الحاكم

موضوع: الحاكم الأحد يناير 25, 2015 4:26 pm

اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطّع

الحاكم

وثق إمبراطور الصين في ممثّله "وهْ فينج" ثقة كبيرة إذ كان يمتاز بالحكمة والحزم مع البشاشة واللطف، فأقامه حاكماً على مجموعة القبائل المقيمة على جبال فورموزا. وكان لا بدّ لهذا الممثّل أن يكون حازماً جدّاً، لأنّ القبائل كانت همجيّة لا تعرف النظام، وعنيفة جدّاً لا تحب السلام، ولكنّه كان مع حزمه عادلاً، إذ كان حين يعاقب أحداً يحاوره ويوضح له سبب العقوبة. ولهذا أحبّته القبائل جدّاً، وبخاصّة بسبب بشاشته ولطفه.

وغيّرت القبائل الكثير من طباعها العنيفة، ولم تبقَ سوى عادة سنويّة لم يستطع فينج أن يبطلها. وهي أنّه في عيد إلههم، ينزل بعض قادة القبائل من الجبال إلى الطريق المؤدّي إلى القرى، فيقتلون أوّل إنسان يلتقون به، ويقطعون رأسه، ويقدّمونه ذبيحة لإلههم. بذل فينج كلّ الجهد مستخدماً اللطف تارة، والتهديد تارة أخرى، لكنّهم رفضوا تماماً إلغاء هذه العادة.
وفي يوم من الأيّام، استلم فينج رسالة من إمبراطور الصين جاء فيها: "إن لم تتوقّف عادة قطع الرأس في يوم العيد، سأضطرّ إلى استدعائك إلى الصين، وأنت مغطّى بالخزي والخجل لفشلك الذريع هذا". وما إن استلم فينج الرسالة حتّى استدعى رؤساء القبائل، وباطلاً حاول أن يقنعهم أن يكفّوا عن هذه العادة. أخيراً قال لهم في حزم:
"أيّها الرؤساء المكرَّمون، لقد حاولت أن أكون حاكماً لطيفاً، لكنّكم مصمّمون على العصيان. غداً في الليل، وعندما يسطع القمر في قبّة السماء، سأسمح للقبائل، ولآخر مرّة، أن تمارس هذه العادة المشينة. ولكن، عليكم ألاّ تكرّروا هذا العمل مرّة أخرى. أجل، غداً ستكون لكم آخر ضحيّة. وعندما تنزلون من الجبال، ستجدون إنساناً قادماً بثياب بيضاء، هذا الإنسان يجوز لكم أن تقطعوا رقبته. ولكن، لن أسمح بعد ذلك بتكرار هذه العادة".

وافق القادة على ذلك بشيء من التذمّر. وبالفعل، في اليوم التالي، وعندما أضاء القمر ظلمة الليل الحالكة، نزلوا من الجبال، ووجدوا إنساناً يرتدي ثوباً أبيض. أخذ الجميع يغنّون لإلههم ويصرخون متهلّلين، ثمّ تقدّم واحد منهم، وضرب بفأسه الحادّة رأس هذا الغريب. ثمّ تركوا الجثّة على الأرض، وحملوا الرأس بدمها، وهم يغنّون ويرقصون على صوت الطبول.
ذهبوا إلى الرئيس الأعلى ليقدّموا الرأس ذبيحة احتفالاً بالعيد. وعلى ضوء النار المشتعلة، تطلّع رئيس القبائل إلى الرأس، وصرخ صرخة مرّة... ثمّ ساد صمت رهيب.

تقدّم الحضور ببطء لينظروا الرأس، فإذا بها رأس صديقهم المحبوب جدّاً إلى قلوبهم فينج، وقد ظهرت ملامحه تحمل ابتسامة وسلاماً، كمَن قَبِلَ الموت بإرادته من دون أدنى خوف أو تهيّب.

صار كلّ رئيس يتطلّع إلى زميله صامتاً ومندهشاً لا يجد ما يقوله. لقد فضّل فينج أن يقبل حكم الموت في جسده عوض أن يحكم بقتل مرتكبي الشرّ. لقد أراد أن يقدّم لهم درساً عمليّاً ليدركوا بشاعة ما يفعلونه، فقد قتلوا أعزّ صديق لهم!! وكان ذلك، بالفعل، آخر جريمة يرتكبونها لتقديم ذبيحة لإلههم.
وهذا ما فعله إلهنا الصالح:
"ولكنّ الله بيّن محبّته لنا،
لأنّه ونحن بعد خطأة مات المسيح لأجلنا
(رو 8:5)

نزلت إلينا إيّها الديّان العادل العجيب في حبّه،
لا لتدين، بل لتخلّص.
قبلت حكم الموت في جسدك البريء من الفساد،
ووهبتني الحياة بتعليقك على الصليب.
صليبك كشف شناعة خطاياي،
صليبك أعلن لي غنى حبّك لي،
أجل، أيّها المصلوب عنّي،
لقد أحببتني، وأسلمت ذاتك لأجلي.

لصليبك يا سيّدنا نسجد، ولقيامتك نسبّح ونمجّد

موضوع: رد: الحاكم الأحد يناير 25, 2015 8:03 pm

قصة حلوة جدااااا

شكرا رغدة لجمال اختياراتك

الرب يبارك خدمتك

موضوع: رد: الحاكم الأحد يناير 25, 2015 8:33 pm

موضوع: رد: الحاكم الإثنين يناير 26, 2015 4:06 pm

موضوع: رد: الحاكم الثلاثاء يناير 27, 2015 3:42 am

موضوع: رد: الحاكم الثلاثاء يناير 27, 2015 9:00 am

موضوع: رد: الحاكم الثلاثاء مايو 26, 2015 5:31 pm

موضوع: رد: الحاكم الأربعاء مايو 27, 2015 8:36 am