بسعفِ الفضيـلةِ وأغصانِ البرِّ نبلغُ إلى الآلامِ فالقيامةِ
هيَّا بنا اليومَ،
معَ جموعِ أورشليمَ، كبارًا وصغارًا،
نستقبلِ المسيحَ الآتيَ راكبًا على جحشٍ
بعْـدَ انتصارِه على الموتِ لـمّا أقامَ لعازرَ منَ القبرِ
بعدَ أربعةِ أيّامٍ من دفنِهِ ميتًا.
نستقبلُهُ حاملينَ السعفَ والأغصانَ
كما فعلَ أطفالُ أورشليمَ وسكانُها أجمعينَ،
ولكنَّها ليست سعفَ النخلِ وأغصانَ الزيتونِ
وإنّما هي سعفُ الفضيلةِ وأغصانُ البرِّ،
تلكَ السعفُ والأغصانُ التي بدونِها لا يَستطيعُ المرءُ
أنْ يلاقيَ السيّدَ لهُ المجدُ ويستقبلَهُ.
أليسَ لنا التأكيدُ أنَّ إلهَ السّلامِ لنْ يكونَ معنَا إلاّ إذَا عملْنا
"بما هو حقٌ، بما هو طاهر، بما هو سارٌّ، بما صيتُه حسنُ".
حريٌ بنِا أنْ نتذكّرَ هذَا ونحنُ على عتبةِ الدّخولِ في الآلامِ والقيامةِ
بعدمَا عبرْنا مسافة الصّيامِ.
وكنَّا في الصومِ، بواسطةِ الصلاةِ، وبواسطةِ الجهادِ الموصولِ ضدَّ مشتهياتِ النفسِ والأهواءِ،
وبواسطةِ أعمالِ المحبّةِ والرّحمةِ، نستعدُّ للبلوغِ إلى الأسبوعِ العظيمِ المقدّسِ.
ولنْ يكونَ لنَا نصيبٌ في استقبالِ المسيحِ المائتِ الظافرِ إلاّ إذَا تزيّنَّا بالفضائلِ،
وهذَا يكلّفُنَا توبةً ودموعًا، وكفًّا عنْ رذائلَ اعتدْنَا عليْهَا وشرورٍ ألفْناها.
والتوبةُ ليستْ موسمًا نتممُ بشكلٍ آليٍّ
فنأتي الأسبوعَ المقبلَ إلى الكاهنِ مسرعينَ ونطلبُ إليهِ أنْ يصلّيَ على رأسِنا،
التوبةُ الصّادقةُ موقفٌ داخليٌّ واعٍ نتّخذُهُ دائمًا فيما نحنُ على وجهِ البسيطةِ
متطلّعينَ إلى وجهِ المسيحِ المنتصرِ على الموتِ والغالبِ الشرَّ ومخلّصِنا منَ الخطيئةِ.
المسيحيّ الرّاغبُ حقًّا أنْ يذوقَ القيامةَ توّابٌ دائمًا،
يعرفُ نفسَه خاطئًا ولكنّه في الوقت عينِه واثقٌ أنَّ الربَّ المخلّصَ
يقبلُ التوّابينَ ويلبسُهم الحلّةَ البهيّةَ الجديدةَ، حلّةَ الخلاصِ.
ويعرف أيضًا أنّهُ بالتوبةِ يموتُ ويحيا إنسانًا جديدًا.
بسعفِ الفضائلِ والبرِّ والتّوبةِ النّصوحِ وثمارِها نخرجُ اليومّ لاستقالِ المسيحِ.
ترنيمة "إفرحي يا بيت عنيا"
إفرحي يا بيت عنيا نحوك وافى الإله
من به الأموات تحيا كيف لا وهو الحياة(2)
إن مرتا استقبلته ببكاءٍ وعويل
وشكت لما رأته شدة الحزن الطويل(2)
صَرَخت بالحالِ ربي أنت هو نعمَ الشفيق
فأعِنّي إنَ قلبي ذاب من فقدِ الشقيق(2)
قال كفي عن بكاك ودعي هذا النحيب
واعلمي أن أخاك سوف يحيا عن قريب (2)
ثم نحو اللحد بادر ذلك الفادي الأمين
حيثما نادى لعازر إنهضن يا ذا الدفين (2)
أيها الأختان هيا وأنظرا الأمر العجيب
عاد من في اللحد حيّا فاشكرا الفادي الحبيب (2)
لك يا رب البرايا نحن نجثو بخشوع
إننا موتى الخطايا بك نحيا يا يسوع(2)