الإله الخالق
وُجدت هذه القطعة الشعريّة في إحدى ساحات القتال أثناء الحرب العالميّة الثانية على جثّة أحد الجنود، وقد كتبها في ليلة المعركة حيث لقي فيها حتفه:
"اسمع، يا إلهي، إنّني لم أكلّمك قطّ قبل الآن، ولكنّني اليوم أريد أن أقول لك: كيف حالك؟
لقد قيل لي إنّك غير موجود. وأنا، كأبله، صدّقت ذلك.
في الليلة الماضية كنت أرى سماءك من حفرة القنبلة التي كنت فيها، لذلك تحقّقت بهذا أنّهم كذبوا عليّ. لو كنت كلّفت نفسي أن أرى كلّ ما صنعتَ لكنتُ فهمت أنّه لا يمكن أن يُنكَر وجودُك.
أتساءل إن كنت تقبل أن تصافحني. على كلّ أشعر أنّك ستفهمني. إنّه لمؤسف أن أكون قد أتيت إلى هذا المكان الجهنميّ قبل أن يتيسّر لي الوقت لأعرف وجهك. لم يبقَ لي شيء كثير لأقوله، لكنّني سعيد لأنّني صادفتك هذا المساء، يا إلهي. أعتقد أنّ الساعة ستأتي قريبًا، لكنّني بتّ لا أخشاها منذ شعرت أنّك قريب منّي بهذا المقدار.
ها هي الإشارة. يجب أن أذهب، يا إلهي. إنّني أحبّك كثيرًا، وأريد أن تعرف ذلك.
أرجوك احضر معي، إذ سوف تحدث معركة هائلة، ومن يدري؟ يمكن أن آتي إليك في هذه الليلة.
رغم أنّ علاقتي السابقة معك لم تكن حسنة. أتساءل إن كنتَ ستنتظرني على عتبة بابك. انظر، إنّني أبكي! أغريب أن أذرف أنا دموعًا؟
آه، ليتني تعرّفت إليك قبل الآن بكثير. آه، يجب أن أذهب الآن. الوداع... أمر غريب، منذ أن تعرّفت إليك عدت لا أخاف الموت".
دولاب الزمن يمرّ بسرعة، وأخشى أن يأتي يوم الربّ كاللصّ. فلأبادرنّ إلى التعرّف عليه قبل أن تأتي ساعة الموت الرهيبة.
اعداد راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطع