منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الملفّات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 15155
نقاط : 19773
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

الملفّات Empty
مُساهمةموضوع: الملفّات   الملفّات I_icon_minitimeالأربعاء يناير 21, 2015 11:31 am


الملفّات 10926390_1593880867511431_4994104404224313412_n


اعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع

الملفّات

عدت من سهرة رأس السنة الحافلة مع أصدقائي وأنا في غاية السرور والبهجة، وفيما أنا مستلقي أستعيد بهجة تلك الليلة، إذا بي، وأنا بين اليقظة والحلم، أجد نفسي في غرفة مملوءة بالخزائن ذات رفوف كثيرة تعجّ بالملفّات. أخذت أتجوّل في هذه الغرفة أقرأ الأسماء المدوّنة على كلّ خزانة. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما وجدت أسماء أصدقائي الذين كنت معهم في تلك الليلة. ولكن ما زاد في ذهولي أنّني رأيت اسمي على أحد الرفوف المملوء بالملفّات الكبيرة والصغيرة والتي تحمل عناوين مختلفة جدًّا.
وأوّل ما استرعى انتباهي كان عنوانًا كُتب عليه: "زملاء خدعتهم". ولكن سرعان ما أغلقته، فلقد صُدمت! إذ أدركت أنّي أعرف الأسماء المكتوبة كلّها. وللحال عرفت أين أنا! كانت هذه الغرفة المملوءة بالملفّات تحمل قائمة تسجيليّة لتصرّفاتي كلّها! فهنا كان مكتوبًا الأفعال التي عملتها في كلّ لحظة، بالتفصيل، الكبير منها والصغير، ما لا يمكن أن تسترجعه ذاكرتي. كما أثارني شعور الدهشة والفضول، إلى جانب إحساسي بالرعب، وأنا أبدأ بفتح الملفّات واستكشاف محتوياتها. فلقد جلب لي بعضها الفرح والذكريات الحلوة؛ فيما جعل أغلبيّتها شعور العار والأسف الشديدين يخيّمان عليّ لدرجة أنّني بدأت أتلفّت لئلاّ يكون هناك من يراقبني.
تراوحت عناوين الملفّات بين الدنيويّة والروحيّة، فهناك ملفّ يسمّى "أصدقاء خنتهم وتقوّلت عليهم"، "كتبًا فاسدة قرأتها، وتلذّذت بها"، "أكاذيب قلتها"، "كلمات تعزية ومريحة نطقت بها"، "شتائم قذفتها"، "أمور صرخت بسببها في وجه إخوتي"، "أشياء استبدّ بي الغضب، ففعلتها"، "حوادث تذمّرت منها". ووجدت في الكثير منها تفاصيل أكثر ممّا كنت أتوقّع، وفي الأخرى أقلّ ممّا كنت أرجو أن أجدها.
كنت مذهولاً غير مصدّق هذا الحجم الهائل من التفاصيل التي عشتها، ولكنّ الملفّات تؤكّد هذه الحقيقة، سيّما وإنّي كتبتها كلّها بخطّ يدي، وكلّ واحدة منها تحمل إمضائي أي أفعالي. وعندما جئت إلى ملفّ كُتب عليه "أفكار شهوانيّة"، شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. وسحبت الملفّ مقدار شبر واحد فقط، غير راغب في التعرّف على محتواه، ثمّ بدأت أرتجف عند اطّلاعي على محتواه التفصيليّ، وشعرت بإحباط شديد لاعتقادي بأنّ مثل هذه اللحظات قد سُجِّلت. ولكن، ما لبث أن اندلع فيّ غضب حيوانيّ شديد، وسيطر على عقلي فكر واحد: "لا ينبغي لأحد أن يرى هذه الملفّات، ولا أن يدخل إلى هذه الغرفة! لا بدّ لي من تدميرها، وإحراق ما فيها". وفي نوبة شبه جنون حاولت انتزاع الملفّ، إذ لا بدّ من تمزيقه، ولكن لم أستطع زحزحته، قل وكأنّه سُمّر على الرفّ، فأصابني يأس شديد. وإذ انهزمت وصرت عاجزًا تمامًا، ألصقت وجهي على الحائط وأنا أتنفّس بأسًى من الأعماق إشفاقًا على نفسي. ثمّ التفتّ ثانية لأقرأ باقي الملفّات، فإذا بي أمام ملفّ يحمل عنوان "قراءة الإنجيل". وما إن فتحته حتّى وجدته نظيفًا أكثر من غيره، جديدًا، وغير مستعمل تقريبًا، وقد كتب عليه عدد المرّات التي قرأت فيها الإنجيل، فإذا هي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، أي إنّ قراءته كانت ضعيفة جدًّا. شعرت بالخجل الشديد، فانتقلت إلى ملفّ آخر كُتب عليه: "القدّاس الإلهيّ" عساي أتعزّى قليلاً، فإذا به نظيف جدًّا لم يُدوَّن عليه مرّة واحدة ذهبت فيها إلى القدّاس للاشتراك بالقدسات الإلهيّة. وهنا اهتزّ داخلي اهتزازًا عنيفًا، وشرعت أنتحب، وقد أحسست بالأذى الذي جلبته على نفسي. سقطت على ركبتيّ وصرخت، صرخت من العار الذي لحقني من كلّ شيء. صفوف وصفوف من الملفّات كانت تتوالى أمام عينيّ، فهتفت: "لا أحد يجب أن يعرف شيئًا عن هذه الغرفة. لا بدّ لي من إقفالها وإخفاء المفتاح".
وفي لفتة منّي، رأيته. لا، يا ليته لم يكن هو، وليس في هذا المكان. أواه، ليته كان أيّ شخص آخر غير يسوع، فأنا لا أستطيع تحمّل ردّ فعله. شاهدته وأنا عاجز بلا حول ولا قوّة فيما بدأ هو بفتح الملفّات وقراءتها. وبدأت أتساءل: لماذا يجب أن يقرأ هذه الملفّات جميعها؟!". أمّا هو، فكان ينظر إليّ والشفقة في عينيه، ومن محبّته لم يغضب منّي. طأطأت رأسي، وغطّيت وجهي بيديّ، وبدأت بالبكاء مرّة أخرى. أقبل نحوي وأحاطني بذراعه. كان بإمكانه أن يقول أشياء كثيرة، لكنّه لم يقل كلمة واحدة. صرخ، فقط، معي!!
ثمّ بدأ يُخرج الملفّات الواحد تلو الآخر، وهو يوقّع باسمه على كلّ واحد منها. وصرخت: "لا، لا، لا" بينما أنا أسحب الملّف منه، إذ لا ينبغي أن يوقّع باسمه على هذه الملفّات. ولكن هذا ما حدث فعلاً، وكان اسمه مكتوبًا باللون الأحمر القاني يتلألأ جدًّا وسط الظلام. وهكذا غطّاني اسم يسوع. لقد كان مكتوبًا بدمه، بدم يسوع.
ثمّ أرجع الملفّات بلطف إلى مكانها، وابتسم ابتسامة حزينة، وبدأ يوقّع على باقي الملفّات الموجودة في الغرفة بسرعة غريبة. ثمّ مشى مرّة أخرى نحوي، ووضع يده على رأسي، وهو يقول: "قد أُكمل". وقفت، وقادني إلى خارج الغرفة، وهو يقول: من يمسّك يمسّ حدقة عيني (زكريّا 2: 8). لا تخف ابدأ من هذا اليوم حياة جديدة، سأكون معك الأيّام كلّها، وسأباركك. سآتي العام المقبل لأرى تقدّمك الواضح في كلّ شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دولاجى
مراقب عام المنتدى
مراقب عام المنتدى
دولاجى


عدد المساهمات : 984
نقاط : 1274
تاريخ التسجيل : 21/10/2014

الملفّات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملفّات   الملفّات I_icon_minitimeالأربعاء يناير 21, 2015 1:49 pm

الملفّات 445161905
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 15155
نقاط : 19773
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

الملفّات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملفّات   الملفّات I_icon_minitimeالخميس يناير 22, 2015 12:24 pm

الملفّات 1094503399
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد
الادارة العامة
الادارة العامة
سعاد


عدد المساهمات : 22227
نقاط : 30251
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

الملفّات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملفّات   الملفّات I_icon_minitimeالسبت يوليو 02, 2016 10:02 pm

الملفّات 16gengg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العذراء
خادم الرب
خادم الرب
بنت العذراء


عدد المساهمات : 3497
نقاط : 3763
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : فلسطين

الملفّات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملفّات   الملفّات I_icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2016 12:25 am

الملفّات 752599241
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الملفّات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: قسم القصص والتاملات المسيحية :: قسم القصص-
انتقل الى: