من المزمور الخمسين مزمور التوبة :

من وحي الثلج الأبيض

من المزمور الخمسين مزمور التوبة :
\

7 تنضحني بالزوفا فأطهر . وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج .
من الناحية العلمية الثلج هو إحدى صور الماء ويتشكل في طبقات الجو العليا بفعل انخفاض درجات الحرارة إلى درجات منخفضة جدا حيث يتحول بخار الماء مباشرة من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة ويتشكل الثلج في بلورات تتخذ أشكالا هندسية غاية في الروعة والجمال ويمكن أخذ بلورة من الثلج المتساقط على لوح صغير من الزجاج البارد وملاحظة شكل البلورة تحت عدسة مكبرة .
بعتبر الثلج من أنقى صور الماء في حالاته الثلاث الصلبة والغازية والسائلة فحين تقترب جزيئات الماء من بعضها لتشكل بلورة الثلج لا يبقى في البلورة أي مواد ملوثة سواء كانت غبار أو غازات تذوب في الماء .
يعتبر لون الثلج الأبيض من أنصع درجات اللون الأبيض على الإطلاق فحين نريد اختيار قماش بلون أبيض نقول للبائع نريده أبيض ثلج أي ناصع البياض كالثلج .
هنا يثبت العلم سبب اختيار داود النبي والملك هذا التشبيه في هذه الآية :
7 تنضحني بالزوفا فأطهر . وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج .
وبالعلم نرى امتداد الصفات ليشمل أمورا تتجاوز اللون فالقلب الذي يغسله ويطهره الرب هو أبيض كالثلج وخالِ من كل شوائب وحين تنصهر بلورة الثلج لتتحول إلى ماء سائل تعود الجزيئات المائية لحرية الحركة وهكذا القلوب البيضاء حين تنصهر بالحب الإلهي تتمحور حركتها حول الإله الذي أحرق قلوبنا بنار الروح القدس وجعل محور حركة قلوبنا حول الإله الذي أحبنا وبذل نفسه عنا .
حين أخرج من البيت وأتأمل منظر الثلج المتراكم أصرخ إليك يا الله :
تنضحني بالزوفا فأطهر . وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج .
الزوفا هو نوع من العشب كان يستعمل لتطهير الجروح .
لقد طهَّر الرب جروح خطايانا بزوفا حبه الذي به أحبنا منذ البدء ولم يكتفِ بالتطهير بل غسلنا بالمعمودية والميلاد الثاني لنصبح ألمع من الثلج بياضا بنور الله الذي سكن فينا يوم معموديتنا وميلادنا الروحي .
يا ربي :
أنت إله فائق الصلاح
أن تكون قلوبنا ألمع بياضا من الثلج
تلك معجزة عظمى جديدة لم نكتشفها إلا بتأملنا في الثلج المتساقط
فاجعل يا ربي قلوب شعبك هكذا بيضاء كالثلج
فبدون حبك قلوبنا سوداء كالقطران
ولا يمكننا أن نحيا ونتحرك ونوجد إلا بحبك
فاصهر قلوبنا بحرارة حبك
واجعل قلوبنا حارة بالشوق إليك
وذائبة في ملء هذا الحب الإلهي
بشفاعة وتضرعات والدة الإله
وجميع القديسين اللذين أرضوك منذ الدهر .
آمين