القديس العظيم البابا شنوده الثالث
------------------------------------------
أشهر الهرطقات حول طبيعة المسيح:
1) هرطقة آريوس
كان آريوس ينكر لاهوت المسيح،
ويرى أنه أقل من الآب في الجوهر، وأنه مخلوق.
ومازالت جذور الأريوسية قائمة حتى الآن.
حتى بعد أن شجبها مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م،
ظل أريوس والأريوسيون من بعده سبب تعب وشقاق
وشك للكنيسة المقدسة..
2) هرطقة أبوليناريوس
كان ينادى بلاهوت المسيح، ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته.
إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجًا إلى روح، فكان بغير روح،
لأن الله اللوجوس كان يقوم بعملها في منح الحياة.
ولما كان هذا يعنى أن ناسوت المسيح كان ناقصًا،
لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكوني المقدس المنعقد سنة 381 م
بحرم أبوليناريوس وهرطقته هذه.
3) هرطقة نسطور
وكان نسطور بطريركًا للقسطنطينية من سنة 428 م
حتى حرمه مجمع أفسس المسكوني المقدس سنة 431 م.
وكان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله THEOTOKOC،
ويرى أنها ولدت إنسانًا، وهذا الإنسان حل فيه اللاهوت.
لذلك يمكن أن تسمى العذراء أم يسوع.
وقد نشر هذا التعليم قسيسه أنسطاسيوس،
وأيد هو تعليم ذلك القس وكتب خمسة كتب ضد تسمية العذراء والدة الإله.
ويعتبر أنه بهذا قد أنكر لاهوت المسيح.
وحتى قوله أن اللاهوت قد حل فيه لم يكن بمعنى الاتحاد الأقنومي،
وإنما حلول بمعنى المصاحبة.
أو حلول كما يحدث للقديسين.
أي أن المسيح صار مسكنًا لله، كما صار في عماده مسكنًا للروح القدس.
وهو بهذا الوضع يعتبر حامل الله كاللقب الذي أخذه القديس أغناطيوس الأنطاكي.
وقال أن العذراء لا يمكن أن تلد الإله، فالمخلوق لا يلد الخالق!
وما يولد من الجسد ليس سوى جسد.
وهكذا يرى أن علاقة طبيعة المسيح البشرية بالطبيعة اللاهوتية بدأت بعد ولادته من العذراء،
ولم تكن اتحادًا وقال صراحة "أنا أفضل بين الطبيعتين".
وبهذا الوضع تكون النسطورية ضد عقيدة الكفارة.
لأنه إن كان المسيح لم يتحد بالطبيعة اللاهوتية،
فلا يمكن أن يقدم كفارة غير محدودة تكفى لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور.
والكنيسة حينما تقول أن العذراء والدة الإله،
إنما تعنى أنها ولدت الكلمة المتجسد، وليس أنها كانت أصلًا للاهوت،حاشا.
فالله الكلمة هو خالق العذراء،
ولكنه في ملء الزمان حل فيها، وحبلت به متحدًا بالناسوت وولدته.
والاثنا عشر حرمًا التي وضعها القديس كيرلس Anathemas،
فيها ردود على كل هرطقات نسطور.
فقد حرم من قال أن الطبيعتين كانتا بطريق المصاحبة،
ومن قال إن الله الكلمة كان يعمل في الإنسان يسوع،
أو أنه كان ساكنًا فيه. كما من فرق بين المسيح وكلمة الله،
وأنه ولد كإنسان فقط من امرأة.
4) هرطقة أوطاخي
كان أوطاخى (يوطيخوس) أب رهبنة ورئيس دير بالقسطنطينية.
وكان ضد هرطقة نسطور.
فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح
-وقد فصلهما نسطور- وقع في بدعة أخرى.
فقال إن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية،
وكأنها نقطة خل في المحيط. وهو بهذا قد أنكر ناسوت المسيح.
أوطاخي هذا حرمه القديس ديسقورس.
وعاد فتظاهر بالإيمان السليم، فحالـله القديس ديسقورس على أساس رجوعه عن هرطقته.
ولكنه بعد ذلك أعلن فساد عقيدته مرة أخرى
فحرمه مجمع خلقيدونية سنة 451 م كما حرمته الكنيسة القبطية أيضًا.