-– يشوع بن نون --
" موسى عبدي قد مات فالآن قم اعبر الاردن "
يشوع 1 : 2 .
– امتحان لايمان يشوع لان النهر كان حينئذ في معظم فيضانه
بدليل قوله والاردن ممتليءالى جميع شطوطه
3 : 15 --
-- الله يدفن العاملين ويستمر في العمل -- ،
-- فان العَلم يسقط من القائد ليتسلّمه آخر
– لان الله هو العلم الحقيقي الذي يظلل جميع اعلام الارض
" يهوه نسّي أي الرب رايتي
" مات موسى وحلّ محلّه يشوع "
وسيدفن الله العاملين وسيستمرّهو في عمله الفدائي العظيم.
كان اسم ( يشوع ) في الاصل هوشع أي -- خلاص –
ودعاه موسى يشوع اي – خلاص الله –
وعلى اي حال لقد جهز الله يشوع ليكون الرجل الثاني بعد موسى.
وربما بدأ هذا التجهيز:
- أولا –
بالمرارة النفسية العميقة، اذ وُلد الصغير وشبّ ليدرك انه عبد في مصر.
تحكمه كل قواعد العبوديّة القاسية والسخرية
– تسخير – ومذلّة الشعب.
- ثانيا –
ثم ان صحبة موسى العملاقة كان لها تاثيرا عميقا عليه،
وما من شك بان هذه الصحبة التي عاشت الى آخر حياة موسى.
طبعت يشوع باقوى الانطباعات واسماها.
كان يشوع مجهزا بالتقوى العميقة التي صاحبته الى آخر عمره.
قيل عنه
" واذا رجع موسى الى المحلّة كان يشوع بن نون لا يبرح من داخل الخيمة "
خر 33 : 11
وفي سيره في خيام الحياة وهو يواجه الشعب قال قوله العظيم
" ان ساء في اعينكم ان تعبدوا الرب فاختاروا لانفسكم اليوم من تعبدون
" " اما انا وبيتي فنعبد الرب " يش 24 : 15
كان يشوع مؤمنا من النوع الذين يرون كل شيء في ضوء الايمان.
فاذا واجه العمالقة فهم بنظره اقزام.
فعندما اختاره موسى ليقود المعركة ضد عماليق
رأى السند الالهي في عصا موسى المرتفعة.
فموسى يَغلب اذا ارتفعت العصا، ويُهزم اذا تعبت ذراعه عن رفعها.
كان يتعلّم من كل هذا كم يفعل الايمان في حياتنا عندما نؤمن باله عظيم.
فكان ليشوع الشجاعة الخارقة التي استندت على الايمان العميق.
كانت نعمة الله معه في اتضاعه ووداعته.
اذ لا نسمع منه فخرا بالانتصار على عماليق،
ولا نرى منه مكانا الا حيث يامره موسى،
او حيث يجلس في خيمة الاجتماع دون ان يبارحها.
يشوع البديل لموسى :
موسى قد مات .
فهل يمكن ان يكون هناك بديل ؟
هل تقف القافلة عندما يُقال موسى عبدي قد مات ؟
كلاّ والف كلاّ.
مع ان موسى فلتة من فلتات الدهر،
وقد لا يجد التاريخ أحدا أن يرفع قامته الى قامة موسى
أو يصبح له ندّا الا واحد وهو شاول الطرسوسي.
ومع ذلك كان موسى في افضل حياته ليس الا عصا بيد الله.
واذا مات واحد فسياتي آخر بمواهب اخرى،
وسيقول الله لمن يأتي:
قم اعبر الاردن الآن، ان البديل هنا
– وللاسف – لم يكن ابني موسى او احدهما بل كان يشوع بن نون.
ان عمل الله لا يُؤخذ بالوراثة.
– مع ان النعمة قد تجعل واحدا من الأبناء يعقوب. والآخر عيسو.
– لماذا لا يكون أبناء العظماء عظماء كابآئهم ؟
وعلى من تقع التبعة في هذا القبيل ؟
هل تقع على موسى لأنه كان مزدحما بالعمل ؟
أم ان الام صفّورة كانت هي السبب ؟
على كل حال فان الخدمة الدينية لا تورث.
وموسى يؤمَر، وقد أوشكت أيامه على الانتهاء،
أن يأخذ " يشوع بن نون رجلا فيه روح، وضع يدك عليه "
سفرالعدد 27 : 18
ويفعل موسى كما أُمر.
ويعبر البديل الى ابنه بالروح -- يشوع –
المعيّن من قِبَل الله.
ان البديل هنا قد يختلف عقلا واسلوبا عن الذي يأخذ مكانه.
ولكنه لا بد ان يكون من روحه في الامانة والغيرة والحب لخدمة الله.
ولا بد للبديل – قبل غيره – ان يتأكد انه لم ياخذ النعمة
استحسانا او بمشيئة انسان.
بل من الله راسا.
فان الله الذي سار مع موسى سيسير مع يشوع ايضا.
فان الله يأخذ الخدام،
ولكنه يبقي الخدمة مستمرّة على الدوام.
يشوع والسند العظيم :
لقد سقط موسى وذهب العامود الكبير.
لكن يشوع رأى الاعظم والامجد.
رأى رئيس جند الرب يش 5 : 13 .
وخلع يشوع نعليه من قدميه لأن الارض التي يقف عليها أمامه
أرضا مقدّسة يش 5 : 15 .
لم يرَ يشوع هذا الرئيس في حياة موسى.
لكنه رآه بعد رحيله.
ولعله من المهم ان نلاحظ أن يشوع في هذه الرؤيا التي بدأ منها موسى.
اذ ان ملاك الرب الذي ظهر له في العليقة.
هو بعينه الذي ظهر ليشوع.
فان عمل الله لن يتوقّف، لأنه هو هو أمسا واليوم والى الأبد.
قد يتغيرالناس.
لكنه هولا يتغير.
" لا يقف انسان في وجهك كل أيام حياتك
فكما كنت مع موسى اكون معك لا أهملك ولا أتركك "
1 : 5
فان عمل الله ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
والنعمة الالهية ستجد دائما أمامها الشخص المناسب
الذي يمكن ان يكون واسطة هذه النعمة بين الناس.
يشوع والمعركة الكبيرة :
ان الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون خر 14:14
هذه المعركة الكبيرة لا يمكن ان تنجح حيث هناك الفساد والخطيّة.
فالله لا يحارب مع الخطاة.
فان المعركة الصحيحة الناجحة تتطلب أولا وأخيرا فحص النفس في حضرة الله.
والتخلّص من كل شر او خطية او دنس.
والمعركة الكبيرة مع ذلك ليست شيئا سحريا ياتي الى الانسان
وهو قابع في مكانه يحلم بها، بل هي جهد واضح،
" كل مكان تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته "
يش3 : 1
ان الله لا يعطي وعده للكسالى والنيام.
فالمعركة الكبيرة لا تتطلب جهدا بشريا.
بل ان الجهد هو في الايمان في انتظار جهد الله مع الانسان في معركة الايمان.
وهل في قدرة انسان أن يوقف الشمس وحركة الليل والنهار ؟
وأوقف يشوع الشمس والقمر في المعركة بيقين الايمان.
يش 10 : 13
وهل في قدرة البشر أن تسقط أسوار أريحا بمجرّد الطواف حولها والهتاف في آخر الطواف.
يش 20 : 6
لكن بالايمان سقطت اسوار اريحا
عب11 : 30 وما تزال الى اليوم،
الاسوار العالية والقلاع الشامخة التي بناها الشيطان على الارض.
ونحن ربما نرى الشيطان، لكننا نعجز أن نرى رئيس جند الرب
الذي يأتي الينا ولا يطلب منا اسلحة بشريّة،
لان سلاح الايمان والصلاة واليقين بأن الذي معنا أقوى من الذي علينا.
هو السلاح الوحيد الغالب في كل معارك التاريخ.
هل تعلم بأن الله وضع أمامي وأمامك على الدوام أرضا
يفصلها شاطيء الاردن الممتليء الى آخر شطوطه.
وان كل جهد تعمله هو ان تضع قدم الايمان الثابتة،
وسترى العجب لأن رب الجنود يسير معنا.
يشوع والنجاح الدائم :
" تشدد وتشجع ولا ترتعب لأن الرب الهك معك حيثما تذهب
" يش 1 : 9 .
| 
السبت أكتوبر 18, 2014 1:51 am
