كيف نقرأ مغارة الميلاد
ما إن يصل شهر كانون الأول حتى يستعد الجميع لتزيين المغارة والشجرة إن في البيوت أو في المحال التجارية والمؤسسات ............... والفرحة تغمر القلوب حين يضعون التماثيل منتظرين ليلة الميلاد لتتويجها بالطفل الإلهي لكن إذا سألت هؤلاء هل فكرت يوماً بالعدد الموجود في داخل هذا الإسطبل والدور الذي يلعبه كل واحد منهم؟بالطبع لم يخطر هذا الأمر ببال أحد فإليكم هذه الشروحات والتأملات الكتابية في سر المغارة
العدد الذي نضعه في عملنا الفني هذا هو ال7 والسبعة هو رقم الملء والكمال
1 يوسف 2 مريم العذراء 3 الحيوانات (الثور والحمار) 4 الملائكة 5 الرعاة 6 المجوس 7 الطفل يسوع
والمعنى اللاهوتي إشتراك السماء والأرض في إستقبال الإله المتجسد السماء بكائناتها الروحية والأرض بخليقتها الممثلة بالإنسان والحيوان والنبات ( المذود الخشبي) الإنسان بكل طبقاته الإجتماعية ملوك وفقراء وأغنياء الكل يلتف حول الإله المتجسد
نرى يوسف العفيف يتأمل بسر ولادة مريم العجيب والمتأمل بالمنزلة التي شرفه الله أن يخدمها فكما ملأ الله مريم من النعمة أعطى الله يوسف نِعَم كثيرة ليعيش في الطهارة فأمامه إمرأة الوعد فكيف له أن يخدمها ويخدم المخلص الذي كان هو أيضاً ينتظر مجيئه؟
مريم البتول وقد ظهرت لنا بأبهى حلة إذ أصبحت عرشاً للملك يتربع في حضنها ويرضع اللبن منها وهو الذي أطعم قديماً شعبه المن في الصحراء وسقاهم المياه من الصخرة وهو يغتذي منها إنها المرأة التي جمعت بين البتولية والولادة
الحيوانات : نرى الثور رمز الذبائح في العهد القديم يُخاطب المسيح إنتهى دوري فأنت ستكون الذبيحة التي بدمائها ستمحو خطايا البشر ويجيب الحمار وأنت أيها الإله الجالس في السماء على أجنحة الشاروبيم سوف أكون لك مركبة متواضعة أنقلك حيث تشاء وهكذا تكون الحيوانات عرفت الله وشعب إسرائيل لم يعرفه فتتم نبوءة أشعيا 1/3 الثور عرف قانيه والحمار معلف صاحبه وشعبي إسرائيل لم يعرفني
الملائكة : نزلت لتشهد على السر الخفي وتعلنه في النور فالبشرى التي تنطق بها السماء على لسان ملاك الرب هي صادقة وتشير إلى حدث سماوي يكشف عنه الرب والجمهور الذي رنم هو جند السماء الصارخ بأجمل الأناشيد الليتورجية التي يرنمون بها أمام العرش الإلهي
الرعاة : هم طبقة فقيرة تهتم برعاية الماشية رذلهم الشيوخ وعلماء الشريعة وطردوهم من المجمع لأن وظيفتهم لا تسمح لهم بممارسة الطقوس فاستقبلهم المسيح وجعلهم " المبشرين بميلاده " كما سيجعل الصيادين يوماً " المبشرين بقيامته "
المجوس : هم المنجمون الذين يرصدون الكواكب حين شاهدوا النجم الجديد يسطع في الشرق علموا ان هناك ملكاً قد ولد فولادة نجم بشكل فجائي يُشير إلى ولادة ملك على الأرض فسارعوا وتحققوا من الكتب والنبوءات ووجدوا أن ملكاً سيولد في أرض إسرائيل وهو الذي سيخلص العالم من خطاياهم فبادروا إلى تكريمه وتقديم الهدايا له من ذهب ومر وبخور.
سنة 587 حين أحتل نبوخذ نصر الهيكل ودمره سرق كل آنيته الذهب البخور الذي كان يُحرق امام تابوت العهد واليوم نرى الرب يسوع ينادي المجوس لكي يعيدوا ما سرقه أسلافهم قديماً من الهيكل وحين جاؤو وجدوا امامهم أماً بتول أصبحت هيكلاً حياً بين يديها قدس الأقداس والكلمة الإله فأعادوا إليه الذهب معترفين به ملكاً وقدموا له البخور مقرين بأنه هو إله حق والثالث قدم له المر مشيراً له بأن السلام الذي سيزرعه في الأرض ثمنه ألم وتضحية وفداء
الرب يسوع هو الكامل والظاهر من الكامل هو النور المتجسد الذي دخل بمريم وخرج منها وأبقاها أماً عذراء وبتولاً غالباً مقاييس الطبيعة يُحقق كل نبوءات الولادة ويستعد للهروب إلى مصر بعد مقتل أطفال بيت لحم
هذا هو رقم 7 الذي نجده في المغارة وبهذه الأمور ينبغي لنا أن نتأمل هذا هو سر التجسد الإلهي