القديس يوسف النجار!
******* في مثل هذا اليوم تنيح القديس البار الشيخ يوسف النجار الذي استحق أن يدعي أبا للمسيح بالجسد.
هذا الذي شهد عنه الإنجيل أنه كان صديقا وقد اختاره الله ليكون خطيبا لكلية الطهر سيدتنا
مريم العذراء فلما أكمل سعيه وجهاده وتعبه مع السيد والسيدة بمجيئه بهما من بيت لحم إلى أرض مصر وما قاساه من اليهود.
ولما حضر الوقت الذي ينتقل فيه من هذا العالم إلى عالم الإحياء حضر السيد المسيح
ووضع يده على عينيه وبسط يديه واسلم الروح ودفن في قبر أبيه يعقوب وكانت جملة حياته
مائة وإحدي عشرة سنة منها 40 سنة غير متزوج و 52 سنة متزوجا و 19 سنة مترملا.
** لم يحفظ الكتاب المقدس لهذا القديس العظيم كلمة خرجت من فيه، ولم تسمع الأرض نطقا له.
بل كان صمته وكماله وجمال نفسه، وبديع صفاته، وسمو فضائله، مع بساطة حياته اروع تعليم،
وافصح بيان واجمل فلسفة خرجت من فم إنسان لأنه جمع في شخصه وفي حياته اسمى المزايا واكمل الفضائل التي يمكن ان يتحلى بها إنسان في هذه الدنيا.
كان يوسف البتول من بيت لحم، من سبط يهوذا ومن عشيرة داود فكان بذلك من أشراف اسرائيل مولدا
ومنشأ وحسبا ونسبا.
إلا ان الله، الذي كان قد اراد لإبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر،
شاء ان يكون الرجل الذي سوف ينتدبه ليكون الحافظ الأمين لأمه،
والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته فقيرا مسكينا، لا شأن له بين قومه، ولا ذكر له بين أهله وعشيرته.
لكن غنى القديس يوسف كان في قلبه. وكانت ثروته اخلاقه وفضائله.
فاصطفاه الله بين جميع رجال اسرائيل لأعظم رسالة دعا إليها بشرا. فكان يوسف ذلك الرجل الذي حقق مقاصد الله فيه.
وما حدث هو أنه عندما أراد القديس يوسف أن يأتي بخطيبته
مريم الى بيته، وجدها حبلى تنتظر مولودا فاحتار في امره،
ولكن شهامته منعته من ان يشهرها فهم بتخليتها سرا.
وفيما هو مفكر في ذلك ظهر له ملاك وكشف له عن الحقيقة.
ومنذ تلك الساعة جعل يوسف حياته وقفا على خدمة العذراء
وابنها يسوع.
فكان المربي الامين ليسوع من مغارة بيت لحم الى تقدمته الى الهيكل، الى الهرب والعودة من مصر،
الى الحياة الخفية في الناصرة، الى فقد يسوع ووجوده في الهيكل.
وكان يوسف يواصل رسالته وعنايته بيسوع ومريم بايمان حي ومحبة وحنان وكد وصمت فاستحق يوسف ان يموت بين يدي
يسوع ومريم.
وكان بذلك شفيع الميتة الصالحة.
كما أن الكنيسة أقامته شفيع العائلة المسيحية وشفيع العمال الكادحين.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
|