ما هي علاقة المدائح بالصوم؟ ولماذا يتلى فيه مساء يوم الجمعة عن سحر السبت؟ ؟؟؟؟
رتّبت الكنسيّة أن نصلي المديح، بالأصل، في سحر السبت الخامس من الصوم. ويتلى يومها بكلّيته أي الـ 24 بيتاً. ثم أُدخل، بعد تقسيمه إلى 4 مجموعات من 6 أبيات، على الأربع أسابيع الأولى من الصوم. وجرى نقله، كما في صلوات الأسبوع العظيم، إلى مساء الجمعة بدل سحر السبت لأسباب رعائية، حيث حضور المؤمنين ممكن أكثر. ..
++++++++++++++
ولكن ما هي علاقة المديح بالصوم، ولماذا يُرتّل في سحر السبت؟ ؟؟؟
يسهر المؤمن، كالعذارى الحكيمات، في الأيّام الأولى من الأسبوع في التوبة والصلاة والصوم، ليؤهل ذاته للإتحاد بالعريس الربّ يسوع في المناولة ، يومي السبت والأحد.
لذلك فإن ليلة الجمعة - السبت هي ليلة الزفاف الليتورجي، والزيانة لاستقبال الرب.
يقوم المديح ليتورجيًا بالدور الذي أدته العذراء في التجسّد. فالعذراء هي الصلة بين الله والإنسان في التجسّد، هنا المديح يصير أداة الوصل الليتورجية بين أيّام الصوم، أيام الحزن البهيّ، ويوم الزفاف الإلهيّ للمؤمن. نرتل في المدائح للبتول قائلين "افرحي يا مزيّنة النفوس بزينة العرس"، وهذا ما يحقّقه المديح. إنّه يوشّحنا برداء العرس. حين ينظر المؤمن في العذراء وحين ينشد مرنّماً للعروس الأمّ ، تقوده ترانيم المديح إلى طهارة النفس وتنقله من الحزن البهي إلى فرح الخدر البتوليّ. إنّنا في المديح نتأمل في محبّة، وتواضع، وطهارة العذراء.
ونعاين في ترانيمه صورة العروس الحقيقيّة المدعوين جميعنا إلى الإقتداء بمثلها. في المديح تتمّ أيضاً شفاعة العذراء، وما فينا من غير استحقاق تطهّره شفاعة العروس التي لا عروس لها.
++++++++++++++++++++++++
لماذا المدائح للعذراء؟
* لأن الله أرسل الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل تسمّى الناصرة، إلى القديسة العذراء. نحن لسنا بافضل من الملاك لذلك نتجمع اليوم حول العذراء *لأن الملاك دخل إليها،وقال لها: "السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الربّ معك" نحن الآن في المدائح نردد ما قاله الملاك للقديسة مريم .
* لأن حسب قول الملاك "الروح القدس حلّ عليها، وقدرة العلي ظلّلها، ومن أجل ذلك فالمولود منك سيُدعى قدّوسًا وابن الله". افلا نجتمع لنكرم من لها هذه الصفات خاصة وان رضاها وموافقتها ومشاركتها الفعلية كانت مطلوبة فأعلنت
* ألا نكرم من تم بواسطتها بدء خلاصنا إذ قالت "أنا أمة الربّ. فليكن لي بحسب قولك" إنّ لفظة "أمة الربّ"، تعني في الكتاب المقدّس اختيارًا من قبل الله لرسالة خاصّة، وفي الوقت عينه استسلامًا من قبل الإنسان وخضوعًا لتحقيق تلك الرسالة. لذلك تضيف مريم: "فليكن لي بحسب قولك"، مشيرة بذلك إلى رغبتها في إسهامها الفعلي في تحقيق القصد الإلهي. حوّاء المرأة الأولى رفضت الانصياع لأمر الله. أمّا مريم فقد قبلت قول الله وخضعت لقصده، وأتاحت لكلمة الله أن يتجسّد فيها ويظهر منها للعالم