إنّي أذهب إلى الكاهن لكي يقرأ صلاة الحلّ على نيّتي.
إنّ هذا انتهاك لسرّ الاعتراف.
ما معنى صلاة الحلّ؟
هي صلاة تحلّنا من خطايانا.
في هذه الحالة الّتي ذُكرت، يذهب "التّائب" عند الكاهن،
ومن دون أن يعترف بخطاياه، يطلب منه حلّ خطاياه؛
فيغطّي الكاهن رأس "التّائب" ببطرشيله ويغفر له خطاياه الّتي لم يعترف بها!...
وهنا أقول:
توقّف، يا خادم الله، ماذا تعمل؟...
هل تعرف الخطايا المخبوءة في هذه النّفس الّتي تمنحها الغفران الإلهيّ بهذه السّهولة؟...
هل أنت متيقّن للمسؤولية الّتي لك قدّام الله؟...
اذا كان هناك خطيئة خطيرة مخبوءة وأنت من دون تفكير مسبق
قد منحت الحلّ "للتّائب" الّذي اقترفها وتسمح له بأن يساهم القدسات،
ألست تسرّع في قتل روحه؟...
أتجهل كلمات الرّسول بولس:
"من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرّبّ،
بدون استحقاق، يكون مجرمًا في جسد الرّبّ ودمه"
(١كور ١١: ٢٧)؟
لماذا لا تفحص من يأتي إليك؟...
لماذا تسمح له بأن يشرب ويأكل هلاكه الأبديّ؟...
لماذا تُناول القدسات لخاطئ لم يتُب؟...
إنّ يهوذا أيضًا ساهم الأسرار المقدّسة مع الرّسل أثناء العشاء الأخير؛
لكنّه، إذ كان خاطئًا غير تائبٍ، فعوضًا عن النّعمة الإلهيّة، داخَلَه الشّيطان...
فهل ترغب في خلق يهوذا جديد من هذا المسيحيّ غير المدرك،
المقترب هكذا ليتناول جسد ودمّ ربّنا يسوع المسيح،
فقط بصلاة الحلّ من دون اعتراف؟.
لذلك، من الأفضل أن نمنع المناولة المقدسة عن رجل لم يتب حتّى نحثّه على التّوبة،
عوضًا من إعطائه نارًا ودينونةً.
إن تلاوة صلاة الحلّ لتسكين الضّمير هي خطيئة الكاهن
والعلمانيّ في آنٍ معًا، لأنّ فيها إخفاء وكذبًا على الله.
إنّ هذه الممارسة مع فرد أو مجموعة لا تؤدّي إلى الشّفاء الرّوحيّ إنّما إلى خطيئة أكبر.
إنْ مرض أحدهم بمرض خطير، وعُرف سبب المرض وها هو الدّواء الشّافي،
ولكنّ المريض، وبسبب مرارة الدّواء، طلب دواءً أكثر حلاوة،
وناوله الطّبيب إمّا "المورفين" لتهدئة الألم أو شربة لذيذة لا فائدة لها،
فهل يُشفى المريض؟ أبدًا!
ومن المسؤول عن موته؟
المريض الّذي طلب شربة حلوة خادعًا نفسه،
والطّبيب الّذي يعرف تمامًا الوصفة الشّافية ولم يعطها فقط لرغبته في إرضاء الآخرين،
أو أيضًا عن توانٍ أو إهمال أو عن عادة أو حتّى لجهله ماهية هذا السّرّ.
منذ زمن ليس ببعيد أخبرتني سيّدة مسيحيّة تقيّة التّالي:
استعددْتُ للمناولة المقدسة وذهبت إلى الكنيسة.
بحثت عن الكاهن لأعترف.
كان الكاهن منشغلاً للغاية ومزاجه متعكّر، قابلني وهو منزعج بعض الشّيء:
- لماذا تأتين إلي لتعترفي بهذه الخطايا الصّغيرة عينها؟ لم تقترفي أيّ تعدٍّ مهمّ أمام الله!".
- لكنّي أرغب في الاعتراف، هناك ما يثقّل على روحي".
- لا حاجة البتّة لذلك! تعالي واسجدي هنا!".
أطعته فقرأ علي صلاة الحلّ، ثم قمت وغادرت، لكنّي لم أشعر بالارتياح.
بقي الحمل ثقيلاً على قلبي وكان يزعجني.
فاستدرت وعُدت إلى الكاهن قبل وصولي إلى نصف الكنيسة، ،
لكنّه كان منشغلاً مع مؤمنين آخرين... وحان وقت المناولة المقدّسة...
لم أجرؤ على الاقتراب لأني لم أشعر أنّ ضميري استراح.
في الأحد التّالي، ذهبت إلى كنيسة أخرى.
هناك اعترفت وساهمت القدسات.
شعرت بفرحة كبيرة تغمرني أثناء الاعتراف،
ومنذ تلك اللّحظة زال الحمل الثّقيل وأحسست بالارتياح.
لذلك علينا المثابرة على الاعترف قدّام الكاهن بخطايانا الصّغيرة والكبيرة
في كلّ وقت إلى حين رقادنا.