الأدوار الليتورجية في حياة الكنيسة الأرثوذكسية
بما أن الإنسان كائن ليتورجي لا يستطيع المحافظة على هويته الإنسانية بمعزل عن علاقته بالله لهذا تحتل الليتورجيا مكانة خاصة في العبادة المسيحية منذ أيام الرب يسوع له المجد ، كل دور ليتورجي هو كلٌّ كامل . يمكن تقسيم الأدوار الليتورجية إلى
ثلاثة أدوار رئيسية :
1 - الدور الليتورجي اليومي : يتألف اليوم الواحد من 24 ساعة و يؤلف وحدة كاملة . الساعة الخامسة و العشرون تنتهي إلى الدهر الآتي إلى ملكوت السموات . في الدور الليتورجي اليومي نسبح الرب سبع مرات على أحكام عدله ( مزمور 118 : 164 ) هذه التسابيح مقسمة على الشكل التالي :
+ صلاة السحر و الساعة الأولى : فيها نقدم للله بواكير حركات قلبنا و أشواقه نحو الولادة الجديدة في القيامة " سحراً جداً " لدى بزوغ النور . مزامير السحر الستة هي مزامير دينونة ( لانجلس فيها ) إذ نمثُل فيها أمام الله الديان العادل . بعد تسبحة " والدة الإله و أم النور بالتسابيح نكرم معظمين " نقدم الشكر و التسبيح للله خالق الكون " كل نسمة فلتسبِّح الرب " ثم نختم صلاة السحر بالمجدلة الكبرى " المجد لك يا مظهر النور " . في صلاة الساعة الأولى التي تلي مباشرة نطلب من المسيح النور الحقيقي الذي ينير و يقدس كل إنسانٍ آتٍ إلى العالم أن يرسم علينا نور وجهه .
+ الساعة الثالثة ( التاسعة صباحاً ) : تذكّر بإنحدار الروح القدس على التلاميذ في العليّة و نتضرع قائلين " يارب ، يامن أرسلت روحك الكلي قدسه على رسلك في الساعة الثالثة ، لاتنزعه منّا أيها الصالح بل جدّده فينا نحن المتضرعين إليك .
+ الساعة السادسة ( الثانية عشرة ظهراً ) : تذكّر بساعة تعليق الرب يسوع المسيح على خشبة الصليب مسمّراً الخطيئة في اليوم السادس ( الجمعة العظيمة ) : " يامن في اليوم و في الساعة السادسة سمّرت على الصليب الخطيئة التي تجرأ آدم في الفردوس مزّق صك هفواتنا أيها المسيح إلهنا و خلّصنا " فيها نصلي أن يحفظنا الرب من ضجر نصف النهار أو شيطان نصف النهار .
+ الساعة التاسعة ( الثالثة بعد الظهر ) : تذكّر بموت الرب يسوع على الصليب في الساعة التي طُرد فيها آدم من الفردوس . نصلي أن يميت المسيح أهوائنا على خشبة صليبه " يامن ذاق الموت بالجسد في الساعة التاسعة من أجلنا أمِت أهواء أجسادنا أيها المسيح إلهنا و خلصنا " .
+ ساعة الغروب : من أجمل الخدم الليتورجية اليومية بعد القداس الإلهي و توازي صلاة " تقدمة المساء " في العهد القديم عند ظهر الملاك جبرائيل لدانيال ( دانيال 9 : 21 ) لذا نصلي : " لتستقم صلاتي كالبخور أمامك " و في بدء التكوين : " و كان مساءٌ و كان صباحٌ يوم واحد ، يوم ثانٍ ، يوم ثالث .... ( تكوين 1 : 5 ، 8 ، 13 ) .
مع الغروب ينتهي يوم ليتورجي و يبدأ يوم جديد لهذا تلخص صلاة الغروب التدبير الخلاصي بأكمله : خلق العالم والإنسان " باركي يا نفسي الرب " ، و سقوطه " يارب إليك صرخت فاستمع لي " و افتدائه .
الدورة الصغرى بالمبخرة في هذه الصلاة تمثّل بزوغ نور العالم المسيح الإله " يا نوراً بهياً لقدس مجد الآب " و هي من أقدم المقاطع الليتورجية المحفوظة قديماً و التي وصلتنا كاملة .
و نختم الصلاة : " الآن تطلق عبدك أيها السيد حسب قولك بسلامٍ لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب ... " .
+ صلاة النوم : و هي صلاة بدء الليل و تذكّر بنزول المسيح إلى الجحيم فيها نطلب من الله الصفح عن آثام النهار و يقظة القلب رغم نوم الجسد " و أعطنا أيها السيد إذ نحن منطلقون إلى النوم راحة نفسٍ و جسدٍ .. " .
+ صلاة نصف الليل : فيها ننهض من نومنا مجاهدين و العالم غافٍ لنلاقي مع الملائكة الذين لا ينامون " العريس " الآتي في نصف الليل . صلاة النهوض من النوم هي جزء منها .
هذه التاسبيح السبعة اليومية تتوّج بالقداس الإلهي " تسبيح التسابيح " لهذا لا يصنف معها .