8- آلام المسيح
كما ذكر الوحى فى متى 28: 2 أن زلزلة عظيمة حدثت . لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .
يقول البعض أن يسوع لم يمت ولكنه أُغمى عليه فقط وبعد أن وضع فى القبر انتعش وقام من القبر . هذا الفكر ينفى بالكامل واقع الحقيقة الذى حدث قبل وأثناء الصلب الذى انتهى بموته
لقد كان يسوع فى حياته العادية قبل الصلب يجول مبشراً فى القرى المختلفة سائراً على قدميه فى بلاد فلسطين مما يرينا أنه تمتع بصحة جيدة جداً . أما أول ما ذهب إلى بستان جثيمانى فى عصر الخميس تحمل حزناً عظيماً فى النفس والعقل حتى كان عرفه ينزل مع الدم كقطرات نازلة من الغدد العرقية كما يصفه الطبيب لوقا وهذه حالة نادرة الحدوث جداً لكن يمكن أن تحدث فى بعض الحالات الشديدة الوطأة . وهذا ما قاله بعض الأساتذة المشهورين عن حالة يسوع عند الصلاة فى البستان (منهم وليم ادواردز – فلويد هوزمر) وغيرهم . الذين كتبوا عن موت يسوع المسيح الجسدى (جاما 21 مارس 1986 مجلد رقم 255 ، 11 صفحة 1455) ومع هؤلاء كتب أيضاً وسلى ). جيبل م . د. 2
بعد ما قبض على بسوع فى جثسيمانى بأمر رئيس الكهنة استهزأ به حراس الهيكل والشيوخ واستهزأوا عليه وضربوه بعد أن وضعوا عصابة على عينيه وسألوه "هل أنت ابن الله ؟ فقال يسوع لهم " نعم أنا هو ( لوقا 22: 70 ) ثم أخذوه إلى بيلاطس وكانوا يشتكون قدام بيلاطس قائلين أنه يضلل الشعب ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر قائلاً: أنه المسيح أنه ملك .
فلما علم بيلاطس أنهم أسلموه حسداً. قال لهم أنى لا أجد علة عليه ولما علم أنه من الجليل أرسله إلى هيرودس وقد فرح هيرودس لما رآه لأنه أراد أن يرى منه بعض الآيات لكنه لما سأل يسوع لم يجبه بشئ ولذلك استهزأ به هيرودس أيضاً والبسه ثوب أرجوان وأعاده إلى بيلاطس مرة أخرى. وقد أخبر بيلاطس رئيس الكهنة أنه لا توجد فيه علة للموت ولذلك قال لهم :"أنا أؤدبه وأطلقه" لكنهم جميعاً صرخوا إصلب هذا وإطلق باراباس فأعطاهم سؤلهم وأمر أن يجلد لأنه كان حقاً مشروعاً أن يُجلد كل من حُكم عليه بالموت وكانت الجلدات مضفورة من جلد وفى نهاية كل منها كرة صغيرة من الحديد أو قطع من عظام الخراف حتى حين يضرب الشخص تقطع اللحم البشرى فى الظهر والحقوين والأرجل
وكان الغرض من الجلد أن يضعف الضحية ليصل إلى حالة من الألم تسبق الإغماء أو الموت ثم فقدان الدم يقود إلى صدمة فى الدورة الدموية وهذا يبيّن كم من الوقت سوف يظل المعذب فوق الصليب . وهكذا بصق الرومان على يسوع وضربوه ووضعوا على رأسه إكليلاً من شوك . وقد بدأت تخور قوى يسوع حتى أنهم سخروا رجلاً قيروانياً ليحمل عنه الصليب وقد كان وزن ذلك الصليب أكثر من 300 رطل والخشبة الأفقية تزن من 75 – 125 رطل وكان يوضع على مؤخر العنق لكى يكون متزناً على ظهره ويسنده على كتفيه
كان الرومان يفضلون أن يدقوا المسامير فى أيدى الضحايا إلى الخشبة . وقد اكتشفت مسامير حديدية طولها7.5 بوصة و عرضها 8.3بوصةقد وجدوها قرب مدينة أورشليم وقد كانت تدق في المعصم وليس فى كف اليد .وقد كان ثقل الجسد المعلق على الصليب بالمسامير يثبت عضلات الجسم فى حالة الشهيق كما يسبب آلاماً مبرحة فى حالة الزفير لأن التنفس كان سطحياً ، وكان الزفير يتطلب رفع جسد المصلوب إلى أعلى واضعاً ثقله على الأقدام وبتحرك الكوعين ينتقل الألم إلى محور الأكتاف . لقد كان هذا الوضع يركز ثقل الجسد على كاحل القدم مما يجعل الآلام نارية وفوق هذا كان تحرك الكوعين يسبب دوران المعصم حول المسامير الحديدية التى فى اليدين مما يسبب آلاماً مبرحة مع تمزق الأعصاب المتوسطة.
وقد كان رفع الجسد يسبب حك لظهر المجلود وهذا بدوره سبب آلاماً مضاعفة لما يحتك الظهر بخشبة الصليب. أضف إلى هذا آلام العضلات المشدودة والذراعين المرفوعين ونتيجة لهذا كله كان كل جهد للتنفس يتحول إلى عملية مؤلمة ومجهدة تقود إلى الموت بالإختناق (جاما 21 مارس 1986 – مجلد 255 ، رقم 11 صفحة 146) وقد تصل حياة المصلوب عند البعض من 3 – 4 ساعات والبعض الآخر إلى 3-4 أيام . ويرجع هذا إلى مدى قسوة الجلد . وحين كان الجلد أقل قسوة كان الجنود الرومان يميتون المصلوب بكسر ساقيه من تحت الركبة وهكذا يموت المصلوب مختنقاً . وكذلك كانت عادة الرومان أن يأخذ واحد من الحرس حربة أو سيف ويطعن بها جنب المصلوب إلى القلب.
ويخبرنا إنجيل يوحنا "إن يسوع حين أخذ الخل قال: "قد أكمل" ونكس الرأس وأسلم الروح (يوحنا 19 : 30) وحتى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت . أمر بيلاطس أن تكسر سيقان المصلوبين فجاءوا وكسروا رجلىّ الرجلين اللذين صلبا معه . لكنهم لما جاءوا إلى يسوع وجدوه قد مات . وضرب واحد من العسكر جنب يسوع بحربة فخرج فى الحال دم وماء (يوحنا 19: 32-34)
إن الإدعاء بأن يسوع قد أغمى عليه ولم يمت على الصليب وبعد أن أفاق بسبب برودة القبر لأنه استرد وعيه وقوته بعد أن أصيب بصدمة جسدية شديدة هو فى الواقع إخفاء للحقائق . فماذا يقولون عندما طُعن بالحربة التى نفذت إلى قلبه . ألم تكن هذه كافية بأن تودى بحياته ؟ وماذا عن الحجر الذى دحرجه الذى كان يزن اثنين طن ثم ظهوره أربعين يوماً بعد القيامة وظل يظهر لكثيرين من أتباعه فى البلاد المقدسة . أن هذا حقاً أمر يدعو للسخرية !!
إننا إذا فحصنا بإخلاص هذه الحقائق التاريخية بما فيها قيامته لكانت كلها أكبر أدلة عن ألوهية المسيح يسوع ولأعطتنا رجاء أن يكون لنا حياة أبدية إن آمنا به حسب وعده الصادق .