ايقونة الغسل.
ايقونة يونانية رسمها تيوفيلوس ،موجودة في دير الفصح،الجبل المقدس.
لسنا نقف امام هذه الايقونة عند اقدام الصليب متأملين فيه ،لكننا نقف مندهشين من وقوف السيد عند أرجل التلاميذ ليغسلها، من السهل جدا ان نقف نحن الضعفاء تحت اقدام السيد المعلق على الصليب ،لنتأمل سر محبته وتواضعه. انها نعمة الانسحاق العميق جدا للرب. رأينا السيد وسمعناه يتصرف باتضاع عجيب في كل المواقف، وها نحن نراه الآن وهو يغسل ارجل تلاميذه.
لنقراء ما كتبه الانجيلي يوحنا في وصف هذا الحدث .انه بحد ذاته درس تعليمي،تتكسر على عتباته كل مشاعر الكبرياء والعجب التي نحملها في ذواتنا .اما يسوعاحب تلاميذه حتى المنتهى.ضرب السيد المسيح مثالا لا يخطر على البال لكي نقتفي اثر خطواته. قال للتلاميذ اعطيكم هذا مثالا.
في هذه الايقونة نرى مقعدا قليل الارتفاع داخل المنزل حيث يحاول التلاميذ ان يحلوا سيور أحذيتهم. يقف المسيح من الجهة اليسرى امام بطرس مؤتزرا بمنديل عند حقويه. كما نرى بطرس يمد رجله اليمنى العارية حتى الركبة. بينما يرفع يده نحو جبهته في علامة اندهاش وتعجب من تواضع المسيح ،قائلا : ليس رجلي فقط بل يدي ورأسي ايضا .وكما نرى يسوع منحني الظهر دلالة على تواضعه، ينظر الى تلاميذه وكأنه يقول لهم :
إفعلوا انتم ايضا لبعضكم ما فعلته انا بكم . السيد يمسك بيديه رجل بطرس وينشفها بالمنديل بعد ان غسلها بالماء. يرتدي فقط اللون الاحمر ،إنه الاله الذي تنازل بتحننه ليخلص الانسان، وأخذ طبيعتنا البشرية ليؤلهها، إنه الكائن منذ الازل. نرى ذلك من خلال الهالة النورانية الموجودة حول رأسه. اما التلاميذ الاخرون فنراهم مندهشين يسائلون بعضهم البعض عن هذا التصرف، مستغربين ما معنى ان يغسل السيد ارجلهم. وكما نرى في اعلى البرج وراء التلاميذ قماشة باللون الاحمر دلالة على خيمة الاجتماع حيث كان الله يقابل شعبه في العهد القديم.
صوم مقبول للرب واسبوع عظيم مقدس لكم .
غدا انشالله ايقونة العشاء الاخير او السري.
لنتأمل يسوع بتواضعه ومحبته لنا ولنتعظ من كل شيء قدمه لنا الرب .