صلاة الختن:
اللقاء بالعريس والاتّشاح بالنور
من عشيّةِ أحد الشّعانين وحتّى عشيّة الثّلاثاء
++++++++++++++++++++++++++
الختن كلمة سريانية تعني العريس.
تأتي تسميةُ "صلاةِ الخَتَنِ" مِن مَثَلِ العذارى العَشْرِ الّذي يتكلّمُ فيه المسيحُ
عن عُرسٍ رُوحِيٍّ يأتي فيه الخَتَنُ (العريسُ) في نصفِ الليل،
وتكونُ بعضُ العذارى مستعدّاتٍ لاستقبالِهِ بالمصابيح،
بينما تكون الأُخرَياتُ غيرَ مستعدّاتٍ، فَيُترَكْن، تالِيًا، خارجَ وَلِيمةِ العُرس
(مت 1:25-13).
من هنا ترتّل الكنيسة:
" هاهو ذا الختن يأتي في نضف الليل، فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا..."
إبتداءً من عشيّةِ أحد الشّعانين وحتّى عشيّة الثّلاثاء العظيمِ المقدَّس،
تَلحَظُ الكنيسةُ الأرثوذكسيّةُ خدمةً خاصّةً تُعرَفُ بِخدمةِ الخَتَن (العريس)،
حيثُ نُنشِدُ، في كُلٍّ مِن العشيّاتِ الثّلاث صلاةَ السَّحَرِ الّتي لِليَومِ التّالي.
صُورةُ "الخَتَن" تُشِيرُ جَلِيًّا إلى حميميَّةِ محبّةِ المسيحِ لَنا جميعًا،
إِذْ يُقارِنُ الرَّبُّ ملكوتَ اللهِ بِخِدرٍ عُرْسِيّ.
وفي تقليدِنا الآبائيّ أنَّ لهٰذا المَثَلِ علاقةً بالمجيءِ الثّاني للمسيح.
وبهٰذا المعنى، يُعَلِّمُنا مَثَلُ العذارى العَشْرِ أنّنا بحاجةٍ إلى السَّهرِ والتأهُّب الرُّوحِيَّين،
بِحَيثُ نتمكَّنُ من حفظِ الوصايا وتقبُّلِ بَرَكَةِ الاتّحادِ مَع الله في هٰذه الحياةِ وفي الدّهرِ الآتي.
لذلك حذرتنا الكبيسة في الترنيمة من أن نستغرق في النوم حتى نلقى المسيح.
وبالعودة إلى المثل، نلاحظ أن العاقلات دخلنَ وحدهنَ إلى العرس .
وهنا يقوى معني اللقاء والإتحاد بالمسيح، لنسمع في ترتيلة أخرى:
" إنني أشاهد خدرك مزينًا يا مخلصي "
الخدر هو المخدع الزوجي، وكلّ نفس مؤمنة تسأل أن تصير عروسًا للمسيح،
ولكن هل نحن حقًا نلبس لباس العرس؟
فتكمل الترتيلة:
" ولست أمتلك لباسًا للدخول إليه فأبهج حلة نفسي يا مانح النور وخلّصني "
كما أتى في مثل عرس ابن الملك (مت1:22-14)
فالنفس المتواضعة تسأل الله أن يلقي عليها الحلّة لتدخل إلى العرس