كيف يوضع الله فى القبر ؟
ومن كان يدير العالم وقتئذ؟
سؤال اخر يحير الكثيرين كيف يكون الله الذى يملأ السموات والارض
الذى لا يحده شئ موضوعا داخل قبرا مغلقا؟
الجواب
+ان الذى وضع فى القبر هو جسد السيد المسيح المتحد بالاهوت ،
ولكن فى نفس الوقت لاهوته يملأ الوجود كله ولا يحده قبر ولا ابواب ويدير العالم كله.
وهناك تشبيه ذكره لنا نيافة الانبا بيشوى وهو:
ان اى شخص له جهاز تليفزيون فيه الصورة والارسال .
ولكن الارسال مالئ الكون المحيط به بحيث يمكن ان يستقبل نفس الارسال شخصا اخر
فى اى مكان فى العالم وهو نفس الارسال
فبرغم ان الارسال مالئ الاجواء العليا فى العالم
الا انه يمكن ان يستقبل فى جهاز صغير بكل تفاصيله واحداثه وكلماته.
مع فارق التشبيه طبعا الا ان ..
++السيد المسيح عندما تجسد فى بطن العذراء اتحد اللاهوت بالناسوت المحدود
وفى نفس الوقت كان اللاهوت يملأ الوجود كله ولا يحده مكان.
فاذا كان ارسال التليفزيون من الممكن ان يملأ الاجواء فى العالم كله
ولا نتعجب من استقباله فى جهاز صغير فى البيت!!
هل نتعجب ان لاهوت السيد المسيح يملأ الوجود كله
وفى نفس الوقت تستقبله العذراء مريم متجسدا فى بطنها بسر لا ينطق به ومجيد.
وفى نفس الوضع عندما كان المسيح فى القبر وهو نفسه قال
" ليس احد صعد الى السماء الا الذى نزل من السماء ابن الانسان الذى هو فى السماء"
(يوحنا3 :13 ) . اى ان لاهوته يملأ السماء والارض.
فالله غير محدود ولكن يجب علينا الا نحده نحن بعدم محدوديته ..
فالله هو القادر على كل شئ حتى ان كان هذا الامر فائق التصور لعقولنا نحن المحدودة.
وهو الذى قال " عظيم هو سر التقوى الله ظهر بالجسد"
فقال لنا ( سر ) ليس سر هنا بمعنى انه للكتمان انما انه امر فائق للتصور البشرى
انما حكمة الهية فائقة تأخذ جسدا محدودا ظاهرا ليعلن لنا الغير محدود
لأجل خلاصنا وعودتنا نحن الخطاة لحضن الآب وليصالح فى جسده
هذا الذى يحمل الطبيعة البشرية (الارضيين ) الذى يحمل ايضا الطبيعة الالهية
ليصالح بهم الله ويزيل كل فاصل بينهم قد وضعته الخطية
ويصالح الارضيين مع السمائيين