سؤالٌ يُطرح: متى ينتهي زمن الميلاد؟
قد يفاجئك الجواب...
يعرف الجميع ان الميلاد يبدأ ليلة 24 من ديسمبر. وقد يبدو لنا انطلاقاً من تجربتنا مع زينة الشوارع ان العيد ينتهي – بغض النظر عن التاريخ – في الأحد الذي يتلو الأول من يناير، أي في اليوم الأخير الذي يسبق عودة الجميع الى العمل أو المدارس. فتُزال في هذا النهار أغلبية مظاهر العيد وتطرح الى جانب سلة المهملات. إلا ان السؤال الحقيقي المطروح هو: متى ينتهي الميلاد بالنسبة للمسيحيين الكاثوليك؟
1- 26 ديسمبر
2- 1 أو 2 يناير
3- 6 يناير
4- 2 فبراير
5- كل الخيارات السابقة
6- ولا أي واحدة منها
فلنستبعد في بداية المطاف الإجابات السهلة: نستبعد الخامسة لاعتبار الأولى غير صحيحة إذ ان "تسعاوية الميلاد" قد جرى الموافقة عليها في اواخر القرن الرابع قرابة تحديد تاريخ الـ25 من ديسمبر يوم الاحتفال بعيد الميلاد. وقد تم الغاء جميع التسعاويات في العام 1955 باستثناء تسعاوية الميلاد والفصح والعنصرة علماً ان تسعاوية الغطاس المنسية تلعب دوراً أساسياً في الرزنامة.
2 فبراير؟ انه التاريخ الذي يطبع انتهاء الأيام الأربعين التي تتلو عيد الميلاد. وكان يعتبر هذا التاريخ حسب التقليد النهاية الرسمية لزمن الميلاد طابعاً نهاية الفترة الليتورجية الخاصة بعيدَي الميلاد والغطاس. وعلى الرغم من استمرار الطقس اللاتيني في أخذ هذا التاريخ بعين الاعتبار إلا ان الطقس العادي لم يعد يعتبر هذه الفترة على أنها فترة طقسية (علماً ان الفاتيكان يُبقي زينة الميلاد الى هذا التاريخ).
ولا يعني ذلك أبداً ان هذه الفترة لم تعد بالمهمة فعيد تطهير مريم، عيدٌ مريمي قديم يرقى الى القرن الخامس إضافةً الى عيد تقدمة يسوع الى الهيكل .
وسلط البابا يوحنا بولس الثاني الضوء على معنى هذه الأيام الأربعين فاعتبرها لقاء بين تكريس يسوع للّه وتكريس الكهنة والرهبان للّه. وفي 6 يناير 1997، اعلن يوحنا بولس الثاني ان الاحتفال باليوم العالمي الأول للحياة المكرسة سيكون في الثاني من فبراير.
هكذا تتعقد الأمور ولا يقدم لنا التاريخ المعلومات اللازمة لإيجاد الجواب الصحيح.
يبدو ان الحجج تصب جميعها عند الإجابة الثانية الواقع فيه اليوم الأخير من تسعاوية الميلاد والمتزامن مع عيد مريم أم اللّه. ويتم الاحتفال بكل يوم من تسعاوية الميلاد على انه يوم الميلاد بحد ذاته فنشعر بان الميلاد ينتهي مع انتهاء التسعاوية. ومع العلم بأن عيد الميلاد ينتهي في هذا التاريخ إلا ان زمن الميلاد يستمر.
وتنتهي أيام عيد الميلاد الاثني عشر مع عيد الغطاس في اشارة الى عبادة المجوس وهو عيد نحتفل به في 6 يناير – الاحتمال الثالث – من رزنامة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية العادية. وأبقت مراجعة العام 1969 للرزنامة الرومانية العامة عيد الغطاس على انه جزء من فترة عيد الميلاد. فيكون بالتالي الاحتمال الثالث غير مناسب.
وبالتالي، يصبح الاحتمال الأخير هو الصائب فما من إجابةٍ صحيحة.
إذاً متى ينتهي الميلاد؟
وبحسب المعايير الدولية للسنة الليتورجية والرزنامة، تمتد فترة الميلاد الى يوم الأحد الذي يتلو عيد الغطاس أو الأحد الذي يتلو 6 يناير. ويصادف الأحد الذي يتلو عيد الغطاس عيد عماد الرب.
إذاً لماذا لا نترك الزينة هذه السنة لغاية 11 يناير؟ قد ينزعج الجيران إلا انها فرصة لنعيش حقيقةً زمن الغطاس.