لماذا نستخدم نحن إشارة الصليب ؟!
الصليب ليس هو مجرد علامة أو اشارة بل هو أعمق من ذلك بكثير ، فهو يحمل صفة شخصية ملازمة للمسيح . كما يعّرفه الملاك لمريم المجدلية ومريم الأخرى : " فإنى أعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب " (مت28: 5) .
وكما يقول معلمنا بولس الرسول : " ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . " (1كو1: 23) .
اذن فعملية الصلب لم تكن حادثاً وانتهى بل هى حادثة استعدت لها كل الأزمنة السابقة وحملتها كل الأجيال اللاحقة مثل باب حى مفتوح للخلاص والعبور الى الملكوت المعد .
ولا زال المصلوب يحمل فى يديه ورجليه جروح الصليب حتى هذه الساعة . ويوضح لنا سفر الرؤيا ذلك : " ورأيت فإذا فى وسط العرش والحيوانات الأربعة وفى وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح ... ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف . قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. " (رؤ5: 6 ،11، 12)
فاذا كان المصلوب لازال دمه يقطر فالصليب لازال قائماً يعمل بقوة الدم المسفوك عليه ! " عاملاً الصلح بدم صليبه " (كو1: 20)
كيرلس الأورشليمى [315 –386ميلادية ] للموعوظين يقول :
[ فلا نخزى اذن أن نعترف بالمسيح مصلوباً ، بل ليت اشارة الصليب تكون ختماً نصنعه بشجاعة بأصابعنا على جبهتنا وعلى كل شئ ، على الخبز وعلى كأس الشرب ، فى مجيئنا وذهابنا ، قبل نومنا وعند يقظتنا ، وفى الطريق وفى البيت ]