قال القديس باخوميوس:
«اسمع يا ولدي وكن مُتأدِّباً واقبل التعليمَ.
كن مطيعاً مثلَ إسحق الذي سمع لأبيهِ وأطاعه كخروفٍ ساذجِ القلبِ
وتشبَّه بعفةِ يوسف وحكمتِهِ وصبرِه واحسد سيرتَه وكن عَمّالاً ولا تكسل
وتمم نذرَكَ الذي قرَّرتَه مع اللهِ خالقك وربِك.
كن صبوراً وتجلَّد لأن القديسين صبروا فنالوا المواعيدَ.
كن واسعَ القلبِ لتُكلَّل مع عساكِرِه الأطهار.
داوم على الصومِ وصلِّ ولا تمل واصبر للبلايا حتى يرفعها الربُ عنك.
اجعل السلامَ بينك وبين إخوتِك فيسكنَ الربُ في قلبِك.
الزم البكوريةَ في أعضائك والطهارةَ في قلبِك وجسدِك.
ليكن رأسُك منكَّساً ونظرُك إلى أسفل، واتضع بقلبِك واهزم الكبرياءَ وابتعد عن الهمِّ.
التصق بمخافةِ اللهِ وكن متواضعاً لتكونَ فرحاً.
لأن الفرحَ رفيقُ الاتضاعِ. كن متضعاً ليحرسَك الربُ ويقويك.
فإنه يقول إنه ينظرُ إلى المتواضعين.
كن وديعاً ليحكّمك الربُ ويملأك معرفةً وفهماً
لأنه مكتوبٌ:
إنه يُهدي الودعاءَ بالحكمِ ويعلم المتواضعين طرقَه.
وحينئذ يثبتك أمامه ويهيئ لك السلامةَ في جميعِ سبلِك.
لا تُعطِ لعينيك نوماً ولا لأجفانِك نعاساً لتنجوَ من الفخِ مثل الطائرِ.
كن قويَ القلبِ واقتنِ لك شجاعةً منذ الابتداءِ لتقدرَ على الوقوف قبالة غضبِ التنين.
لأنه يُصعِّب قتالَك منذ الابتداءِ لا سيما إذا وجدَك غيرَ مستعدٍ لمقاومتهِ
وذلك ليجعلَك جزعاً من أولِ الطريقِ، كي لا تستطيعَ الوصولَ إلى منتصفِها.
لا تحتقر أحداً من الناسِ ولا تدينه ولو رأيتَه ساقطاً في الخطيةِ
لأن الدينونةَ تأتي من تعاظمِ القلبِ، أما المتضعُ فإنه يَعتبرُ كلَّ الناسِ أفضلَ منه.
فبأيِّ حقٍ تدينُ عبداً ليس لك، فإن سقط فلربِهِ، وربُه قادرٌ أن يُقيمَه.
إن كنتَ غريباً فاعتكف ولا تدخل عند أحدٍ ولا تختلط بصنائعِ الدنيا.
وإن كنتَ بائساً فداوم على العملِ بدونِ مللٍ.
أحبَّ الذي يؤدِّبك بخوفِ اللهِ.
واجعل جميعَ الناسِ يستفيدون منك وابنِهِم بفضائلِ الأعمالِ والكلامِ الصالح».