يروي أحد أبناء الشيخ يوسف الهدوئي،
الأب خرالمبوس الذيونيسياتي القصة التالية التي حصلت مع شيخه يوسف
عن قوة صلاة المسبحة:
" كان للشيخ يوسف قريبة له في العالم، يحبها كثيرا رغم أن حياتها لم تكن جيدة،
أخبروه مرة أن قريبته ماتت بطريقة سيئة فقد أظهرت حركات غريبة
وتفوهت كلمات بذيئة ثم لفظت أنفاسها الأخيرة وهي في هذه الحالة،
عندما سمع الشيخ بذلك أخذ يبكي حتى أني ( الأب خرالمبوس) استغربت شدة بكائه ورهافته.
ولما علم ما يدور في ذهني قال لي:
"يا بني أنا لا أبكي لأنها ماتت، بل لأنها ذهبت إلى الجحيم".
وبعد ذلك اليوم انصرف الشيخ يوسف إلى الصلاة والصوم من أجل قريبته هذه،
وبعد أيام رأيته فرحاً جداً، فسألته ما الأمر أيها الشيخ؟.
سأقول لك يا بني. في الأيام القليلة الماضية لم أتوقف عن الصلاة والصوم بدموع من أجل قريبتي الصغيرة تلك. واليوم شاهدت رؤيا عجيبة سارة. ففيما كنت أصلي، رأيت قريبتي إمامي تناديني بابتهاج كبير:
"اليوم هو يوم خلاصي، اليوم نجوت من الجحيم، اليوم أذهب للفردوس"
وفجأة رأيت في الوقت ذاته، الأب المغبوط جاورجيوس،
إنه قديس معاصر،كان مصرا على أن يخرج إن أمكن جميع الخطأة من الجحيم،
فكان يقدس كل يوم، ويذكر آلاف الأسماء، وطوال النهار يقرأ التريصاجيون وصلوات الأموات .
فعندما رأيته أمامي قال لي بإعجاب:
"يا للعجب! لقد اعتقدتُ حتى اليوم أن الموتى يخلصون بالقداديس والذكرانيات فقط.
ولكنني الآن رأيت وأدركت أنه بالمسابح أيضاً يخلص من هم في الجحيم".
وعاد وقال بتعجب:
"بالمسابح أيضاً يخلص العالم.." .
يقول الشيخ يوسف بواسطة هذه الرؤيا،
علمت أن قريبتي قد نجت،
ولكن الله بين لي قوة المسبحة، التي يمكنها أن تخرج نفوساً من الجحيم أيضاً.
من كتاب الشيخ خرالمبوس الذيونيسياتي (1910 حتى 2001 )
كتاب جديد من ترجمة دير راهبات السيدة – بلمانا / طرطوس