ما هي القداسة؟
الدكتور شارل مالك
----------------------------
القداسة هي القدّيسون، كما ان الحرية هي الأحرار، وكما ان الفلسفة هي الفلاسفة. التشديد على الصفة دون الأشخاص بالذات الذين يحملون هذه الصفة، هذا هو الخطأُ الكبير.
وإذن، مَن هم القدّيسون؟
وهنا أيضاً نقع في نفس الخطأ، إذْ نجيب عادةً على هذا السؤال بسي الصفات التي يتحلّى بها القديسون.
الحقيقة أنّ القدّيس، هو من أحبَّ وعبَدَ يسوع المسيح وأعطى حياتَه كلّها له. القديس هو مَن اختارَه يسوع المسيح لكي يكون له وله فقط. القدّيسون هم مختارو يسوع المسيح الحيّ.
كل قول عن القداسة والقدّيسين لا يركّزُ أولاً وثانياً وأخيراً على يسوع المسيح الناصري هو قول عاطفي تجريدي خيالي باطل.
---------------
كل شيء نقولُه عن أيّ موضوع، ما لم يَعْنِ في النهاية الإنسانَ الشخص، يبقى قولاً سابحاً في العموميات، وبالتالي قولاً فارغاً.
القدّيسون أنفسُهم بدون أي استثناء يقولون لك إنّهم ليسوا قدّيسين بل بشر خطأة، القدّيسون لا يُعلنون أنفسهم قدّيسين، بل هي الكنيسة الحيّة التي تُعلِنُهم قدّيسين، هو يسوعُ المسيحُ الحيّ ذاتهُ الذي يوحي بالروح القدس إلى جسمه الحيّ بأن يعلنهم مختاريه وبالتالي قدّيسين.
-----------------