قصة اليوم : لا تكره شراً، لعلّه خيراً!
هنري شاب هُمام، تحالف عليه الفقر والبؤس. فاضطره الفقر الى ترك الدرس للعمل وهو في سن الـ16 سنة؛ أما البؤس فلأن والده لا يحتمل رؤيته، فهو يركله كل صباح برجله ويأمره بمغادرة البيت.
أسلم هنري أمره الى الله، متكلاً على رحمته، مستسلماً لتدبيره : لا يحفظ لوالده ضغينة، ولا يتذمّر من الحياة شاكياً. ويوماً فكّر قائلاً في نفسه: "لماذا أضيّع الوقت كل صباح جالساً على حجر قرب البيت في انتظار ساعة العمل؟ أليس الأفضل أن أذهب الى كنيسة قريبة وأحضر الذبيحة الإلهية على نية صديقي الذي يستعد للكهنوت؟".
وهكذا كان! ولم يمضِ زمن طويل، حتى شعر هنري بأن الله يدعوه أيضاً الى الكهنوت. وهو اليوم كاهن ممتاز يضحي بحياته في خدمة الفقراء والبؤساء في فرنسا.
لا نَخَفْ الظروف مهما قَسَت! لأن لنا في السماء أباً حنوناً لا يهملنا، وربًّا جباراً يستطيع أن يستخلص من الشر خيراً. "وما المصائب والبلايا، إلا ظلّ يديه الممتدتين لمعانقتنا" كما يقول طومبسون. فإذا نحن جعلنا فيه ثقتنا، وآمنّا بأبوّته، وصبرنا شاكرين على افتقاده، وجدنا فيما بعد، أن ما احتملناه، ليس شيئاً بإزاء ما هيّأه الله لنا من مكافأة.
"كمن تعزّيه أمه، كذلك أعزيكم أنا، يقول الرب" (أشعيا 51 : 12)