قصة اليوم : علاج ناجع
وقع خلاف بين معاوية وعبدالله بن الزبير، في شأن قطعة من أرض. فكتب عبدالله يهدّد ويتوعد معاوية. وأراد معاوية أن يأخذ رأي ابنه يزيد، فأطلعه على الرسالة. وإذا بابنه يشير عليه : "أرى أن تبعث الى ابن الزبير جيشاً يكون أوّله عنده وآخره عندك، يأتونك برأسه!".
ولكن معاوية كتب الى ابن الزبير: نزلت عن أرضي لك، فأضِفها الى أرضك، بما فيها من العبيد والأموال!".
وإذا بابن الزبير يكتب متواضعاً شاكراً وداعياً لمعاوية. فسلّم معاوية الى ابنه رسالة ابن الزبير ليقرأها ثم قال له: "يا بنيّ! من عفا ساد، ومن حَلُم (كان رحب الصدر) عَظُم ومن تجاوز(صفح) استمال اليه القلوب. فإذا ابتليتَ بشي من هذه الادواء، فداوه بمثل هذا الدواء!".
لا أثمن منها نصيحة، ولا أعظم وسيلة لاستمالة القلوب ونشر المحبة والوئام. فخيرات الأرض لم يخلقها الله لتكون سبب العداء والتباغض والإيذاء؛ إذ ليس في شيء من هذا ربح للمعتدي، ولا فائدة للمُعتدى عليه. فالمعتدي لن يهنأ بما أخذه ظلماً وبالقوة لأن الله فوق الجميع ويده على الجميع؛ ولا المظلوم يربح إن هو لجأ الى العنف: لأن العنف يولّد العداوة والأحقاد وطلب الثأر.
"الصلح سيّد الأحكام" هذا ما يقوله العرب، والمعنى أن التفاهم والوفاق وحدهما يوصلان الى السلام والمحبة. وهذا ما أراده المسيح حين أمر : "أحبوا أعداءكم". فالمحبة وحدها تجعل من الأعداء أصدقاء محبّين!