لقاء الأحد(3)
جبل الصعوبات ..
يارب
نثق فى رحمتك وتعزيتك للباكين من أسر شهداء الوطن
تغمد الجميع بحنوك ورأفتك
فلا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم
الله لنا ملجأ وقوة .. عونا فى الضيقات وجد شديدا
لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض ولو إنقلبت الجبال إلى قلب البحار ..
مز46
.......................
جبل الصعوبات
أنا أسير قدامك .. والهضاب أمهد ..
أكسر مصراعى النحاس ومغاليق الحديد أقصف
وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ ..
(أش45)
كثيرا ما وقفت أمام هذا الجبل الرهيب
وتطول وقفتى البلهاء .
وأنا أتطلع إلى أعلاه ...
إلى قمته
مقارنا قامتى بإرتفاعه .
فأرتعب
وإذ ابى تاركا مكانى ..
فى إنسحاب يبكينى ..
ويأس يشدنى إلى بعيد ..
هل يبدو المستحيل ممكنا .!!.
أبنائى الأحباء ,,
لازم أن نتخذ لحياتنا فى مواجهة الصعوبات وجبالها العالية تدابير أخرى
ليست مقيسة مقاييس هذه الحياة الفانية
والبيت الأرضى ماض
وهو خيمة متهرأة تطير أشلائها مع الريح
خطواتنا تتعثر ونفتقد الطريق دون رفيق !!
فكيف لنا بتسلق جبل الصعاب!!
..
كيف والضباب الكثيف يخفى ملامح الشاطئ
اليم مخيفا والموج أسودا كثيفا
وقد نموت هلعا ونحن بالبر نرتعش
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا يبدو تسلق الجبل مستحيلا ..
بل خطرا لا تحمد عقباه
دون رفقة الرب القدير ..
. ولا فرصة لحياة..
متى كانت غير مؤمنة ( بتشديد الواو) بقوة مرافقة إلهية تضمن سلامتى ..
هنا يكون الأمل جائزا .
. والحلم أقرب واقعا
يرينى ما وراء الجبل من خير
عظيم .
.................
أحبائى وأبنائى الأعزاء ..
حينما يكلفنا الله بعمل فيه خيرنا والآخرين ..
ويضمن غناه لنا وللكثيرين .
لابد وأن تلاقينا جبال الصعوبات شاهقة متحدية
يبدو للجسد ولقوتنا وإمكانياتنا هذا عسيرا
ولكن القدير فى حكمة الإختيار
لم ينظر إلى بشريتنا العاجزة والمحدودة !!
ولكنه ينظر إلى قوة الإيمان الذى أودعه فينا !!!
أحبابى
وكما العائق المادى والسدد المتجبر
الذى يذوب خشية صوت مهيب من رب قدير
أحدثكم اليوم عن نوع خبيث من جبال الصعوبات ليس فى رمال أو أحجار أو حتى لجج المحيطات ..
جبل غير مرئى لا يراه الآخرون
ولكنه كامن فينا .
متحفزا دائما لإجهاض الخير فينا متى شرعنا فى أداؤه
يلتهم سلامنا
ويلوث نقائنا
ليردنا كاسفين
شهوة العيون .. وتعظم المعيشة ..
والفكر الدنس
الحسد والخصام وظن السوء والعادات الذميمة ..
والسقوط فى بئر الشهوات والملذات ..
جبال من الأحقاد .. وتلال من المخاصمات
ترتع فى حياة الكثيرين .
ساقطين تحت نيرها حزانى باكين
تجربة الموت والمرض تسقطنا فى بئر من الألم والدموع
ينسينا وعد الحبيب
يشفق عليك القدير
لن تقدر على تخطى كل هذا
وحدك
.
هو يعدك اليوم
الهضاب أمهد
ومغاليق الحديد أقصف .
(أش45)
...............
يشق البحر فنعبر
تأتمر الرياح بأمرته فتسكت !!
يلوح بنوره فينقشع الظلام ..
صرختى فى هذا الصباح
إليك وحدك
بصرى وقلبى متعلقان بمجدك
يارب
زد إيمانى
لأرى العليقة وإن إحترقت ..
لا تتلاشى !
نشيدى
إن سرت بوادى ظل الموت ..لا أخاف شرا ..
لأنك معى ..
عصاك وعكازك هما يعزياننى ..
يارب ..
زد إيمانى !
فلا أقيس قامتى بجبل الصعوبات الذى أمامى .
واثقا أن قدرتك الإلهية
تصنع العظائم
بخبزات الغلام الصغير
وسمكاته المعدودات
أشبعت الآلاف
وبحفنة الدقيق وخيط الزيت
لأرملة معدمة
صنعت الوليمة الدائمة ..
بلمسة يدك الطاهرة أبرأت الفالج
وبالطين خلقت للأعمى البصر
بصوتك الذى دوى أقمت الموتى
يارب الحياة
..........
يا صديق هذه الصفحة المتواضعة
كن متأكدا منذ اليوم
لا تكن وحدك بعد ..
وتذكر
يمكن عبور جبل الصعاب
هكذا المعنى يطل مطمئنا فى كلمة الرب ..
بروحى قال رب الجنود ..
.(زك4)
فوق تلة
على جبل الجلجثة
علق الفادى فوق صليب
ليموت حاملا غافرا أهوال خطايانا
وينقل من الموت إلى الحياة كل تائه شريد
قارئى الكريم ..
ما أقسى تجربة الموت المخيفة
التى تمثل جبلا هائلا من المرار
ونقف أمامه بالأحزان
باكين
تهاوت سطوته
وتلاشت رهبته
هان وبات بالقيامة صنع لنا معبرا آمنا لحياة الخلود ..
والبقاء أبديا
إن القوة الجديدة التى ترافقنا من الموت إلى الحياة ..
كفيلة بسلامتنا لمرفأ الوصول
فلا تكون جبال الأحزان بعد
تعمينا عن المسلك الآمن
وطريق السلامة
يجرف تل جبل الصعوبات و يذريه كما العشب أمام الرياح
بتعزيات رب قدير !!
أحبائى ..
..أصدقاء الأحد
كتبت فى مرات كثيرة وفى مواقع متعددة
أننى أكتب ما أستشعره صادقا فى رحلتى الطويلة بهذه الأرض ..
كثيرا ما وجدت نفسى قريبا جدا من تلك الصورة
وأنا أرى الطريق أمامى مخيفا
مسافرا ظل طويلا بالطريق
وهو الآن فى حالة إعياء شديد
ونفس تئن
وتساؤل محير
من أين يأتى العون ؟؟
رفعت عينى إلى جبل الصعوبات
فإرتعبت ..
وما وجدت إجابة .
حاضرة
وجهت إلى السماء بصرى .
إلى
حيث أدركتنى رحمة القدير ..
عدت فرفعت رأسى من جديد
إلى جبل المعونة الإلهية
والنجدة الربانية
من حيث تأتى معونة الرب
من عند الرب
خالق السماء والأرض
أولادى الأحباء
لابد وأن نلاقى يوما فى الحياة
جبل .,. بل جبال الصعوبات ..
تعزف لحن التحدى والشماتة
لحن الأحزان
لكن
وأيضا
يوجد الرب القدير من يجعل من هذا اللحن الأليم
نشيد ترنم للحياة من جديد
(أش44 :23)
ليتنى أكون بسطورى المتواضعة قد أوصلت المعنى
دمتم بسلام الرب العظيم
بابا سمير