سر الكرسي الخالي
طلبت الشابة من قسيس الكنيسة أن يزور والدها المريض ويصلي معه.
ولما وصل القس إلى المنزل وجد المريض (جوني) نصف مستلق، يتكيء على مخدتين. ورأى القس كرسياً بجوار السرير فسأله: هل كنت تنتظر حضوري؟
أجاب جوني: كلا.. من أنت؟ تعجب القس وقال: أنا راعي الكنيسة المجاورة وقد طلبت مني ابنتك أن أزورك وأصلي معك. ولما رأيت الكرسي الخالي، ظننت أنك كنت تنتظرني.
ابتسم جوني المريض وقال: سأبوح لك بسر لم أقله لأحد حتى ابنتي. لقد كنت أجد صعوبة في الصلاة، حيث يشرد ذهني كثيراً، فنصحني أحد الإخوة قائلاً: جوني، اجلس على كرسي وضع كرسياً آخر أمامك، وتخيل الرب يسوع جالساً عليه. تحدث معه كما تتحدث معي. ومنذ ذلك الوقت، منذ 4 سنوات مضت، وأنا أقضي معه ساعتين كل يوم.
ومنذ لازمت الفراش أتحدث معه مراراً كل يوم، ولكني أحرص ألا تراني ابنتي لئلا تظن أني أصبت بلوثة، وتنقلني إلى المستشفى.
لمست كلمات المريض جوني قلب القسيس بعمق. ثم صلى معه وشجعه وانصرف.
مضى يومان، ثم تلقى القس مكالمة من ابنة جوني تخبره أن والدها توفّى، فسألها: كيف وجدته... ومتى؟
قالت: لقد عدت من الخارج ووجدته قد مال من سريره، وسند رأسه على الكرسي، ولما لمسته وتحدثت إليه كان قد فارق الحياة.
مسح القس دمعة من عينيه وقال: أتمنى أن نرحل كلنا هكذا، وحكى لها عن سر الكرسي الخالي الذي كان بجوار سرير والدها.
ترى هل تتحدث إلى يسوع هكذا؟ وهل تشعر أنه بجوارك وأمامك؟
ضع رأسك على كتفه واسترح في محبته. إنه يهتم بك وقد بذل حياته عنك.