منتصف الصوم . الصليب المفقود

منتصف الصوم .
الصليب المفقود
---------------

صراخ الناس يتعالى والأنين والتأفف نال من النفوس حتى الإنكسار ، ولا من يستفيق ! .
أمواج البحر تلاطم النفوس الفزعة . قِلَّة وجدت خشبة الخلاص ، والغرقى من حولهم لا يكترثون .
الصليب مفقود من حياة الكثيرين ، وتلك شهادة على سبب الضعف والتقهقر أمام النكبات والتجارب الصغيرة والكبيرة .
يتغنى البعض بالصليب انشودة يرنمونها لكنهم لايطيقون حمله ! . يؤمنون به شعاراً للكنيسة ، ولكنهم يتحركون خارج الكنيسة ، كا سمكة خارج الماء ، لذلك يختنقون عند التجربة والضيقات الحاصلة اليوم في اكثر من مكان . يصرخ الناس ويحتجون ويلومون الله على ماهم فيه .
لقد نجح الشيطان رئيس العالم ، في اقتناصهم . لقد سقطوا في فخاخه . وأذاقهم من كأس التجارب الإضطهاد والعوز والمرض والخوف ما يكفي ليمتلؤوا مرارة وبالتالي ترتفع صرخاتهم إحتجاجاً على الله والكنيسة عامة ! . وهكذا يضيع معنى الصليب في حياتهم ، ويبددوا ثماره من الصبر والتواضع والمحبة والغفران .
وتتعرى النفس من النعمة ، وينشغل الناس بأمور الأرض وبحقوقهم، ويفتر اهتمامهم بكنوز السماء .
اليوم ، ونحن نعبر دروب المشقات من كل نوعٍ لون ، الى حمل الصليب . والى ضرورة احتمال الضيقات و طول الأناة . وشكر الله على كل حال نحن فيه لأننا افضل كالٍ من إخوة لنا كثيرين يفتقرون لسقف يقيهم وبيت يأويهم وطعام يكفيهم .
ولا ننسى ، كي لا نفقد الرجاء والإيمان والثقة، أنه في وسط الظلم والإضطهاد والضيقات يصنع الله المعجزات ، وفوق كل جلجلة يتجلي للمسيح وبالصليب يكتمل مجده ،وبعد الموت عن هذا العالم يعلن الله القيامة فينا ويبزغ فجرالفصح ونعبر الى الضياء ونقوم .
الأب بطرس الزين 2015