ليس واضحاً لماذا ولكن ثمة تعليلاً يُعطى لعله مفيد ذكره.
ففي النصّ الإنجيلي ان البشارة حدثت بعد ستة أشهر من الحبل بالسابق.
أما الحبل بالسابق فاعتبر انه جرى خلال شهر أيلول (23 أيلول في سنكساراتنا).
في ذلك الوقت ظُنّ ان زخريا دخل الهيكل يوم الكفّارة.
فعلى هذه القناعة عُدّت البشارة في شهر آذار،
بعد ستة أشهر من ذلك، فيما حُسب عيد الميلاد بعد تسعة أشهر
من عيد البشارة، أي بعد الزمن اللازم بشرياً، للولادة.
هذا من ناحية.
من ناحية أخرى ثمة اعتقادات قديمة ربما
أثّرت في ان يُعيَّن الخامس والعشرون من آذار موعداً للاحتفال بالذكرى المجيدة ،
أو لعل تعيين البشارة في هذا اليوم أولد هذه الاعتقادات.
فلقد ظُنّ ان العالم خلقه الله في شهر آذار وانه في الخامس والعشرين منه
خدعت الحيّة حوّاء وطُردت وآدم من الفردوس.
هذا طبعاً في موازاة خلق العالم من جديد بكلمة الله المتجسّد
بدءاً من يوم البشارة وكذلك شفاء الطبيعة البشرية بطاعة مريم
واستعادة الاحشاء الفردوسية بسكنى الأقنوم الثاني للثالوث القدّوس
في بطن مريم البتول. كذلك سرت قديماً فكرة مؤدّاها انه في شهر آذار
جرى خروج الشعب العبري من أرض مصر وفي الخامس والعشرين منه
قام الرب يسوع من بين الأموات.
وقيل إن القيامة العامة والدينونة الأخيرة
سوف تحدثان في هذا اليوم أيضاً. هذه الفكرة،
فكرة التقابل بين السقوط والخلاص،
ذاعت بين الآباء وهي كذلك في التراث بعامة.