قصة اليوم : ما جاءَ بكَ الى هنا ؟
رأيت رجل كبير تجاوز السبعين من عمره يبكى في الكنيسة، اقتربت منه وسألته : ما بك يا أبي، ما هذه الدموع أيوجد شيء يؤلمك ؟؟فنظر إلي قائلاً : لا يا ابنتي لا يوجد شيء يؤلمني فجراحي لا تؤلم ولكنها تُبكي. فسرحت للحظة في جراحه التي تُبكي ولا تُؤلم، وسألته أتريد أن أساعدك في شيء ؟ اجاب: نعم يا ابنتي اجلسي أريد أن أحدثك.فجلست وقلت له: تحدث يا أبي ؟ قال: اذكريها ثانيةً ... ماذا يا أبي ؟؟؟ تريد أن اذكر ماذا ثانيةً ؟كلمة أبي، أريد أن أسمعها يا ابنتي، ردديها كثيراً أرجوكِ فقد حُرمت منها كثيراً. فسألته أليس لك أبناء ؟يا ليت يا ابنتي ليس لي ...كنت سأصبح أفضل من هذا، لي ابن ولكنه بعيد كل البعد عني، لا يذكرني، إنه مشغول بملاهي العالم وابنائه وحياته ونسي أن له أب كبير يحتاج الى رعايته. كل يوم أجلس منتظراً أن يأتي إلي أن يسأل عني، ويمر الوقت ولا يأتي ولكني كل يوم انتظره لعله يأتي.
أذكر يا ابنتي عندما كان صغيراً كنت أخشى عليه دائماً ومن أبسط الأشياء، فعندما يبكي كان قلبي يعتصر ألماً، وإن ضَحِكَ أرى الدنيا كلها تضحك وأنسى همومي كلها، وعندما يمرض، أجلس بجواره حتى يشفى تماماً. أتعلمي يا ابنتي، كنت مريضاً في الفترة الاخيرة ولم أقوى على الذهاب الى الكنيسة او الذهاب الى الطبيب. ذهب جاري ليبلغه بمرضي، ففرحت وانتظرت أن يأتي ولكنه لم يأتى حتى اليوم، واليوم بعد شفائي ذهبت إليه ... اتعلمي ماذا فعل؟! تركني أنتظر وأخبرتني مديرة أعماله بأن لديه اجتماع وجلست انتظر وانتظر حتى خرج. أتعلمي ماذا قال لي حين رآني ؟؟ سألني ما جاء بك الى هنا ؟ وقبل أن أجيب تركني وتحدث الى موظفيه. فخرجت وجئت الى هنا، الى بيت أبي لأبكي، ولكن ليس من المرض أو الألم الجسدي، ولكن لأبكي من جراح قلبي. جراح لا تؤلم ... ولكنها تبكي.
فنظرت إليه وقلت له: لا تبكى يا أبي فأنا ابنتك وكل من حولك هنا أبنائك، إن احتجت شيئاً أخبرنا وستجدنا بجوارك. وتركته بعد أن نظر إليّ باسماً.
ما هذا أيوجد أبناء بهذا الجحود والنكران ؟ لماذا ؟ دعوة الى كل ابن وابنة، الاب والام أغلى ما فى الحياة، لا تتركوهم وتذكروا قول الكتاب المقدس "أكرم أباك وأمك".
لو رايتم هذا الرجل ودموعه، لبكيتم متألمين من حاله. وتذكروا إن ما تفعلون بهما سيفعله بكم أولادكم لاحقاً.
سيأتى الحصاد يوماً، فكيف سيكون حصادكم ؟