مدرسة الحكمة !!

مدرسة الحكمة !! الأحد مايو 18, 2014 12:49 pm


أنصت ..

فأنا أتكلم إن كان عندك كلام فأجبنى ..

تكلم

فإنى أريد تبريرك !!

وإلا فإستمع لى

أنصت

فأعلمك الحكمة ..
(أيوب33 :33)

أبنائى وبناتى
أحبائى فى المنتدى الجميل

حاولت أن أقدم وبتواضع شديد

هذه السطور

فكم هى رائعة تلك العلاقة

بين التلميذ والمعلم ..

بين المريض والطبيب

بين الصارخ بالألم

والمطيب بالأمل

بين العبد المفتقر إلى الرحمة
و الآب المشفق الرحيم

..............

وفى لحظات صدق متأملة

عجبت

لمطلبى

من رب الحياة .

وأنا الزاهد فى كثرة الأيام ..!!.

أن يمنحنى شيئا من طولها

فكلما إقترب شاطئ الوصول

أحس بإفتقار ما قدمت بحياتى .

من عرفان لجميل مدرسة الحكمة ورأسها المسيح ..

أحس

بحاجتى إلى عمر آخر ..

تقصيرى يلوح فيرعبنى من إجابة السؤال الخطير والمحتوم ..

ماذا فعلت بكرمى ..

وماذا قدمت لوكالتى!!

أخاف ألا يوفينى المتبقى من أيامى

لأكتب وأكتب وأكتب

وأعلن

عن محبة ربى لى ومردودها فى حياتى !!

وحين تكون هجمة الألم بجسدى صارخة ودون هوادة

تلمع فكرة ما أريد بنعمة المسيح أن أقدمه فى اللقاء

ورغم التحذيرات ..

لن يسلب منى الضعف سلام القلب وطمأنينته

سلامى

أغلى ما عندى

من كنوز الدنيا

فلا أنساه

فقد تعلمت فى مدرسة المسيح .

ما لم يشيخ شيخوختى.

ولم يضعف بضعفى

ولو بقى فى العمر لحظات ..

فهى تكفى أن أحكى عمرا بطول سنيه


أن النجاح ليس فقط هو مطلب التلميذ الوفى ..

بل كثيرا ما تكون الخسارة التى يسمح بها المعلم

هى درب مخفى من دروب النجاح

يعلن فى وقته !!


وليست الصحة الجسدية والعافية طريقا دائما إلى العمر الهانئ السعيد ..

قد تعطى شيئا ضئيلا من هذا

ولكن قد يكون الألم طريقا ومدخلا لبوابة أغلى الإختبارات وأعظمها فى الحياة ..

فلا تكثر يا غالى شكواك
!!!!!!!

أقول

وأكتب لأولادى وبناتى .

ولإخوتى

كونوا واثقين فى خطة الحبيب لكم..

فهى أبدا لا تخون

وأبدا لن تقصر .

وعليكم أن تثقوا بخطة الله لحياتكم ..


ولا تفتقدوا سلامكم ولا تقصروا من محبتكم مهما كانت المعاثر والأحجار..

ولا تحاروا

وتبتئسوا

خطة سماوية عجيبة

يكتب الله فصولها منذ خروجنا إلى هذه الدنيا..

عليك ألقيت من الرحم .. من بطن أمى أنت إلهى .,.

لا تتباعد عنى لأن الضيق قريب ..

لأنه لا معين ..

( مز22 :10)

ع
لى كفتيه إلتقطنى

فكيف يتخلى عنى ..

سمعت هذا التطمين فى وعد صادق بالإنجيل منذ بداية سنى حياتى .

وها أنا أنصت إليه اليوم وقرب نهاية الرحلة

وهو ألزم لى بأن أستمع إليه من جديد وأصدقه .

لا تخف ..

لأنى معك .

رسمت خطة حياتك بنفسى

وباركتها

بحلوها ومرها

بعافيتها وبمرضها

بمكسبها وخسارتها ..

وفى جميع مراحلها ..

كان إعلانى جليا واضحا

أنا أحبك ..

وسأتحمل مسؤولية وصولك الآمن .

وأضمنه .
............

ودار حوارا صامتا بينى وبين وطبيبى السماوى..

من الصوت الخافت . تخنقه الدموع .

قال المريض بأنات باكية منادية عطف محبته ..

ولكنى لا أستطيع تحمل الألم يا سيدى .

فوق إستطاعتى ياربى .

وفشلت الوخزات فى تسكين آلام كليتى!!

أختنق!!

هل ترحمنى يا حبيب ..!!

إقتربت همسات ربى

وضممتها إلى قلبى

مصوب عيناى إلى صورته بحجرتى ..

تكفيك نعمتى .. لأن قوتى فى الضعف تكمل

قال

سأنوب عنك يا غالى

حملت ألامك بجنبى

وشوكة مرضك كانت تاج شوك برأسى!!

أكتب لإخوتك ما تعلمه عنى

وتعلمته منى..

أنا الرب شافيك .

وأنت جبلتى

محبوب لدي

لا تشك فى حبى
........

أبنائى وإخوتى بهذا اللقاء

من مرحلة لمرحلة فى رحلة العمر الطويل

يجدر بنا أن تنعلم من مدرسة الحكمة السمائية الكثير ..

ونتلامس مع محبة القدير أكثر !

لقد قبلنا التلمذة الصحيحة حين إلتحقنا بمعهده

وكان معنا القائد الأمين ..
,
والمعين

لم يتركنا .. ولم يهملنا ..

عيناه ظلت علينا طول السنين تراقبنا وتتابعنا ..

ورحمته إلينا ممدودة .

لم يقسوا يوما علينا !!

ولم يتخلى أبدا عن مد رحمته إلينا..

إبنى الحبيب

إبنتى الغالية ..وأختى المباركة

دعوه يكمل خطته لحياتكم ..

وتكملوا الرحلة معه

فى صبر وإحتمال..


كونوا واثقين .

مهما عظمت المحن والآلام

فهى أضعف من منازلة قوة ربى للشفاء وتفريج الكروب


أحبائى

ما أكتبه اليوم.

هو الشكر العظيم

قدمه لرأس الحكمة

إلهى

شكرا لك ربى ومعينى وحافظ العهد وضامنه ..

ستظل ترنيمة الحكمة

تلهمنى الصبر والرجاء

إن بادت الأفراح .

وإستولت الأتراح

سلامى لا يزاح

يسوع لى ..

نعمة وسلام لكل الأحباء

بابا سمير