أفـــراح القيامــــة
إخريستوس آنستى ... أليثوس آنستى المسيح قام .. بالحقيقة قد قام " ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب " [ يو 20 : 20 ] عطــايا القيــامـة :
القيامة أعطتنا الكثير والكثير ... فمن خلالها :
1 – تخلصنا من سلطان الخطية :
+ فصرنا بالقيامة نهتف : " إذ قد تبررنا بالأيمان ، لنا سلام مع الله ، بربنا يسوع المسيح " [ رو 5 : 1 ] .. " نحن الذين متنا عن الخطيئة ، كيف نعيش بعد فيها .. إن إنساننا العتيق قد صلب معه [ بالمعمودية ] ، ليبطل جسد الخطيئة كى لا نعود نستعبد أيضا للخطية ، لأن الذى مات قد تبرأ من الخطية " [ رو 6 : 2 ، 7 ] ... ولهذا يوصينا الرسول قائلا : " احسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطية ، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا . إذا ، لا تملكن الخطية فى جسدكم المائت ، لكى تطيعوها فى شهواته ، ولا تقدموا أعضائكم آلات إثم للخطية ، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات ، وأعضاءكم آلات بر لله ، لأن الخطية لن تسودكم ، لأنكم لستم تحت الناموس ، بل تحت النعمة " [ رو 6 : 11 – 14 ] وهكذا صار هتاف المؤمنين : " إذا لا شىء من الدينونة الآن ، على الذين هم فى المسيح يسوع ، السالكين ليس حسب الجسد ، بل حسب الروح " [ رو 8 : 1 ] ..
2 – وبالقيامة تتجدد الطبيعة مرة أخرى : القيامة هى سر تجديد الإنسان، فلولا فداء المسيح لنا على عود الصليب، وقيامته من بين الأموات، لما كان من الممكن أن يعود آدم إلى صورته الأولى، التى خلقه الله عليها، بل حتى إلى صورة أفضل كثيراً وبلا حدود، صورة الجسد النورانى الذى سنسكن به فى ملكوت السموات.
وعادت إلينا الصورة الإلهية :
+ وفى هذا يحدثنا العظيم أثناسيوس عن ذلك الملك القدير ، صاحب الأبن الوحيد ، الذى طلب من الفنان الملهم أن يرسم صورة لأبنه المحبوب ، يتذكر بها إبنه فى غيابه . فرسم الفنان صورة ممتازة للأبن الوحيد ، تحمل ملامحه تماما . ثم جاء أحد الخدام بالقصر ، وشوه الصورة ، وأزال ملامح الوجه .
فطلب الملك من الفنان أن يعيد الصورة إلى أصلها . فطلب الفنان من الملك عودة الأبن الوحيد مرة ثانية ؛ ليتمكن من رسم الصورة . ولما جاء الأبن الوحيد ، اقترح الفنان على الملك ، أن يمزق الصورة القديمة ، ويرسم له أيقونة جديدة تماما . لكن الملك رفض طالبا ترميم الصورة القديمة ، لما تحمله من ذكريات فى قلبه ، وقد كان .
تم ترميم الصورة فعادت كما كانت تماما ... الملك هو الله الآب ، والأبن الوحيد هو رب المجد يسوع ، والفنان الملهم هو الروح القدس ، والخادم الذى شوه الصورة هو عدو الخير ، والصورة هو الإنسان ، وعودة الأبن الوحيد هو إشارة للتجسد ، وترميم الصورة دون تمزيقها علامة رغبة الله فى تجديد الصورة الإلهية فى آدم ، دون إماتته وخلق آدم آخر غيره . وهكذا بالمعمودية أخذنا تجديد طبيعتنا التى فسدت وذلك بعمل الروح القدس .
++ وهكذا عبر لنا القديس أثناسيوس عن تجديد الصورة الإلهية فينا ، وما استلزمه ذلك من تجسد وفداء ، وموت وقيامة .
3 – بالقيامة رجعنا إلى الفردوس :
أى إلى العضوية المقدسة فى جسد المسيح : الكنيسة ؛ وإلى شركة حية مع الله وملائكته وقديسه ، وإذ انشق حجاب الهيكل ، انفتح قدس الأقداس ، ودخلنا إلى شركة السمائيين . فكلمة " هيكل " = المكان الذى صار سماءا .. وهكذا صارت الأفخارستيا خبزا سمائبا ، يهب حياة للعالم ، وصارت الكنيسة بيتا للملائكة ، حيث التسبيح الدائم ، وصار الإنسان إبنا لله ، ووريثا للملكوت العتيد .
وتجديد الإنسان يتم من خلال 4 ركائز :
+ تجديد الطبيعة بالمعمودية : وفيها تتجدد طبيعة الإنسان كله، بالروح القدس، ويصير لنا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله، بعد أن نخلع بالمعمودية الإنسان العتيق، وهكذا يصير الإنسان "طاهراً كله" بحسب تعبير السيد المسيح نفسه، فى حديثه لمعلمنا بطرس فى خميس العهد.
+ تجديد السيرة بالتوبة : إذ أننا - بعد المعمودية - نخطئ كثيراً، ويكون من واجب الإنسان، وبحرية إرادته، أن يجتهد فى إماتة الإنسان العتيق والطبيعة القديمة، وذلك بالتوبة المستمرة والاعتراف، برهاناً على اختياره الحرّ للحياة مع الله، ورفضه الخضوع للإثم والشيطان.
+ الثبات فى المسيح والنمو بالعشرة : إذ أن الإنسان الجديد الذى نلبسه فى المعمودية، "يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ" (كو 10:3)، ويتغير من مجد إلى مجد، ليصل إلى الصورة المباركة، التى أرادها الله له. وهذا التجدد اليومى، الذى يتخلص فيه الإنسان من الخطايا، ويقتنى - بالجهاد والنعمة - ثمار الروح، يتم بالعشرة المقدسة، ووسائط النعمة: كالتناول، والقراءة فى كلمة الله والكتب الروحية وحضور الاجتماعات الكنسية، والصوم، والخدمة... الخ.
+ تجديد الجسد بالقيامة : حين نخلع الجسد الترابى، ونلبس الجسد النورانى، الروحانى، السمائى، الممجد، الذى به نملك مع الله فى أورشليم السمائية إلى الأبد، بغير خطية ولا فساد ولا موت، بل فى قداسة وفرح وشركة مع الملائكة والقديسين، فى خلود أبدى.
هذه هى مراحل أو ركائز التجديد، بحسب المفهوم الكتابى والكنسى، والتسليم الآبائى الأرثوذكسى... لنعيِّد مع مسيح القيامة عيداً مفرحاً، نتهلل فيه بتجديدنا بقوة روحه القدوس، وعمل نعمته، وأمانة جهادنا.
4 – بالقيامة سقط الشيطان الذى أذل الإنسان :
+ إذ رآه الرب : " ساقطا مثل البرق من السماء " [ لو 10 : 18 ] ، معطيا وعدا لنا : " قاوموا إبليس فيهرب منكم " [ يع 4 : 7 ] ، " وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا " [ رو 16 : 20 ] ، ولم يعد فى مقدور الشيطان أن يفرض نفسه على الإنسان ، بل هو يقدم مجرد عرض ، صورا من الخطيئة والفساد ، وللإنسان سلطان بالمسيح أن يطرده قائلا : " إذهب عنى يا شيطان " [ متى 16 : 23 ] ، مستمد القوة ممن سحق الشيطان تماما ، وأشهره جهارا .... الرب يسوع .
5 – بالقيامة انهزم الموت إلى الأبد :
+ إذ صار الإنسان إبنا لله ، ووريثا للملكوت ، وصار الموت الجسدى معبرا إلى الخلود ، وطريقا إلى الأبدية السعيدة . ولهذا أحب القديسون الموت ، وسعوا إليه واشتهوه إشتهاء ، " لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح " [ فى 1 : 23 ] ، وبعد أن كان الموت علامة انهزام للبشرية ، جاء رب الحياة مانحا الخلود للبشر .
6 – واتحد الإنسان بالله :
+ إذ صار الإنسان بالفداء والقيامة " شريكا للطبيعة الإلهية " [ 2 بط 1 : 4 ] ، بمعنى أنه صار إبنا لله ، بالتبنى وليس بالطبيعة ، إن الأنسان لن يكون شريكا فى الطبيعة الإلهية ، فالله يظل هو الله ، والإنسان يظل إنسانا ، ولكن المؤمن بالمسيح سيكون شريكا لله ، أى بالنعمة والعشرة والحياة والعمل ، إذ يتنازل الله ويضمه إلى حضرته ، ويسكنه فى ملكوته ، بعد أن جعله هيكلا لسكنى الروح القدس
فما أعظم الكرامة التى نلناها بالفداء والقيامة ، إذ صرنا :
أبناء الله .. وشركاء الطبيعة الإلهية .. وورثة الملكوت العتيد !!!
+ + +
عيـــد شـم النسيم
هو واحد من أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن.
تاريخ : وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات ، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو " وهى كلمه مصريه قديمه ترجمتها ( بساتين الزروع ) وتنطق (شمو النسيم ) شمو بمعنى بستان . سيم بمعنى الزروع مع علامتى الاضافه والجمع .
وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون.
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
++ وعندما غطت المسيحية ربوع مصر كلها ، كان عيد شم النسيم يأتى داخل أيام الصوم الكبير ، لذا رأى المصريون ترحيل الأحتفال بعيد شم النسيم ليكون بعد عيد القيامة مباشرة لما لهذا العيد من دلالات روحية مرتبطة بقيامة المخلص ... كما سنرى :
اولا : كانت قيامة السيد المسيح له كل المجد فى بستان .. لان القبر كان منحوتا فى صخره داخل بستان .. وقد ظنت مريم المجدلية أنه البستانى ..
ثانيا: ظهر بعد ذلك لتلميذاى عمواس وكانا مسافران من بين الحقول ومشى معهم دون ان يعرفوه
ثالثا : ظهر للتلاميذ على شاطئ بحر طبريه اكثر من مره واوصاهم ان يرعوا خرافه
لذالك يخرج الاقباط الى كل هذه الاماكن لان السيد المسيح له كل المجد ظهر بعد قيامتة من بين الاموات فى هذه الاماكن ... لنستشعر وجود السيد له المجد معنا كما ظهر للتلاميذ ....
نصل الى التقاليد التى تسلمناها من الاجداد الاولين فى المأكولات :
+ يأكل الناس البيض : فالبيضه محكمة الغلق ويكون بداخلها كائن حى . عندما يخرج لا يحتاج الى من يخرجه او لمن يفتح له فهو يشق بمنقاره الصغير جدار البيضه السميك ويخرج دون ان يعلق به شيئ من القشرة التى ّاوته لفتره . وفى ذلك إشارة إلى ان المسيح الميت داخل القبر كان حيا ( لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفة عين) رغم القبر المغلق والمحكم القفل والحجر الموصد على الباب والمختوم بختمين احداهما لبيلاطس الوالى والاخر لقيافا الحبر الاعظم . والحرس الموجود خارج القبر . رغم كل هذا فقد كان داخل القبر كائن حى (لانه بالموت داس الموت) . فالبيض يرمز الى القبر و الحياة التى كانت داخل القبر وهذا عكس الطبيعه لانه لا يوجد قبر منذ تأسيس الخليقه يوجد به حياة إلا قبر الخالق وحده السيد المسيح
+ السمك الذى نأكله فى يوم شم النسيم ومدلولاته : كان من بدايه انتشار المسيحيه انهم يأكلون السمك المشوى على جمر كما حدث وأكل السيد المسيح له المجد مع تلاميذه عندما ظهر لهم على بحيرة طبريه
+ أما السمك المملح : فالملح يرمز الى لاهوت المسيح الذى حفظ الناسوت. (اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحده ولا طرفة عين ) ويشير الى المسيح المائت المقبور الحى غير الفاسد
+ والان يأتى دور البصل الاخضر الذى يرمز هو الاخر الى الصلب والموت والقبروالحياة فالبصل ينموا داخل التربه ولا يحيا إلا من خلال الدفن فهو ينمو مدفون تحت التربه لا فوقها فهو مدفون لكنه حى ويعلن عن حياته بأوراقه الخضراء التى تظهر فوق الارض . وهذا يعطينا رمزا للقبر الذى نزل فيه السيد المسيح المدفون به والغائب فيه عنا حى متحرك . حقا كان مدفونا داخل القبر لكنه حيا لم يقوى عليه الموت .
والأعشاب الخضراء مثل الخص والملانة ... تشير إلى النضرة والفردوس والحياة الجديدة التى ننعم بها .
الثلاثاء أبريل 14, 2015 8:42 am
