قصة اليوم : أمثولة في الجامعة !
وقف الاستاذ لأول مرّة وجهاً لوجه مع طلاّبه الشباب في بدء السنة الجامعية. فحدجهم بنظرة ثاقبة نفذت الى أعماق قلوبهم. ثم خاطبهم بلهجة رزينة، عصبيّة، متحدّية : "أيها الشباب ! ماذا جئتم تطلبون؟! وأي دور صمّمتم أن تلعبوه في البشرية؟ البشرية، أيها الأصدقاء، هي أشبه شيء بالقطيع وكل قطيع إنما يتألف من أغنام، وكلاب ورعاة. إن شئتم أن تكونوا أغناماً، فانصرفوا من أمامي لأني هنا لا لأعلم الثغاء؛ وإن كانت رغبتكم أن تكونوا كلاباً، فعليكم أن تغربوا عن وجهي إذ يكفيكم أن تتقنوا العضّ والنباح، وهذا ليس من اختصاصي.
أما إذا صمّمتم أن تحدثوا أثراً عميقاً في عصركم، وتلعبوا دوراً في مصير بلادكم، وإن كان لكم في الإشعاع بمبادئكم النبيلة، وَهدْي القطيع الى السبل الصاعدة بمثلكم العليا؛ وجملة القول : إن شئتم أن تكونوا رعاة للقطيع، أعني رسلاً وطلاّب عُلىً، فابقوا! وأنا لكم عليَّ عهد الله، أن أتولى أمركم! والآن، من كان فيكم رسولاً، فليقف!".
ووقف الجميع، وشرر الحماس يتطاير من عيونهم ويتجلّى في عصبية حركاتهم، ويتلظى في أنفاسهم الحرّى.
وأنت ماذا تريد أن تكون في القطيع؟! الرسول الحق هو من كان علماً يخفق على الرؤوس، بأفكاره، وتصرفاته، وتقواه. وإن لم تكن رسولاً فأنت جاحد لتربية عائلتك ومدرستك، وجاحد لربّك الذي قال : "من ليس معي فهو عليّ!".
أعطني يا رب، أن أكون اليوم رسولاً في محيطي!