عيد العذراء سيدة لورد
الظهور الأول للعذراء في لورد للقديسة برناديت
في يوم الخميس11 فبراير، وكان ذلك اليوم شديد البرودة ولم يكن هناك خشب للتدفئة في بيت أسرة برناديت، ذهبت برناديت (14 سنة) وأختها مارى توانيت (Marie Toinette - 11 سنة) وجارتهما جين (Geanne - 12سنة) ليلتقطن بعض أفرع الشجر من على شاطئ نهر جيف. وكان عليهن أن يعبرن قناة المياه الخاصة بالطاحونة الباردة جداً، وتقول برناديت: " كانت المياه باردة وكنت خائفة من النزول والمرور فيها، وكانت أختي وجين اقل جبناً منى فخلعتا حذاءيهما الخشبيين (sabots) وامسكاهما فأيديهما وعبرتا القناة.
وعلى الجانب الآخر صاحتا وقالتا أن المياه باردة جداً وانحنتا لتحكا قدميهما وتدفئانهما.
وزاد ذلك من خوفي وتصورت أنى لو عبرت في الماء لأصبت بنوبة ربو. فذهبت مارى وجين وتركتاني. فأردت أن اخلع حذائي الخشبي وأن أعبر القناة كما عبرت أختي وجين. وحالما بدأت في خلع حذائي سمعت فجأة صوتاً عظيماً مثل صوت العاصفة فنظرت يميناً ويساراً تحت أشجار النهر فلم أجد شيئاً يتحرك، فظننت أنى مخطئة، فأخذت في خلع حذائي عندما سمعت ثانية صوتاً مثل الصوت الذي سمعته أولاً.
فتملكني الخوف وتسمرت في مكاني، ولما أدرت رأسي ناحية المغارة فقدت كل قوة على الكلام والتفكير، فقد رأيت عند أحد مداخل الصخرة شجيرة واحدة فقط، تتحرك وكأن ريح شديدة تهزها، وخرج من داخل المغارة في نفس الوقت سحابة ذهبية ملونة غمرت مدخل المغارة بشعاع نوراني، وجاءت في أثرها سيدة شابة وجميلة، جميلة للغاية، جمال لم أر مثله من قبل، ووقفت عند مدخل فتحة الصخرة فوق شجيرة الورد.
وفي الحال نظرت إلىّ وابتسمت وأشارت ليّ أن أتقدم، كما لو كانت أمي وتركني كل خوف ولكنى بدوت لا أعرف أين أنا. ففركت عيناي وأغلقتهما وفتحتهما، ولكن السيدة كانت لا تزال في مكانها تبتسم لي وتؤكد ليّ إني لم أكن مخطئة.
وبدون تفكير أخذت مسبحتي في يدي وانحنيت على ركبتي فأومأت إليّ برأسها علامة الموافقة وأمسكت بيدها سبحتها التي كانت معلقة على ذراعها الأيمن. وعندما حاولت البدء في التسبيح وحاولت أن أرفع يدي إلى جبهتي بقى ذراعي مشلولاً إلى أن أشارت إليّ السيدة بنفسها أن أفعل مثلها.
وتركتني لأصلي وحدي وأخذت تسبح بخرز سبحتها بين أصابعها ولكن دون أن تقول شيئاً، وكانت تقول التمجيد كل عشرة أبيات فقط. وعندما انتهت من تلاوة التسبحة عادت السيدة إلى داخل الصخرة واختفت السحابة الذهبية الملونة معها ".
وعندما سُئلت برناديت وطُلب منها أن تصف السيدة التي رأتها في رؤيتها قالت بالحرف الواحد: " كان منظرها مثل منظر الفتاة الصغيرة ذات ستة عشر أو سبعة عشر عاماً، وكانت ترتدى رداءًَ أبيض وتحزم وسطها بوشاح ازرق , ينساب ألي أسفل بطول الرداء، وترتدي على رأسها طرحة بيضاء تكشف قليلاً عن شعرها وتنزل على ظهرها حتى أسفل الوسط، وقدماها عاريان ولكنهما مغطيان بأطراف ردائها فيما عدا عند نقطة حيث تسطع وردة صفراء على كلا القدمين. وتمسك في يدها اليمنى سبحه من خرز أبيض بسلسلة من ذهب مثل الوردتين اللتين على قدميها ".