رجوع مبارَك

موضوع: رجوع مبارَك الأحد فبراير 15, 2015 7:09 pm

رجوع مبارَك

إعداد راهبات دير القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع، دده – الكورة

أخبر أحدُ الإخوة الأبَ ميخائيل أنّ شابًّا من أبناء الرعيّة ينوي ترك الكنيسة والمسيح، والانضمام إلى بعض رفقة السوء البعيدين جدًّا عن حياة الكنيسة وأسرارها، وطلب منه أن يُصلّي لأجله، فقال له الأب:
- اذهب وأحضره إلى الكنيسة.
- وإن رفض المجيء، فماذا أفعل؟
- قل له إنّ الأب ميخائيل يريدك أن تساعده في عمل يصعب عليه تحقيقه بمفرده. وهذا ليس كذبًا، يا ابني، لأنّي أريد، بالفعل، أن أكلّفه بالصلاة معي من أجل نفسه، وهذا لا يأتي، كما تعلم، بالنتيجة المرجوّة إلاّ إذا تكاتف معي.
فكّر الأخ بطريقة لبقة يحضره فيها، وأخذ يصلّي إلى الربّ لكي يُنجح له مسعاه، ثمّ أخذ يتساءل في نفسه: "ترى ماذا سيفعل الأب ميخائيل معه، وكيف سيقنعه؟ وماذا سيقول له..؟". لكنّه سرعان ما طرد هذه الأفكار المتواردة إلى ذهنه، وقصد الشابّ.
تردّد الشابّ للحظات في الحضور إلى الكنيسة، ولكنّه وافق أخيرًا وذهب. احتضن الأبُ ميخائيل الشابَّ بمحبّة بالغة، ثمّ أمسك بيده وأدخله إلى الكنيسة، وأخذ يمرّ أمام أيقونات القدّيسين ويقول لكلّ واحد منهم:
- يا قدّيس الله، أرجوك أن تنتبه إلى ابنك هذا الواقف أمامك، وأن تخلّصه من فخّ الشيطان المزمع أن يبتلعه.
وظلّ يدور في الكنيسة على أيقونات القدّيسين، وهو يضرب السجدات، حتّى وصل إلى باب الهيكل، فالتفت، حينئذ، إلى أيقونة السيّد المسيح وقال له: "أشكرك، يا ربّ، لأنّك أرجعت ابنك هذا إليك".
انذهل الشابّ من صلوات الأب ميخائيل الحارّة ومن طلباته المتكرّرة أمام أيقونات القدّيسين ووالدة الإله، ولكنّ انذهاله اشتدّ أكثر عندما سمع جملته الأخيرة: "أشكرك، يا ربّ..." وكأنّه كان على ثقة من استجابة الربّ لتوسّلاته، فما كان منه إلاّ أن سجد أمام باب الهيكل بخشوع ظاهر، وبكى كثيرًا، مقرًّا برجوعه عن ضلاله، ووعد الأبَ ميخائيل أن يأتي يوم الأحد القادم ليتناول القدسات الإلهيّة، معلنًا، بذلك، عودته إلى أحضان الله من جديد.
أـحبّاءنا، إنْ وجدتم إنسانًا رافضًا لله أو بعيدًا عن الكنيسة، أو معاندًا في قبول الأسرار المقدّسة.. فلا تيأسوا، ولكن صلّوا لأجله، وحدّثوه عن الله بقدر ما تجدوا فرصة لذلك.
إنّ الصلاة تخترق القلوب كلّها مهما كانت قاسية وتليّنها. ومهما أساء إليكم إنسان، فاعلموا أنّ صلاتكم قادرة أن تغيّره. وإنْ طال الزمن ولم يعدْ إلى حضن الكنيسة، فكثّفوا صلاتكم، واقرنوها بدموع وسجدات، لأنّ الله لن يتغافل، البتّة عن تعبكم، ولن يهمل صلاتكم أبدًا.
ليتكم تُشركون الآخرين في صلاتكم هذه، فيفرح اللهُ باتّضاعكم ومحبّتكم لأبنائه البعيدين عنه، ويفيض مراحمه عليكم وعليهم.

موضوع: رد: رجوع مبارَك الأحد فبراير 15, 2015 7:36 pm