الحق اقول لكم من يؤمن بى فالاعمال التى انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها(يو 14: 2 )
من اشهر المعجزات الالهية معجزة شق البحر الاحمر على يد موسى النبى وذلك ليعبر الشعب الاسرائيلى البحر.
ومنذ ايام موسى النبى وحتى الان يجرى الله معجزات على يد وبصلوات قديسيه.
وسوف احدثكم عن ثلاثة قديسين جاهدوا جهادات روحية فائقة من اجل محبتهم للقدوس وبلغوا درجات عالية من القداسة ونالوا العديد من المواهب فاجرى الله على ايديهم معجزات باهرة.
فكما طلب يشوع بن نون كذلك طلب هؤلاء القديسين ان تتوقف الشمس اى ان تتاخر فى غروبها الى ان يصلوا الى المكان الذى كانوا يقصدونه وقد تم لهم ذلك فعلا.
وهؤلاء القديسين الثلاثة هم:
1- القديس بيتربموتيس
2- القديس بيساريون
3- القديس برسوما السريانى
1- القديس بيتربموتيس:
قديس مصرى من اهالى الصعيد من اباء القرن الرابع. هذا الشخص كان غير مؤمن ومن مرتكبى الجرائم وافتقدته النعمة الالهية فتاب وتعمد واصبح قديسا عظيما.
يحكى ان هذا القديس كان يغادر الصحراء لخدمة الاخوة الرهبان تلاميذه ويفتقد المرضى منهم وكان احدهم مشرفا على الموت واعلن له الرب ان يوم رحيله اقترب وكانت القرية بعيدة لذا لما راى القديس بيتربموتيس ان النهار يميل خاطب الشمس قائلا:
" توقفى عن مسيرك وانتظرينى لزمن قصير حتى اصل القرية "
فتوقفت الشمس ولم تغرب وظلت مكانها حتى وصل القديس القرية وقد لاحظ سكان القرية هذه الظاهرة فخرجوا جميعهم ووقفوا محدقين فى الشمس التى لم تغرب لزمن طويل . ولما راوا القديس قادما من الصحراء ادركوا فى الحال انه هو الذى اوقف الشمس وانضم اليه عدد كبير منهم وصاروا له تلاميذ
توجه القديس الى بيت التلميذ الذى كان مريضا فوجده قد مات فاقترب من النعش وصلى ثم قبله وخاطبه:
"هل تريد ان تذهب الان الى الرب يا ابنى ام ان تبقى حيا فى الجسد؟"
(وكلمات القديس هذه تكشف ان له دالة قوية لدى الله )
فجلس الميت وجاوبه قائلا: " انه من الافضل لى ان اترك الجسد لاكون مع المسيح ولا ارغب ان احيا بالجسد"
فقال له القديس: "لتمت بسلام ياابنى وتوسل من اجلى امام الرب لاذهب اليه"
وعلى اثر كلمات القديس مات الراهب وهو فى نعشه فوقع خوف على كل الحاضرين وقالوا "حقا هذا رجل الله" ثم كفنه بعناية وظل ساهرا طوال الليل يصلى ويرتل المزامير ثم دفنه.
--------------------------------------------------------------------------------------
2- القديس بيساريون الكبير:
قديس مصرى من رهبان القرن الرابع الميلادى ولد من ابوين مسيحيين ولما كبر اشتاق الى الحياة الرهبانية فقصد القديس العظيم الانبا انطونيوس ومكث تحت تدبيره زمانا ثم ذهب الى القديس مكاريوس ولبث مدة تحت ارشاده وهام بعد ذلك فى البرية لا ياوى تحت سقف متجردا من كل مقتنيات العالم.
كان القديس قويا فى جهاداته مما يدل على انه كان يتمتع بمعونة الهية خاصة. خلال اربعين سنة لم ينم القديس على جانبيه بل كان ينام واقفا او جالسا. يحكى تلميذه عنه انه ذهب اليه ذات مرة فى قلايته فوجده يصلى واقفا ويداه مرفوعتان نحو السماء وظل مستغرقا فى صلاته اربعة عشر يوما واقفا على حالته.
يذكر الاب دولاس تلميذ القديس انه مرة كانوا ذاهبين الى احد الشيوخ وكانت الشمس على وشك الغروب فصلى القديس: " اتوسل اليك يارب ان تبقى الشمس فى مكانها الى ان اصل الى عبدك" وقد تم ذلك
عجبا يا ربى ماذا كان فى قلب القديس حتى انه يتجاسر ويتجرا ان يطلب من الرب هذه الطلبة المتناهية الغرابة؟
انه عمق الايمان وعمق البساطة التى جعلته يطلب من الرب فاستجاب له
بصلوات هذا القديس كان له سلطان على الارواح الشريرة وشفاء الكثيرين من امراض عديدة وكان يمشى على المياه وتحويل الماء المالح الى عذب صالح للشرب والتنبؤ باشياء كانت تحدث فى المستقبل وكان سببا فى توبة تاييس الزانية وارجاعها الى حضن يسوع كما اقام موتى...
وظل القديس فى جهاداته سبعة وخمسين سنة هى سنوات حياته الرهبانية ثم تنيح ومضى الى الرب وورث الحياة الابدية.
--------------------------------------------------------------------------------------
3- القديس انبا برسوما:
هذا القديس من اباء الرهبان السريان ولد فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى ونشا فى معرفة الله وتتلمذ منذ صباه لرجل قديس هو مارابراهيم الكبير الناسك ثم انفرد فى جبل عالى وتناهى فى الزهد والتقشف.
ذات يوم وقف خارج قلايته ورفع عينيه نحو السماء فتملكه خشوع ورهبة نحو قدرة الخالق وخاطب نفسه: " ان العبد لا يجسر على الجلوس فى حضرة سيده فكيف اجسر انا على الاتكاء فى حضرة سيد السموات والارض " ومنذ تلك الساعة لم يجلس حتى اخر نسمة من حياته.وكان اذا غلبه النعاس ينام وهو قائم بغير جلوس وتحت يده شيئا يدعمها.
لقد شابه القديس الاباء الرسل فى عملهم الكرازى باسم الرب يسوع المسيح فقد كان هناك مدينة تسمى راغام وكان اهلها غير مؤمنين وحدث ان امتنع المطر عنهم حتى ضاق بهم الحال فقصدوا القديس فبشرهم بالسيد المسيح واتفق معهم ان يتحولوا الى الايمان المسيحى اذا غاثهم المطر وصلى القديس وطلب من اللرب ان يرسل لهم المطر وفعلا تم ذلك فامن اهل تلك المدينة بالمسيح.
وايضا بشر القديس فى مدينة السامرة وصنع فيها الكثير من الايات من شفاء مرضى واخراج شياطين فامن اهلها على يديه.
وكان القديس يوما ومعه بعض تلاميذه الرهبان عائدين الى قلايته وفيما هم فى الطريق امسى عليهم النهار وكانوا مازالوا بعيدين فسال القديس السيد المسيح فاوقف له الشمس الى ان وصل قلايته.
حقا الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء حتى اذا احتجت الى ضوء الشمس وقت غروبها فانه يعطيه لك....
اجرى القديس العديد من المعجزات وكان له دورا بارزا فى مجمع افسس المسكونى حيث كان معارضا لعقيدة مجمع خلقيدونية وكان القديس غيورا على العقيدة الارثوذكسية وكان يطوف البلاد منددا بهذا المجمع داعيا للتمسك بالايمان الارثوذكسى مما جلب عليه العديد من المصاعب لكنه لم يحد عن ايمانه .
وتنيح القديس بسلام بعد ان بارك تلاميذه وقد ظهر عمود نور قائما على باب قلايته راه المؤمنون من بعد فاتوا وتباركوا من القديس وكفنوه كما يجب ودفنوه.
بركة وشفاعة القديس الانبا بيتربموتيس والانبا بيساريون الكبير والانبا برسوما السريانى تكون مع جميعنا امين.
منقول من كتاب "قديسون اوقفوا الشمس"