"يا مسيحي ... شيئاً واحد أريد ، شيئاً واحد أتمنى ،
و شيئاً واحد أطلب ، أن أكون معك "
يجب أن نحب المسيح و أن يكون رجاءنا الوحيد و اهتمامنا الأوحد. لنحب المسيح من أجله هو فقط ، لا من أجل أنفسنا أبداً. فليضعنا حيث يشاء ،و ليمنحنا ما يشاء.
نحن لا نحب المسيح من أجل عطاياه ، فمن الغرور أن نقول :
" سوف يضعني المسيح في منزل جميل ، سبق و أعده لي "
كما يقول في الإنجيل :
"في منزل أبي منازل كثيرة ... حيث أكون أنا هناك تكونون أنتم أيضاً " ( يو 14 : 2-3) ،
إن الصحيح هو أن نقول :
" يا مسيحي ، ليكن كما تشاء محبتك . يكفيني أن أعيش في محبتك "
عندما كنت مريضاً جداً ، و مزمعاً على الذهاب الى الأخدار السماوية ، لم أشأ أن أفكر بخطاياي .
أردت أن أفكر بمحبة ربي ، و مسيحي ، وبالحياة الأبدية .
لم أشأ أن أشعر بالخوف . أردت أن أذهب الى الرب و أفكر بصلاحه و محبته .
و الآن إذ إقتربت نهاية حياتي ، لا أشعر بالقلق و التأنيب ،
بل أفكر بأنني عندما أمثل بالمجئ الثاني ، ويقول لي المسيح :
" يا صاحب ، كيف دخلت الى هنا و ليس عليك لباس العرس ؟" ( متي 12:22 ) ،
سوف أحني رأسي و أقول : " كما تشاء يا ربي ، كما تشاء محبتك .
أنا أعلم أنني غير مستحق . أرسلني أينما تشاء محبتك ، إنني أستحق الذهاب الى الجحيم .
إن وضعتني في الجحيم ، يكفيني أن أكون معك ، شيئاً واحد أريد ، شيئاً واحد أتمنى ،
و شيئاً واحد أطلب ، أن أكون معك ، أينما و كيفما تريد أنت " .
هذه الأمور التي تشغلني . إني أحاول أن أجد طرقاً لكي أحب المسيح . هذه المحبة لا تشبع . بقدر ما تحب المسيح ، بقدر ما تظن أنك لا تحبه ، و تشتاق أكثر و أكثر إلى محبته . و هكذا بدون أن تفهم كيف ، تسمو عالياً ، عالياً!
شذرات روحية من كتاب الشيخ بورفيريوس الرائي (سيرة و أقوال )