قواعد قصيرة لحياة التقوى
اغصب نفسك على النهوض باكراً وفي وقت محدّد.
لا تنمْ أكثر من سبع ساعات إلا إذا استدعى الأمر.
في حال نهوضك من النوم أسرعْ في رفع أفكارك نحو الله
وارشم نفسك بعلامة الصليب بكل خشوع متأملاً بالربّ يسوع المسيح المصلوب
الذي من أجل خلاصنا مات على الصليب.
انهض من الفراش بسرعة وارتدِ ثيابك ولا تسمح لنفسك
بالتدلل طويلاً في الفراش الناعم وأن تبقى بدون ملابس.
أثناء ارتداء الملابس تذكّر بأنك واقف في حضرة الله والملاك الحارس،
وتذكّر سقوط آدم الذي بخطيئته حُرم من ثياب البراءة
ثمّ اطلب بتواضع من الربّ يسوع النعمة بأن تلبس المسيح،
وبأن تفكّر وتشعر وتتكلّم وتعمل كما فكّر المسيح نفسه وشعر وتكلم وعمل.
ثم ابدأ في الحال صلاة الصباح،
اركعْ على ركبتيك وصلِّ بهدوء وبانتباه وبورع وتواضع عميق
كما يجب أن يكون في حضرة القدير.
اطلب منه الإيمان والرجاء والمحبّة والبركة
لممارسة عملك في ذلك اليوم،
اطلب منه القوة والشجاعة لكي تقبل كلّ ما سيرسله لك الله في ذلك اليوم
وكل ما سيسمح به بحسب مشيئته ولكي تتحمّل جميع الأثقال
والصعاب والمصائب والارتباكات والبلايا والأحزان وأمراض الجسد
والروح بثبات وهدوء وبمحبّة نحو الرب يسوع المسيح.
يجب أن تكون لديك نية ثابتة بأن تعمل كل شيء لله
وأن تقبل كل شيء من يديه الأبويتين
وأن يكون لك إصرار على أن تعمل شيئاً محدداً صالحاً
أو أن تهرب من شرّ محدّد. قدّم نفسك بالكامل ذبيحة حيّة لله،
وفكّر هكذا:
من الممكن أن يكون هذا اليوم آخر يوم في حياتي
– فافعلْ كل شيء وكأنك تستعدّ لأن تقف الآن أمام الدينونة الإلهية.
اشكرْ الربّ الإله لأنه حفظك في الليلة السابقة
ولأنك لا تزال حياً ولم تمت بخطاياك.
كم من الناس في الليلة السابقة أخذهم الموت
ليقفوا أمام دينونة الله الرهيبة!
كذلك اشكرْ الله لأنه ما زال لديك وقت لتنال النعمة والرحمة
والوسائل للتوبة لكي تحظى بالسماء.
فكّر في نفسك في كل صباح
بأنك الآن فقط تبدأ وتريد أن تصبح مسيحياً،
أمّا الأيام الماضية فقد ضاعت هباءً.
كرّسْ ربع ساعة على الأقل من كل صباح
للتأمّل القصير في حقائق الإيمان وخصوصاً في السرّ الغير
مُدرك لتجسّد ابن الله وفي مجيئه الثاني
والدينونة الرهيبة والعذاب والفردوس.
بعد الصلاة والتأمّل إذا كان الوقت يسمح فاقرأ أي كتاب روحي،
على سبيل المثال كتاب "الأبجدية الروحية"
للقديس دميتري روستوفسكي وكتاب
"كنوز روحية مُجمّعة من العالم" للقديس تيخون زادونسكي.
استمرّ في القراءة إلى أن يذوب قلبك حناناً.
بعد أن تتأمّل في مقطعٍ ما استمرّ في القراءة
بتركيز وافهم ما الذي يقوله الله لقلبك.
بعد ذلك مارس أعمالك،
ولتكن جميع أعمالك لمجد الله.
تذكّر بأن الله يراك في كل مكان ونظر إلى جميع أفعالك
ومماراساتك وأحاسيسك وأفكارك ورغباتك ويكافئك
بكرم على جميع أعمالك الصالحة.
لا تبدأ أيّ عمل دون أن تصلّي إلى الله
لأن كل ما نعمله ونقوله بدون صلاة يتضح فيما بعد بأنه خطأ أوضارّ
ويبكّتنا من خلال أعمالنا بطريقة غير مدركة. الرب نفسه قال:
"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"
(يو 15: 5).
أثناء عملك كُن دائماً فرحاً وهادئاً
واتّكل على بركة الله في نجاحه
وكن راضياً بأنك تمارس عملك.
نفّذ كل ما يصعب عليك وكأنه قصاص لك عن خطاياك
بروح الطاعة والتواضع،
واتلو أثناء العمل صلوات قصيرة وخصوصاً صلاة يسوع
وتخيّل يسوع الذي كان يأكل خبزه بعرق
جبينه بعمله نجاراً مع يوسف.
إذا تمّت أعمالك بنجاح وبحسب ما تمنّاه قلبك فاشكر الله،
وإذا لم تتم بنجاح فتذكّر بأن الله قد سمح بذلك
وبأن الله يعمل كل شيء للخير.
إذا بقي لديك وقت قبل الغداء
فانظر كيف أتممت ما نويت عليه في الصباح
أو عند قراءتك الروحية أو في وقت تأمّلك.
أثناء تناول الطعام تصوّر الآب السماوي فاتحاً يده لكي يطعمك،
لا تهمل صلاة ما قبل الطعام أبداً،
وأثناء الطعام تخيّل بأن الرب يسوع يتغدّى معك،
أعطِ جزءاً من مائدتك للفقير. بعد الغداء اعتبرْ نفسك واحداً
من الخمسة آلاف الذين أشبعهم الرب يسوع بمعجزة،
فاشكره من قلبك وصلِّ لكي لا يحرمك الطعام السماوي
الذي هو كلامه وجسده ودمه.
إذا أردتَ حياة سلامية فسلّم نفسك لله.
لن تجد السلام الداخلي قبل أن ترتاح في الله وحده وتحبّه وحده.
دائماً وفي كل وقت تذكّر الرب الإله ومحبّته المقدّسة نحونا نحن الخطأة.
ثابرْ بأن تتمّم مشيئة الله في كل شيء وبأن تنال رضا الله وحده.
لا تفعلْ أي شيء مُخالف لوصايا الله،
لا تطمع، لا تبحث عن أي شيء آخر غير الله.
اعمل واصبر كل شيء من أجل الله.
لا تهتمّ بأن يحترمك ويحبّك الناس في هذا العالم
بل اهتم بإرضاء الله
وبأن لا يذنبّك ضميرك على خطاياك.
إذا أردت أن تذكر الله بلا انقطاع فتحمّل الضيقات
والأحزان وكأنها أصابتك بعدل.
اسهر على نفسك بتدقيق،
راقب أحاسيسك وأفكارك وحركات قلبك وأهواءك،
ولا تعتبر أي شيء تافهاً عندما يدور الحديث عن خلاصك الأبدي.
أثناء تذكّرك لله ضاعف صلواتك لكي يذكرك الله في أوقات نسيانك له.
ليكن الرب يسوع المسيح هو معلّمك في كل شيء،
واسأل نفسك دائماً وعينك وقلبك نحوه:
كيف كان الرب يسوع سيفكّر وسيقول وسيعمل؟
تعلّم أن تتصوّر وتفكّر بالخير نحو كل ما يصادفك.
كن وديعاً وهادئاً ومتواضعاً،
اصمت واصبر كما المسيح.
لن يضع الرب عليك صليباً لن تستطيع حمله،
هو بنفسه يعينك على حمل الصليب.
لا تفتكر باقتناء فضيلةٍ ما بدون أحزان وضيقات.
اطلب من الرب الإله النعمة لكي تتمّم بشكل أفضل
وصاياه التي تبدو لك بأنها صعبة التطبيق.
بعد تطبيق وصية من وصايا الله توقّع أن تُجرَّب،
لأن محبّة المسيح تُختبر من خلال اجتياز العقبات.
لا تقع في الكسل حتى لوقت قصير
بل ابقَ دائماً في الأعمال والانشغالات
لأن الغير عامل لا يستحق أن يُسمى إنساناً وهو هالك لا محالة.
انعزل عن الناس مثل المسيح الذي كان ينعزل عنهم ويصلي للآب السماوي.
أثناء الضيقة النفسية أو البرود نحو الصلاة وأعمال التقوى ثابرْ
ولا تترك أعمال التقوى.
هكذا الرب يسوع المسيح صلّى ثلاث مرّات
في حين كانت نفسه حزينة حتى الموت.
اصنع كل شيء باسم يسوع وهكذا تصبح جميع أعمالك أعمال تقوى.
القديس البار ألكسي المسكوبي (ميتشيف)
المجموعة: رسائل وأحاديث
جميع الحقوق محفوظة لموقع "التراث السلافي الأرثوذكسي"