في ظاهرة طبيعية نادرة، هالة شمسية تظهر خلال تطويب الأسقف الشهيد أوسكار روميرو
أُحضِرت ذخائر المطران أوسكار روميرو خلال القداس الذي أقيم بمناسبة تطويبه في سان سلفادور، لتتفرّق الغيوم في السماء و تظهر حول الشمس حلقة من الضوء تعرف باسم "الهالة الشمسية". و قال الأب مانويل دورانتس:"بصراحة، أعتقد أن هذه إحدى أغرب الظواهر الطبيعية التي شاهدتها في حياتي".
و قد كان الأب دورانتس كاهن أبرشية شيكاغو و المساعد الاسباني لمدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في سان سلفادور لحضور قداس تطويب المطران أوسكار روميرو.
أشرف الطوباوي روميرو على أبرشية سان سلفادور منذ عام 1977 و حتى 24 آذار 1980 عندما اغتيل أثناء القداس. و في شباط أعلنه البابا فرنسيس شهيداً بشكل رسمي، و تم تطويبه في أبرشيته السابقة منذ أسبوع.
ظهرت حلقة حول الشمس حال انتهاء الكاردينال أنجلو أماتو عميد مجمع دعاوى القديسين من قراءة مرسوم يعلن بشكل رسمي الأسقف الشهيد أوسكار أرنولفو روميرو طوباوياً.
و بعد ترجمة المرسوم إلى اللغة الإسبانية، بدأت الجوقة بالترنيمة التقليدية "المجد لله في العلى" في الوقت الذي قام به الشمامسة بإحضار ذخائر روميرو، بما في ذلك قميصاً ملطخاً بالدماء، هو القميص الذي كان يرتديه يوم قُتِل.
و ثم "حدث شيء غريب جداً"، مشيراً إلى أن السماء كانت ملبدة بالغيوم و كانت الأمطار قد هطلت في اليوم السابق، قال الأب دورانتس:"عند إحضار الذخائر كنا ننشد ترنيمة المجد لله في العلى، و فجأة ظهرت السماء فوقنا و خرجت الشمس و تشكلت هالة دائرية مثالية فوقها".
و أضاف:""حتى و أنا أخبركم بهذا الآن أشعر بالقشعريرة" و ذكر كيف أن كاهناً واحداً رآها و بدأ الجميع بملاحظتها.
تسمى "هالة"، و هي ظاهرة طبيعية بصرية تنتج عن تفاعل الضوء مع بلورات الثلج العالقة في الغلاف الجوي. و عادة ما ينتج عنها حلقات ملونة أو بيضاء، أو أقواس أو بقع في السماء. تتشكل معظم الهالات حول الشمس أو القمر، لكنها قد تظهر أيضاً في أي مكان آخر في السماء.
و على الرغم من أن هذه الظاهرة ممكنة الحدوث، إلّا أنها نادرة.
ظهرت الهالة في الوقت عينه الذي أحضرت فيه ذخائر روميرو و إنشاد الترنيمة، و إعلان طوباوية روميرو، فانبلاج الضوء من السماء كان "اللمسة النهائية من الله ليقول لنا 'نعم'".
"منذ 35 سنة و شعب السلفادور يعلم أن القداسة تسكن ذاك الرجل، من أسلوب حياته و تضحيته من أجل الكنيسة". و جاءت الهالة لتكون العلامة النهائية على أن السماوات تقول "نعم، إنه قديس. هو هنا الآن".
و قال الأب دورانتس أنه ليس مخوّلاً ليقول إن كان ما حدث معجزة أم لا، لكن احتمال ظهور الهالة في وقت إحضار الذخائر و الترتيل أمر نادر الحدوث.
في تلك اللحظة "فاضت الدموع من عيون الكثير من الكهنة. كنت أبكي و كان الكهنة يبكون" و حتى الأساقفة الذين كانوا في منطقة محجوبة، خرجوا ليشاهدوا ما يحدث. "إنه أمر لا يصدق. و أظن أن معجزة صغيرة قد حصلت".
و قال أن تطويب روميرو كان لحظة عظيمة من الفرج للجميع في السلفادور.
باعتراف الكنيسة به أسقفاً شهيداً طوباوياً، فقد عكست ما كان الناس في أبرشيته قد أدركوه منذ سنوات عديدة و هو أن "هذا الرجل مقدس. و بأن هذا الرجل قد وهب حياته حقاً للإنجيل".
و أضاف الأب دورانتس أن وقت التطويب لا يخلو من الغموض أيضاً، و قد حدث في عهد البابا فرنسيس الذي هو نفسه من أمريكا اللاتينية.
و تذكر كيف أن الكاردينال أماتو قد أشار في عظته إلى أن روميرو كان يقيم القداس فأتت الرصاصة "لتقاطعه" و تمنعه من إنهاءه. و حدث الشيء ذاته بعد أسبوع أثناء الجنازة، عندما قامت عصابة بإطلاق النار على الحضور، فما كان من الحضور إلّا أن حملوا النعش و أخذوه إلى الكاتدرائية ليدفنوه.
و قال الكاردينال أماتو في عظته:"نحن هنا اليوم، و سننهي القداس الذي بدأه روميرو في 24 آذار".