بِعْتُ نفسي، بِعْتُ قلبي لكِ يا عذرا السّماء
وشبابي ثمّ حُبّــي ربّتي هلْ مِن جزاء؟
كنتُ في وادي دُموعي سائحاً كالغُرباء
حينما جال بفكري منكِ يا عذرا الشِّفاء
تاهَ قلبي في رفيقٍ ليس فيه مِنْ رجاء
تاه قلبي في طريقٍ كـان جهلاً وغباء
زال عُمري في صِعابٍ قد أبتْ أيَّ انتهاء
زالَ عمري في اضطرابٍ حُلْوهُ مرٌّ سواء
أُنظري أمِّي لحالي ما لها غيرُ دواء
قدْ أُصيبَتْ بانحلالٍ وانكسارٍ في العِداء
أرفعُ الأيدي إليكِ خافِضَ الجفنِ حياء
أرفعُ القلبَ إليكِ فاغرسي فيهِ النّقاء
أبعِدي عنّي قُنوطي إذْ ما فيهِ أيُّ رجاء
وانشليني من هُبوطي خلِّصيني مِنْ قضاء
إرحميني يــا حنونه أنتِ أُمُّ الرُّحماء
وامنحيني منكِ معونه إنَّني نسلُ حوّاء
قلتِ يوما يا بتولا أشْبَعي العُوزَ عطاء
فاجعلي منّي رسولا يرتوي منّي الظّماء
***
لذَّ لي وصفُ بهاكِ بوفــاءٍ لا ريــاء
لذّ لي وصفُ سناكِ خالقي! أيُّ سناء!
قمرٌ فوقَ النُّجومِ أنتِ في رحْبِ الفضاء
يُبْدِلُ صُبْحَ الهمومِ يُبْدِلُ الظُّلــمَ ضِياء
أنتِ بدرٌ قدْ تلالى واعتلى كيفَ يشاء
أنتِ نجمٌ قدْ تعالى فوق أَفلاكِ السماء
أنتِ حُسْنٌ قد هواهُ كلُّ مَنْ حبَّ البهاء
أنتِ حبٌّ قدْ شداهُ كلُّ شِعرِ الشُّعراء
***
مَعْكِ يا عذرا تداعتْ كلُّ أسوارِ العِداء
مَعْكِ يا عذرا تلاشتْ كلُّ عَقَباتِ الشَّقاء
صِرْتِ تِرياقَ سُمومي شافِياً بعد العناء
صِرْتِ طِبّاً لكُلومي صِرْتِ للقلبِ عزاء
هِمْتُ في الأرضِ وحيدا لا مُجيرٌ لا ولاء
هِمتُ في الأرضِ سعيدا بعدَ حبٍّ ولقاء
جدَّدَتْ فيَّ حياتي أصْلَحتْ كلَّ انحناء
ها أنا بعدَ صلاتي فاضَ قلبي بالهناء
أُنْظُري ورداتِ قلبي قدْ أُعِدَّتْ في إناء
إنّها رمزٌ لحبّي فاقبليها عن رضاء
***
أنتِ ليْ خيرُ سميعٍ فاسمعي مِنّي الدُّعاء
أنتِ لي خيرُ شفيعٍ فاشفعي بي في السّماء