت من آخر القاعة من الخلف يقول بصوت عال
"نحن نريد أن نرى اللوحات المشهورة، دعك من هذه الصورة".
ولكن الدلال أصر وعاد يقول "من سيبدأ المزاد، ١٠٠ دولار.. ٢٠٠ دولار..
من سيدفع من أجل هذه اللوحة ؟".
وهنا صاح صوت آخر غاضبا وقال "نحن لم نأتي لمشاهدة هذه الصورة.
لقد أتينا من أجل أعمال 'فان جوخ'، أو 'رمبرانت'، فلتأتي باللوحات ذات القيمة".
ولكن الدلال استمر قائلا "الابن، الابن، من سيأخذ الابن؟".
وأخيرا جاء صوت من آخر القاعة من الخلف، كان صوت الجنايني
الذى كان قد قضى أغلب عمره مع السيد وابنه وقال
"أنا أدفع عشرة دولارات".
لأن هذا كان كل ما يستطيع أن يدفعه لكونه رجلا فقيراً. فقال الدلال
"لدينا عرض بعشرة دولارات من سيدفع عشرين دولار؟".
وهنا قال بعضهم "أعطها له بعشرة دولارات ودعنا نرى اللوحات الأخرى العظيمة ".
وعاد الدلال يقول مرة أخرى "لدينا عرض بعشرة دولارات فهل من يدفع عشرين؟!".
وهنا صاح الجمع كله غاضبا، فلم يكونوا يريدون لوحة الابن، بل اللوحات المشهورة الاخرى.
قرع الدلال مطرقته وقال "بيعت اللوحة بعشرة دولارات!! مع السلامة يا سادة، انتهى المزاد".
فتذمر الحاضرون "وماذا عن اللوحات الأصلية؟".
فقال الدلال "أنا آسف، عندما طُلب مني أن أتولى هذا المزاد
أُخبرت بشرط سرّي في وصية الرجل قبل مماته، ولم تكن لي حرية أن أعلن هذا الشرط إلا الآن.
إن لوحة الابن هى فقط التى ستُعرض فى المزاد، وإن من يشتريها سيرث كل شيء
ومن ضمنها هذه اللوحات الفنية الأصلية.
الرجل الذي سيأخذ الابن، سيأخذ كل شيء".
مازال الله يعلن للكل في كتابه المقدس وليس في وصية سرية بأن
'اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ.
12مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ.(١يو٥)